طرح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ثلاثة حلول للمأزق الرئاسي القائم في لبنان في ظل فراغ المنصب منذ 25 مايو الماضي. ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، تمنى جعجع في الحل الأول أن ينزل منافسه العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر إلى الجلسة النيابية المقبلة في 18 من الشهر الحالي قائلا " ونخوض الانتخابات جميعاً ومن ينجح نهنئه". وأضاف جعجع - في تصريح صحفي وزعه مكتبه الإعلامي - أن الحل الثاني : " أن نتفاهم كقوى 14 آذار مع فريق 8 آذار على اسمين وننزل إلى مجلس النواب للانتخاب ، والثالث :" أنا جاهز لأي اقتراح آخر يخرجنا من الأزمة إذا كان هناك أي اقتراح في الأفق". ورأى أنه " إذا كان عون يريد فعلاً تقديم نفسه كمرشح توافقي كان عليه البدء بحملته منذ 5 سنوات ، فهو يرفض حتى الآن بحث أي طرح آخر غير تأييد ترشيحه ، مع العلم أن هناك اتصالات غير مباشرة معه وقد أبلغته موقفي منذ 4 أشهر "أنني لا أؤيده للرئاسة صراحةً لأن لا كلام عندي تحت الطاولة وقلت له ما هي الأسباب التي تمنعني من تأييده". وأوضح أن "موقف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من ترشيح عون ، أن الأيام الحالية في لبنان ليست أيام حسم وكل المعطيات على حالها ، وبالتالي يجب أن نرتب أنفسنا كلبنانيين لتحسين الوضع ومن هنا بدأ انفتاحه على حزب الله أولاً ومن ثم على التيار الوطني الحر بزعامة عون ، وإذا قام عون بنقلة استراتيجية في سياسته فكلنا مستعدون لدعمه ، ولكن تيار المستقبل لم يغير سياسته وما يجمعنا معه أبعد من أي شيء آخر ومن مجرد تحالف سياسي باعتبار أن تيار المستقبل دفع دماً ثميناً بدءاً بالشهيد رفيق الحريري وصولاً إلى الشهيد محمد شطح". وتابع " أنا منفتح على أي طرح يخرجنا من الفراغ الحالي لكن بالحد الأدنى من القناعات ، طبعاً لدى "فيتو" على بعض الأسماء ؛ لأن القضية قضية خيارات ولكنني لن أدخل في لعبة الأسماء في الوقت الحاضر، فأنا منفتح على أي خيار ضمن حد أدنى من القناعات ومن صلب قوى 14 آذار". وكشف جعجع أنه التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس ، وقال " اتفقنا أن يبقى كل محتوى اللقاء بعيداً عن الإعلام" ، مؤكداً أن "السعودية لا تتدخل بأي تفصيل من التفاصيل في لبنان ، وأي شيء تُجمع عليه قوى 14 آذار لا تعارضه المملكة". ووافق جعجع على إعادة تجربة جمع الأقطاب الموارنة (الزعماء الكبار) في البطريركية الموارنة في بكركي " إذا أراد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ، فأنا مستعد لذلك ، ولكن البطريرك عاش تجربتين فاشلتين" ، كاشفاً عن أن " لائحة البطريركية للرئاسة التي تضم دميانوس قطار، روجيه ديب وزياد بارود ، مقبولة لدي ولكن هل يقبل بها الفريق الآخر؟" وأردف :"في حال ترشح البطريرك الراعي لرئاسة الجمهورية نسير به لكن إن سألني رأيي أقول له " لا " ؛ لأنه رجل دين والمنصب منصب سياسي بامتياز ، ولكن لم ألمس عند الراعي أي ميل في هذا الاتجاه ويجب أن تبقى الأمور منظمة ، الدين دين والسياسة سياسة." وقال "من المؤكد أنني سأكون رئيساً لكل لبنان إذا انتُخبت وأنا أعلنت برنامجي بشكل واضح ودون مواربة". وعن إمكان حدوث اتفاق بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر حول النفط ، ذكر جعجع : " لا معرفة مباشرة لي بهذا الأمر، لكن لن نسمح لأحد بأن يستفيد من النفط لغايات شخصية ، وأدعو من يعلم بمخالفة بملف النفط أن يبلغنا ، لقد سمعت كلاماً عن تقاسم البلوكات النفطية ولكن لا أعتبره أمراً ممكناً ، فهذه البلوكات ليست ملكاً لأحد إنها ملك الشعب اللبناني بأكمله". ورأى "أن الأزمة السورية لم تعد أزمة نظام ومعارضة في الوقت الحالي ، للأسف اللعبة الإقليمية باتت سيدة الموقف في سوريا ، واللاعبان الأساسيان في سوريا هما إيران وإسرائيل وهذان اللاعبان من مصلحتهما عدم قيام دولة قوية في سوريا. وأضاف " إن الأزمة السورية أمدها طويل ، والمحور العربي لن يستطيع حسم الوضع السوري حالياً ، وأعتقد أن اللعبة الإسرائيلية الإيرانية ستبقى سائدة لوقت طويل".