هى المرأة التى ذكرت هجرتها فى القران ،وهى بنت رجل كان من اشد الناس عداوة للرسول الله إنها أم كلثوم بنت عقبه المهاجرة إلى الله ورسوله وحيدةً وقد فرت بدينها فى واحده من أروع قصص نساء عصر النبوة اسمها "ام كلثوم بنت عقبه بن أبى معيط بن شمس بن عبد مناف بن قصي ؛أمها أروى بنت ربيعه أم عثمان بن عفان فهى بذلك أخت عثمان بن عفان من الأم . كان بيت ام كلثوم قريباً من بيت النبي فى مكةالمكرمة وكان أبوها عقبه من اشد الناس عداوة للرسول وأكثرهم إيذاءاً له وذلك لقرابته منه ومجاورته لبيته عليه الصلاة والسلام، فى زمن لم يحفظ المشركين فيه حقوق الجار ولا أدب الجوار. عداوة قريش -وقد استغلت قريش شدة عداوة عقبه والد أم كلثوم لرسول الله ورغبته الدائمة فى تكذيبه فأرسلته ومعه الحارث بن النضر الى اليهود فى يثرب يسالون اليهود عن أمر محمد وهل له ذكر فى كتبهم. فقالت لهم اليهود :اسألوه عن ثلاثة فان أخبركم بهن فهو مرسل وان لم يفعل فالرجل كاذب فافعلوا به ما بدا لكم -أما السؤال الأول :فهو عن فتيه فى الدهر الأول ما كان من أمرهم فانه كان لهم حديث عجيب؟ أما السؤال الثانى:فعن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها السؤال الثالث:عن الروح واخذ عقبه هذه الأسئلة وطرحها على رسول الله فاتت الاجابه من الله تعالى فى سورة الكهف التى روت قصة أولئك الفتيه أصحاب الكهف وقد دل ذلك على صدق نبوة محمد ، لكن رغم ذلك بقى عقبه على شركه ووثنيته وأصره على آن يؤذى رسول الله أينما راه رغم انه اختبر بنفسه صدق رسالته -أما ابنته آم كلثوم فقد شرح الله صدرها للاسلام من بين أسرتها جميعاً وأسلمت وبايعت رسول الله قبل آن يهاجر الى المدينة وكانت غير متزوجه فبقيت فى مكة -ثم من الله على المسلمين بالفتح المبين فى معركة بدر ومنيت قريش بهزيمة مره،وكان من بين قتله بدر من المشركين عقبه بن أبى معيط والد ام كلثوم وعدو الاسلام اللدود. وفجعت ام كلثوم بوفاة والدها مره وبموته على الشرك مرةً أخرى و تحملت تضيق أهلها عليها وإيذاءهم لها بسبب إسلامها لكن ذلك لم يزدها الا إيمانا واحتساباً ومضت السنين -قصة هجرة ام كلثوم الى المدينة: ضاقت ام كلثوم بعائلتها التى ما تزال على الشرك والوثنية فقررت بعد ان عقد رسول الله مع قريش صلح الحديبيه همت ان تفارق أهلها وتهاجر بدينها إلى الله ورسوله وعقدت على ذلك سرا ثم خرجت من مكة مهاجرةً إلى الله ورسوله وحيده . لكن أهلها لم يرضهم ذلك فخرج فى أثرها اخويها ليرجعاها بعد ان اكتشفوا غيابها وقد أخبرتهم احد النساء انها رأتها تسلك الطريق المؤدية الى يثرب. وقد اختلفت الروايات حول محاولات أخويها فى إرجاعها فتذكر بعض الروايات انهم أدركوها فى الطريق وحاولوا إرجاعها الا أنها أصرت على متابعة طريقها الى المدينة. والرواية الأخرى تذكر أنهم لم يدركوها واستطاعت الوصول الى المدينة قبل إن يصلوا إليها. -فذهبا أخويها الى رسول الله فى المدينة يطالبون باستردادها .ولما علمت أم كلثوم بمطالبة أخويها لها رفضت العودة إلى مكة وقالت للنبي:يا رسول الله انا أمراه وحال النساء إنهن ضعفاء كما تعلم افتردنى الى الكفار يفتنوننى فى ديني . وخشى رسول الله ان يرد أم كلثوم الى أهلها المشركين فتفتن وتعذب وأدرك انه لو رفض أن يرجعها معهم سيخالف بذلك شرط من شروط صلح الحديبيه ولم يعرف عنه يوما انه نقضه عهداً. وسرعان ما جاء الوحي الإلهي لينهى هذه المعضلة ويشرع حكم الرأفة بالنساء واستقصاءهم من هذه المعاهدة فى آيات من سورة الممتحنة (يا أيها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بإيمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار.سورة الممتحنه...). وامتحن الرسول صدق ام كلثوم وإيمانها و امتحن النساء بعدها.حيث قال رسول الله(والله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام وما خرجتن لزوجا ولا مال)فان قالوا ذلك لا يردهم إلى الكفار وكانت ام كلثوم تقول ذلك بلسانها وجوارحها لذلك قال رسول الله لأخويها قد نقض الله العهد فى النساء بما قد علمتما فانصرفا .وبذلك حلت مشكلة ام كلثوم المهاجرة الوحيدة ولم يردها الرسول الى مكة فكانت اول مهاجرة الى المدينة بعد صلح الحديبيه. وكانت الصحابية التى نزلت قصة هجرتها فى القران. -زواج أم كلثوم: ولم تكد ام كلثوم تستقر فى المدينة وفى حمى رسول الله حتى تقدم لخطبتها كبار ألصحابه الزبير بن العوام -وعبد لله بن عوف-وزيد بن حارثه-عمرو بن العاص) فاحتارت ام كلثوم من أمرها وقررت ان تستشير أخاها عثمان بن عفان فى ذلك ،فأشار عليها ان تأتى النبي كي يختار لها فرشح لها النبي زيد بن الحارثة وكان زيد قد طلق زوجته زينب بنت جحش فتزوج من ام كلثوم وأنجبت له (زيد ورقيه )إلا أن زيد الابن ما لبث أن مات رضيعاً ولحقت به رقيه بعد ذلك.وقد أجمعت الروايات ان زيد خلف زوجته ام كلثوم أرمله عندما خرج قائداً فى غزوة مؤته، ولم تعش ام كلثوم مع زيد أكثر من سنتين. وعلم الزبير بن العوام بن عمت رسول الله وحواريه واحد العشرة المبشرين بالجنة بانتهاء عدة ام كلثوم فتقدم لها مرة أخرى فقبلته وتزوجته ولشدة الزبير فى تعامله مع النساء لم تحتمل ام كلثوم طول البقاء معه فطلبت الطلاق وألحت فيه حتى أجابها إلى مطلبها وهى على وشك الوضع حيث ولدت ابنتها زينب بنت الزبير . -ثم بعد ان انفصلت عن الزبير جاءها الصحابي عبد الرحمن بن عوف احد العشرة المبشرين بالجنة خاطباً مرةً أخرى .فتزوجته وعاشت فى كنفه وأنجبت له ثلاثة بنين(إبراهيم وإسماعيل وحميد الى جانب بنتين هما حميده وأمة الله) وقد سعدت ام كلثوم فى حياتها مع عبد الرحمن بن عوف وقد ظلت معه حتى مات. -ثم تقدم لها عمرو بن العاص وكان اخر من تقدم لها عندما جاءت الى المدينة ،فتزوجته إلا ان حياتها معه لم تدم أكثر من شهر واحد حيث التحقت بالرفيق الاعلي حياه حافله. -روت ام كلثوم العديد من الأحاديث الشريفة ،وقد اقتربت ام كلثوم من البيت النبوي الشريف فنقلت لنا بعض أخباره نقلاً عن زوجات النبى. ومنها ان النبي لما تزوج ام سلمه قال لها أنى قد أهديت النجاشي هديه واني أراه قد مات وارى ان الهدية التى أرسلتها له سترد عليه فإذا ردت فهي لكى فكان كما قال النبي مات النجاشي وردت هديته. وقد روت ام كلثوم أحاديث نبوية فى فضل بعض السور القرءانيه. وعن ام كلثوم انها قالت (ما سمعت رسول الله يرخص فى شىء من الكذب الا فى ثلاث كان رسول الله يقول: لا أعده كذباً الرجل يصلح بين الناس ،ويقول قولاً يريد به الإصلاح ،والرجل فى الحرب،والرجل يحدث امراته ،والمرات تحدث زوجها.) وفاة ام كلثوم: رحلت ام كلثوم فى عهد خلافة أخيها عثمان بن عفان الا ان ذكر قدومها الى المدينة وحيده مفارقة أهلها وبيتها مهاجرةً فى سبيل الله خلد ذكرها فى تاريخ نساء عصر النبوه