ماذا بعد منتدي الشباب الدولي بشرم الشيخ؟ مني رجب الآن وبعد أن مضي أكثر من شهر علي ختام منتدي الشباب الدولي بشرم الشيخ والذي نظمته حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام والتي أسستها وترأسها السيدة الفاضلة سوزان مبارك بالتعاون مع مؤسسات دولية وممثلي المجتمع المدني بمشاركة الشباب أجد سؤالا مهما يقفز إلي ذهني هو: ماذا بعد منتدي الشباب الدولي بشرم الشيخ؟ وكيف يتحول هذا الملتقي الناجح إلي حركة شبابية دولية تصبح صوتا مسموعا وتيارا هائلا يدعو إلي السلام ليؤكد أن الشباب يرفض الحروب بكل صورها؟ وللاجابة عن هذين السؤالين أطالب بأمرين أولهما: توسيع مشاركة الشباب بالتعاون مع رواد السلام والتنمية والعمل مع الشباب ليتضاعف العدد إلي عشرات الآلاف يلتقون في نفس الموعد عام2008 من خلال حركة سوزان مبارك الدولية وبحضور صاحبة المبادرة السيدة الفاضلة سوزان مبارك وأن يتحول إلي منتدي سنوي يقام في نفس الموعد بحيث يصبح موعدا ثابتا ووقفة دولية لرفض الحروب ونبذ العنف. ثانيهما: تمكين الشباب وتفعيل مشاركتهم علي كل المستويات الثقافية والاقتصادية والسياسية بحيث يصبح للشباب دور ومشاركة وقوة مؤثرة لدي صانعي القرار, وفتح آفاق جديدة لهم في مجالات العمل والتنمية ومستقبل يشاركون فيه بحق بحيث يصبحون أدوات للتغيير إلي عالم أفضل. وأطرح هنا من خلال مشاركتي في الملتقي بعض مااستخلصته من خلال اللقاءات والندوات والأنشطة المتعددة التي حفل بها المنتدي والذي أقيم تحت عنوان أنت تتحدث ونحن نستمع بهدف الاستماع للشباب: أن المنتدي ولأول مرة قد أفسح المجال وبحق للاستماع لصوت الشباب ورؤاه في مشاكله وآماله وقضاياه الأساسية, واستطاعت حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام برئاسة السيدة الفاضلة سوزان مبارك مؤسسة الحركة أن تترجم عنوان الملتقي أنت تتحدث ونحن نستمع إلي فعل حقيقي, وأن تدعو800 من الشباب المتميز من ذوي الخبرة في العمل العام والعمل التطوعي وخدمة المجتمع حيث قدموا خبراتهم المجتمعية وطرحوا أفكارا مبتكرة لتمكين الشباب من التأثير في مجتمعاتهم, بالاضافة إلي200 من رواد السلام العالمي ومن الشخصيات البارزة عالميا في مجال العمل من أجل الشباب. كما أتاح المنتدي فرصة هائلة للتواصل بين الثقافات مما كسر حاجز الخوف من الآخر ورفضه ودار الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والتي يمكن لها أن تفرض تغيير الواقع علي الأرض رغم الصعوبات التي تنشأ عن الحروب والصراعات, كما تأكد أن السلام مطلب أساسي للجميع. بالإضافة إلي أن الاعلان عن انشاء شبكة دولية للشباب تنبثق من المنتدي هو نتيجة مهمة توصل إليها المنتدي لأنها وسيلة فعالة تمكن استمرارية التواصل بين الشباب من خلال المنتدي, وهنا أري ضرورة تركيز الحركة علي توسيع مشاركة الشباب في التواصل من خلال الشبكة لتصبح صوت سلام يعلو علي صوت الحروب, ويقوم بدور فعال في توصيل عزم الشباب علي المطالبة بنبذ العنف وإيقاف الحروب كمطلب حيوي من أجل السلم الاجتماعي والتنمية. ومن الضروري أن نبدأ تواصل التلاقي مع الشباب من خلال دورات قادمة للمنتدي فقد أكد هذا المنتدي قدرة الشباب والكبار علي التواصل وتبادل الخبرات والآراء كما أوضح الاستماع لشباب مصري متميز ان لدينا شبابا قادرا علي التفاعل مع الآخر والمشاركة في السلام الاجتماعي, كما أكد الشباب الأجنبي المشارك قدرة الشباب علي خوض تجارب ناجحة في العمل والتطوع. كما تم خلال المنتدي طرح مبادرات خلاقة وتفتحت آفاق جديدة للتواصل, وطالب الشباب بفتح فرص العمل أمامهم كحجر زاوية في السلم الاجتماعي, وأتفق معهم في الرأي السيد جمال مبارك في الجلسة التي تحدث فيها وقال: إنه مطلب تبذل الجهود من أجل تحقيقه في مصر بشكل أكثر فاعلية, كما قدمت بعض الشابات تجارب مبتكرة في كيفية قيام مشروعات صغيرة تعتمد علي المنتجات المحلية خاصة من دول أمريكا اللاتينية. إن انطلاق تلاقي الشباب من أجل الدعوة للسلام من مصر هو بداية لشكل آخر من أشكال تأكيد الوجه الحضاري لمصر التي تحتضن أبناءها وبناتها وتبحث عن فتح آفاق جديدة أمامهم للتطوع وللتعبير عن الرأي والتي تسعي لنشر دعوة السلام إلي العالم من فوق أرضها. وإذا كنا قد رأينا نماذج ناجحة من الشباب في العالم ينتمون لاتحادات طلابية ولجمعيات أهلية, فإن الشباب المصري المشارك في المنتدي عليه دور هو الآخر أن يدعو زملاءه وأقرانه إلي فتح أفق غير تقليدية للعمل ولرؤية المستقبل للمشاركة والعمل التطوعي من أجل خدمة المجتمع وغير القادرين. أن أغنية السلام التي انطلقت من شرم الشيخ هي دعوة متجددة من أرض السلام, وفي سؤال وجهته للسيدة سوزان مبارك قبل الجلسة الختامية قلت لها: ماهو إحساسك الآن بعد نجاح المنتدي؟ قالت لي السيدة سوزان مبارك: أتمني أن يعود كل شاب من هنا حاملا رسالة سلام وتنمية للعالم وأن يعلو صوت السلام علي صوت الحرب. لقد نجح المنتدي في دورته الأولي والسبب الرئيسي تمثل في الأفكار والرؤي التي تلاقت وتواصلت وكان من أهم أسباب نجاحه إلي جانب حسن التنظيم ذلك الدعم الكبير من السيدة الفاضلة سوزان مبارك التي كانت تقف وسط الشباب من6 قارات ليفتتحوا هم المنتدي كما كانت تحرص علي سماع مشاكلهم وقضاياهم وأعلنت عن عزمها علي مواصلة المشوار في الاهتمام بالشباب. ومن هنا فإنني آمل أن يتحقق مطلب جميع المشاركين في هذا المنتدي في اقامة دورة ثانية في نفس التاريخ في سبتمبر المقبل لأنه فتح بابا واسعا لدور فعال للشباب العالمي ليكونوا دعاة وصوتا للسلام. عن صحيفة الاهرام المصرية 24/10/2007