ما تزال تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تلقي بظلالها على اهتمامات المنظمات الإنسانية وأبناء الجالية العربية والإسلامية في النمسا التي تستقبل شهر رمضان، اليوم الأحد، وهو الرابع منذ بدء ثورات الربيع العربي وخاصة سوريا. وتسعى هيئة الإغاثة الإنسانية (مستقلة) في هذا الشهر إلى توظيف مشاعر الخير في الشهر المبارك والإقبال عليه بين أبناء الجاليات لدعم المشاريع الإنسانية والخيرية في دول عديدة منها دول الربيع العربي وخاصة مصر وسوريا. الدكتور أحمد المتبولي، المدير التنفيذي للهيئة، يقول إنها "تعتزم تنفيذ حملة (سلة رمضان) هذا العام في العديد من دول العالم بينها سوريا ومصر ودول أخرى في المنطقة فضلاً عن اللاجئين السوريين في مصر". وفي هذه الحملة يتم توزيع سلال تحوي مواد غذائية مختلفة على المحتاجين في عدة دول خلال رمضان. وفيما يتعلق بأسعار "سلة رمضان"، أوضح في تصريحات للأناضول أنها تختلف من بلد لآخر، لافتا إلى أن "سلة رمضان" في البوسنة تتكلف 50 يورو للعائلة لمدة أسبوعين، بينما تتكلف 40 يورو في سوريا، و20 يورو في مصر، و40 يورو في العراق، و30 يورو في غانا وتوجو والصومال، وتكفي لمدة شهر في كل منهم. وفيما يتعلق بجهود الهيئة في كفالة أيتام سوريا، قال المتبولي إن أعداد الآيتام السوريين في تزايد مستمر بسبب استمرار الحرب الأهلية هناك، مشيراً إلى أن الاحصاءات غير الرسمية تفيد بوجود حوالي 500 ألف طفل يتيم داخل سوريا، لكنه لفت إلى أن الأيتام الذين تكفلهم الهيئة عدد قليل بسبب صعوبة الوصول إليهم في الداخل السوري. وتابع أن حفلات الإفطار الرمضانية في العامين السابقين 2012 و2013 خصص ريعهم للاجئين وكذلك الآيتام في سوريا. ومنذ مارس/ آذار 2011، تحولت الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل نظام بشار الأسد إلى نزاع مسلح بعد استخدام النظام الأسلحة لقمع تلك الاحتجاجات، ما أدى لمقتل نحو 200 ألف سوري بحسب المعارضة السورية، ونزوح نحو 10 ملايين سوري عن ديارهم داخل البلاد وخارجها، بحسب إحصائيات أممية. واستطرد المتبولي قائلا إن برنامج كفالة اليتيم، الذي تتبناه الهيئة كأحد أعمدة مهامها، يركز بشكل خاص على الآيتام في سوريا حالياً، إضافة إلى الدول الأخري. وأضاف أن الحملة تتضمن توفير المواد الغذائية الرئيسية للأسر تكفيهم طوال الشهر المعظم، مشيراً إلى أن الهيئة تقوم بدءا من هذا العام بتخصيص يوم 15 رمضان من كل عام لأفطار مجمع خيري يخصص للأيتام في العالم الاسلامي بينها دول الربيع العربي، وفي مقدمتها سوريا ومصر وذلك بناءاً على توصية من منظمة التعاون الاسلامي. وستنظم الهيئة حفل إفطار رمضاني لهذا الغرض بالتعاون مع المركز الإسلامي بفيينا. وتحظى هيئة الإغاثة الإنسانية، التي تأسست عام 2003، بسمعة طيبة داخل النمسا وخارجها؛ حيث تحصل سنويا على شهادة ضمان التبرعات النمساوية والتي تضمن الشفافية والمصداقية أمام المتبرعين والجهات الرقابية النمساوية. كما يتمتع المتبرعون لهيئة الإغاثة الإنسانية بإمكانية استرداد جانب من تبرعاتهم عن طريق وزارة المالية النمساوية، وذلك عند تقديم التصفية الضريبية السنوية. ومن جانبها تناشد تنسيقية النمسا لدعم الثورة السورية أبناء الجاليات العربية والإسلامية التبرع من أجل مساعدة اللاجئيين في داخل وخارج سوريا. ويقول أمير شهاب رئيس التنسيقية أن أعداد اللاجئيين ارتفع بشكل مخيف ما يمثل كارثة إنسانية حسب هيئات الأممالمتحدة، مشيراً إلى وجود حوالي مليون لاجئ على الأراضي اللبنانية ، منوهاً إلى أن هذا العدد يمثل ربع سكان لبنان ،فضلاً عن وجود مليون ومائتي ألف يعيشون في المخيمات في كل من الأردنوالعراق وتركيا بخلاف أكثر من 11 مليون نازح داخل الأراضي السورية. وأضاف إن باب التبرع لمساعدة اللاجئيين السوريين دائماً مفتوح لكل من يرغب في ذلك عن طريق التنسيقية، معرباً عن أمله في أن تلبي الجاليات المسلمة والعربية في النمسا الدعوة لتقديم أموال زكاتهم وصدقاتهم وتبرعاتهم هذا العام من أجل الإخوة السوريين، الذين يعانون بسبب جرائم نظام بشار الأسد. وأضاف «كثير من السورريين منهم فقدوا عوائلهم وبيوتهم ومصادر أرزاقهم، وعلينا مساعدتهم». وطالب شهاب المجتمع الدولي والأممالمتحدة بتحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية وتقديم المساعدة للسوريين في الداخل الذين يعانون بسبب الحرب الدائرة، وكذلك الذين يعيشون في الدول المجاورة. وحسب مراسل الأناضول أقامت التنسيقية حفلات إفطار رمضانية والعديد من الفعاليات في شهر رمضان في السنوات الثلاثة الماضية، خصص ريعها جميعها من أجل اللاجئيين السوريين. جدير بالذكر ان المجلس التنسيقي لدعم الثورة السورية تأسس مع بداية الثورة في عام 2011 ويقوم بالعديد من الانشطة السياسية والإنسانية لصالح الشعب السوري والموجهة ضد النظام. وهيئة رعاية الإغاثة الإنسانية الدولية (مستقلة) تقيم حفل إفطار رمضاني كل عام، وستقيمه في رمضان هذا العام يوم 5 يوليو/ تموز المقبل. ويقول زاهر آتاسي رئيس الهيئة إن ريع هذا الإفطار الذي يقام بأحد الفنادق الكبيرة في فيينا يخصص ريعه للداخل السوري وكذلك اللاجئيين السوريين في لبنان لأنهم أكثر من يعاني بسبب الحرب الدائرة. وأوضح أن الهيئة تنتهز فرصة هذا الشهر الكريم من أجل الحصول على أكبر مبالغ يمكن إرسالها للاجئيين السوريين سواء في الداخل أو في الخارج. وتابع :الهيئة لا ترسل مساعدات عينية من النمسا إلى المنطقة، بل ترسل الأموال التى يتم تحصيلها ثم يتم شراء المواد اللازمة من هناك تجنباً لتكلفة النقل العالية والعراقيل والإجراءات المعقدة في تمرير المواد العينية. جدير بالذكر أن الهيئة أسسها مجموعة من الشباب السوري المغترب بالنمسا وفقاً للقانون النمساوي، عقب قيام الثورة مباشرة، ولها الصفة الدولية حيث تتلقى مساعدات وتبرعات من أفراد وهيئات ومنظمات في دول مختلفة ، كما تتعدى أنشطتها الحدود النمساوية. ويتجاوز عدد المسلمين في النمسا نصف مليون من أصل 8.5 مليون عدد سكان البلاد بحسب إحصاء رسمي عام 2009. ويعيش حوالي نصف المسلمين في العاصمة فيينا.