هدد الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في خطاب الأربعاء المسلحين المتطرفين السنة الذين يشنون هجوما واسعا في مناطق متفرقة من العراق بان "يزلزل الأرض" تحت أقدامهم، معلنا في الوقت ذاته رفضه المساعدة العسكرية الأمريكية لبلاده. وقال الصدر في خطاب تلفزيوني من مدينة النجف بث مساء الأربعاء :"بالأمس خرجنا لطلب الوحدة والصلاح وسنخرج إن اقتضت المصلحة كما عهدونا أول مرة وان عادوا عدنا وسنزلزل الأرض تحت أقدام الجهل والتشدد كما زلزلناها تحت أقدام المحتل". وأضاف الصدر إن على السلطات العراقية توفير دعم دولي من الدول غير المحتلة لجيش العراق في إشارة خصوصا إلى الولاياتالمتحدة، معتبرا أيضا أن على الأطراف الخارجية لا سيما قوى المحتل والدول الإقليمية رفع يدها من التدخل بالعراق وشؤونه وما يدور فيه. ويشن مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وتنظيمات سنية متطرفة أخرى هجوما منذ أكثر من أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه بينها مدن رئيسية بينها الموصل شمال بغداد) في محافظة نينوى وتكريت شمال بغداد في صلاح الدين. وأكد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أقوى التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا، عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية. وعلى ضوء هذا الهجوم بدأت الأربعاء الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأمريكيين عملها في العراق لمساعدة القوات الحكومية في وقف زحف الجهاديين الذين دعموا هجومهم بحصولهم على مبايعة مسلحين يسيطرون على منطقة سورية مقابلة للحدود مع غرب العراق. وكان مقتدى الصدر الذي خاض عدة معارك مع القوات الأمريكية قبيل انسحابها نهاية 2011 اقترح تشكيل وحدات أمنية بالتنسيق مع الحكومة العراقية تحت مسمى "سرايا السلام"، تعمل على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من "القوى الظلامية". وجاء اقتراح الصدر زعيم جماعة "جيش المهدي" المسلحة والتي جمدت نشاطاتها، بعدما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي التعبئة العامة وتسليح كل من يرغب بالتطوع لمقاتلة هؤلاء المسلحين، قبل أن يدعو المرجع الشيعي الأعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني العراقيين إلى حمل السلاح ومقاتلة الجهاديين. ونظم آلاف المقاتلين الموالين للصدر وبينهم مقاتلون في "جيش المهدي" السبت الماضي استعراضات مسلحة في عدة مناطق من العراق بينها بغداد، مؤكدين استعدادهم لمقاتلة الجهاديين السنة. وفي موازاة تحذيره للمسلحين، دعا الصدر في خطابه الأربعاء إلى "الإسراع بتشكيل الحكومة الوطنية بوجوه جديدة ومن كافة الأطياف وبعيدة عن المحاصصة الطائفية، وطالب الحكومة بأن تتعهد بإمضاء المطالب السلمية المشروعة لسنة العراق المعتدلين الذين عانوا التهميش والإقصاء. ووجد الصدر انتقادا غير مباشر إلى المالكي، السياسي الشيعي الذي يحكم العراق منذ 2006 ويسعى لولاية ثالثة رغم انه يواجه اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم، حيث قال ان شيعة العراق صاروا "تحت افكاك الظالم الذي يريد المصالح الشخصية لا المذهبية ولا الإسلامية الوطنية".