أبو العينين شعيشع، صوت من أعذب الأصوات المصرية التي نطقت بآيات القرآن الكريم، قارئ يرتاح القلب وتهتز المشاعر عند سماع حنجرته الذهبية. وفي ذكرى رحيله تقدم شبكة الإعلام العربية "محيط" نبذة عن الشيخ وسيرته وحياته، فإلى التفاصيل: الميلاد والنشأة يقول الشيخ أبو العينين شعيشع "كانت ولادتي غير مرغوب فيها لأنني كنت الابن رقم 12، ووالدتي كانت تفعل المستحيل للتخلص مني ولكني تشبثت بها حتى وضعتني.. وذلك لحكمة يعلمها الله حيث كنت فيما بعد مسئولاً وسبباً في إطعام كل هذه الأفواه في ذلك الحين". ولد الشيخ أبو العنين شعيشع في 12 أغسطس في عام 1922 بمدينة "بيلا" بمحافظة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية، وهو الابن الثانى عشر لأبيه. والتحق بالكتاب ببيلا وهو في السادسة من عمره، وحفظ القران قبل سن العاشرة، والتحق بالمدرسة الابتدائية، فشجعه ذلك وساعده على قراءة القرآن بالمدرسة أمام المدرسين والتلاميذ كل صباح، وخاصة في المناسبات الدينية والرسمية، فنال إعجاب واحترام الجميع . فأشار ناظر المدرسة على والدته أن تذهب به إلى أحد علماء القراءات والتجويد ليبدأ مشواره في تلاوة القرآن الكريم حبه لسهرات القرآن وحينما كان الشيخ طالبا بمدرسة المنصورة الثانوية حكم عليه جميع أساتذته بأنه لا يصلح لشئ، وذلك لعدم التزامه في الدراسة بسبب سهراته في الليالي التي يحييها القراء والمنشدون . كان الشيخ أبو العينين يخرج إلى الشارع باحثا عن ليالي القراء ويحوم حول المنشدين ويطرب كلما سمع أن أحداً من كبار القراء سيسهر في ليالي المنصورة، وكان شقيقه الشيخ أحمد شعيشع من مشاهير القراء في المنصورة فكانت فرصة طيبة لشعيشع أن يذهب معه كل مساء ليقابل مع أخيه القراء ويستمع لهم . عمله بالإذاعة دخل الشيخ أبو العينين شعيشع الإذاعة سنة 1939م، وكان وقتئذ متأثراً بالشيخ محمد رفعت وكان على علاقة وطيدة به، وقد استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات الشيخ رفعت. واتخذ الشيخ أبو العينين لنفسه أسلوباً خاصاً في التلاوة بدءاً من منتصف الأربعينيات، وكان أول قارئ مصري يقرأ بالمسجد الأقصى، وزار سورياوالعراق في الخمسينيات. أصيب بمرض في صوته مطلع الستينيات، ثم عاد للتلاوة وعين قارئاً لمسجد عمر مكرم سنة 1969م، ثم لمسجد السيدة زينب منذ 1992م . أشهر مواقفه ناضل الشيخ في السبعينيات لإنشاء نقابة القراء مع كبار القراء وقتئذ مثل الشيخ محمود على البنا وانتخب نقيبا للقراء سنة 1988م خلفاً للشيخ عبد الباسط عبد الصمد. وعين عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعميدًا للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم، وعضوًا للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وعضوًا باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف وعضوًا بلجنة عمارة المساجد بالقاهرة. وللشيخ جولات واسعة في ريف مصر لاكتشاف المواهب الجديدة، وله رأي في عدم وجود أصوات جديدة واعدة، حيث قال أن السبب في رأيه هو اختفاء الكتاتيب في الريف، كما أن أكل البلاستيك والماء الملوث واستخدام المبيدات الكيميائية أثرت عضويا على صحة الإنسان، وكان الشيخ دائما يصف قراء اليوم" بأكلة البلاستيك ". رحلاته سافر الشيخ أبوالعينين شعيشع إلى معظم دول العالم، وقرأ بأكبر وأشهر المساجد في العالم، أشهرها المسجد الحرام بمكة، والمسجد الأقصى بفلسطين، والأموي بسوريا، ومسجد المركز الإسلامي بلندن، وأسلم عدد غير قليل تأثراً بتلاوته ولم يترك دولة عربية ولا إسلامية إلا وقرأ بها عشرات المرات على مدى مشوار يزيد على ستين عاما قارئاً بالإذاعة. الجوائز التي حصل عليها حصل أبو العنين على وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين، وأوسمة من تركيا والصومال وباكستان والإمارات وبعض الدول الإسلامية . وفاته توفى الشيخ أبو العينين عام 23 يونيو2011 عن عمر يناهز 89 عاما بعد أن ترك أثرا ضخما من التسجيلات القرآنية الخالدة و تلاوات رائعة لكتاب الله العظيم أتحفت العالم الإسلامي شاهدة على عطائه إلى أن يشاء الله.