شهدت مصر على مدار أكثر من 25 سنة، سجلا حافلا من دماء المصريين المهدرة على قضبان ومزلقانات السكك الحديدية، نتيجة الإهمال المتعاقب والطرق التقليدية في التعامل مع الحوادث، وفشل بعض المسئولين في إدارة المنظومة، وتحميل السائق أو عامل المزلقان المسئولية كاملة ككبش فداء لإبعاد الشبهات والتغلب على الاعتراف بالتقصير في الاهتمام بمنظومة السكة الحديد والعمل على تطويرها. وفيما يلي نبذة مختصرة عن الحوادث الشهيرة التي شهدتها سكك حديد مصر منذ إنشائها: حوادث نهاية القرن العشرين: بدأت المأساة بحادثة مزلقان عين شمس، من أشهر حوادث المزلقانات والتي وقعت عام 1987، والتي راح ضحيتاها 49 تلميذا وأسفرت عن إصابة 79 آخرين. وعند سؤالها، سردت الحاجة فوزية من سكان مزلقان عين شمس، لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن المشهد كان فظيعا ولم نكن نتوقعه على الإطلاق، ومازال في مخيلتنا إلى الآن؛ ووقع نتيجة عدم غلق المزلقان أثناء مرور القطار واصطدامه بأتوبيس أطفال كانوا في طريقهم إلى المدرسة. وأضافت أن أكثر من 45 طفلا استشهدوا أمام أعين الأهالي الذين كانوا يحملون بكل أسى أشلاء الأطفال إلى المستشفيات في أتوبيسات النقل العام و"لم تسعفنا الدولة يومئذ". وعن التحقيقات، قالت إن التهم جميعها وجهت إلى عامل المزلقان وسائق القطار وسائق أتوبيس الأطفال، ونتيجة لهول الحادث تم تناوله في فيلم "ضد الحكومة" بطولة الفنان أحمد زكي ليهز الرأي العام ويوجه الفيلم من خلاله التهمة على المسئولين الحقيقيين وهم وزير النقل ورئيس الحكومة وقتها. عام 1992.. اصطدام قطارين خارج القاهرة تسبب ف مقتل 43 فردا. عام 1993.. وقوع حادث تصادم قطارين أصيب على أثره 60 شخصا على بعد 90 كيلومترا شمالي القاهرة. ديسمبر 1995.. اصطدام قطار بمؤخرة آخر، وسط ضباب كثيف أدى إلى مصرع 75 مسافرًا، وتحمل السائق المسئولية لزيادة سرعة القطار عن الحد المسموح به. فبراير 1997.. حادثة راح ضحيتها أكثر من 11 شخصا بعد اصطدام قطارين شمالي أسوان بسبب خلل في أجهزة الإشارات. أكتوبر 1998.. استيقظ المصريين على حادثة أخرى نتيجة خروج قطار عن القضبان بالقرب من الإسكندرية، فقد أخفق القطار في التوقف عند مصدات نهاية الخط الحديدي واخترق المحطة إلى سوق مزدحمة وأشارت التقارير إلى احتمال عبث أحد المواطنين بصمام فرامل الهواء فأدى إلى إتلافها. عام 1999.. بمثابة العام الأسود لحوداث للقطارات، فلم يكتفِ بحادثة واحدة في نوفمبر، أسفرت عن مقتل 10 أفراد وإصابة 7 آخرين نتيجة اصطدام قطار بين القاهرة والأسكندرية بشاحنة وخروجه عن القضبان. وفي أعقاب صدمة نوفمبر التي لم تكاد مصر تستفيق من صدمتها، أعقبها حادثة أخرى في أبريل أضافت إلى قائمة الضحايا في مصر أكثر من 10 أفراد وإصابة 50 آخرين شمالي مصر بعد اصطدام قطارين. القرن الحادي والعشرون.. أكبر عدد ضحايا في الساعة الثانية من صباح يوم 20 فبراير 2002 م, وقع أبشع حادث شهدته السكك الحديدية على مر تاريخها، فبمجرد خروج القطار من محطة مدينة العياط، شاهد الركاب دخانا كثيفا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار, ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلى باقي العربات الأخيرة, والتي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في مراكزهم وقراهم في صعيد مصر. ومن إجمالي 806 قتيل قضوا في حوادث القطارات بمصر خلال العشرين عاما الأخيرة، أسفر هذا الحادث وحده عن تفحم 361 شخصاً وإصابة ما يناهز 500 آخرين بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه؛ وهو ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ، ولم تصدر حصيلة رسمية بالعدد النهائي للضحايا، وذكرت بعض المصادر أن عددهم يتجاوز 1000 قتيل، وهذا ما أثار الشكوك فى الحصيلة النهائية . أما في 2004.. اصطدم قطار بسيارة نقل عند مزلقان طوخ بمحافظة القليوبية شرق دلتا النيل، تسبب في مصرع 5 وإصابة 18. وفى فبراير2004.. تصادم قطارين بأبي حمص بمحافظة البحيرة شمال القاهرة أسفر عن إصابة 20 شخصا. 2007.. اصطدام قطارين شمال القاهرة، ما أدى لمقتل 58 وإصابة 140 آخرين. 2008.. انفصلت 19 عربة من قطار بضائع في طريقه للوجه القبلي، وسارت مسافة 6 كيلو مترات عند محافظة سوهاج جنوبا، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص بينهم طفل بترت إحدى ساقيه. 2009.. تصادم قطاران في منطقة العياط، ما تسبب في مصرع 18 راكباً و إصابة 39أخرين. بينما أحتل عام 2010 المرتبة الأولى في الحوادث حيث شهد عشرة حوادث راح ضحيتها 4 قتلى و9 مصابين. وفى نوفمبر 2012.. اصطدام قطار رقم 165 بين أسيوطوالقاهرة، بأتوبيس معهد "نور" الأزهري الخاص بمدينة منفلوط، مما أسفر عن مقتل 52 طفلا وإصابة 17 آخرين . وفي ديسمبر 2012.. تصادم القطار رقم 495 بميكروباص أثناء مروره من مزلقان "سرحان" بمحافظة الغربية، ما أسفر عن إصابة 8 مواطنين، وتناوله الإعلام في حينها بكل قوة، وذهب المحاور مفيد فوزي إلى موقع الحادث ونقل معاناة أهالي القتلى والشهداء. أما نوفمبر2012.. اصطدم قطار بأتوبيس رحلات تابع لأحد المعاهد الأزهرية عند مزلقان المندرة بأسيوط "جنوبا"، ما أدى لمصرع 52 وإصابة 18 تلميذا، وتحدث والد الشهيد محمد عرفان أحد ضحايا الحادث والحاصل على الإجازة العالية في حفظ القرآن، عن ابنه الشهيد في إذاعة القرآن الكريم وأذاع مقطعا صوتيا لابنه لآخر تلاوة قرأها في المسابقة العامة للقرآن الكريم . وفي 16 نوفمبر 2013.. تناثرت أشلاء شابا أثناء مروره على السكة الحديد بمزلقان السلخانة، بمحافظة كفر الشيخ. في يناير 2013.. كانت الحادثة الأبرز حينها اصطدام قطار بسيارة تاكسي وتسبب في مقتل 4 أشخاص بينهم طفلة في مزلقان أرض اللواء بالجيزة، كما شهد نفس الشهر مصرع 19 مجندًا، وإصابة 117 آخرين، بعد انفصال عربتين بقطار يستقله عدد من المجندين وسقوطهما على القضبان في البدرشين. 29 أكتوبر 2013.. دهس قطار سيدتين وشرطي على مزلقان "الحبشي" بمحافظة المنيا، مما أدى إلى مصرعهم في الحال . في 23 يوليو 2013.. لقي اثنان من المواطنين بالسويس مصرعهما بسبب اصطدام قطار السويس - الإسماعيلية بسيارة ملاكي في مزلقان العمدة بحي الجناين بالسويس. وفي نفس الشهر.. لقي طالب مصرعه بعد أن صدمه القطار رقم 887 أسوانالقاهرة، أثناء عبوره شريط السكك الحديدية، بالمزلقان الأوسط، بمدينة طهطا بسوهاج. في يوليو 2013.. منعت العناية الإلهية وقوع كارثة محققة نتيجة حادث تصادم قطار سريع بسيارة نقل فوق مزلقان كوبري قرية أشمنت التابعة لمركز ناصر ببني سويف، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق. وبعد كارثة قطار دهشور 2013.. أسفرت حصيلة إهمال هيئة السكك الحديدية عن 674 قتيلاً تحت عجلات القطارات منهم 50 شخصا، والنصيب الأكبر كان في فترة تولية إبراهيم الدميري وزيرا للنقل بلغ 385 ضحية، والمسئولون لم يستغلوا توقف الحركة بعد فض رابعة لتطوير المنظومة.