يلقي أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خطابا ، الاثنين، قبل يوم واحد من الانتخابات الرئاسية في سوريا، التي تسميها المعارضة ب "انتخابات الدم". وفي تصريحات خاصة للأناضول، قالت بهية مارديني المستشار الإعلامي لرئيس الائتلاف، إن الخطاب "سيركز على عدم شرعية هذه الانتخابات، وأن نتيجتها المحسومة سلفا لن تؤثر على مسيرة نضال الشعب السوري لاسترداد حريته". ويخوض رئيس النظام السوري بشار الأسد، الانتخابات الرئاسية السورية المقررة يوم الثلاثاء المقبل، دون وجود منافسة فعلية، في وقت يسميها المجتمع الدولي ب "انتخابات المهزلة"، ودعت كل أطياف المعارضة إلى ضرورة مقاطعتها واصفة إياها ب "انتخابات الدم". وتنظم هذه الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها النظام. وبحسب مصادر بالائتلاف، فإن الخطاب سيبث على الموقع الرسمي للائتلاف على شبكة الانترنت كما تذيعه وسائل إعلام أخرى (لم تحددها). وقال مروان حجو عضو الهيئة القانونية في الائتلاف السوري في تصريحات سابقة للأناضول، إن التعديلات التي أجراها رئيس النظام السوري بشار الأسد على الدستور في العام 2012، جاءت لتحويل البلاد إلى دائرة انتخابية واحدة، لإجراء "مهزلة الانتخابات الرئاسية". وأضاف حجو، إنه وفقا لهذا التعديلات، يعلن فوز المرشح حال حصوله على أغلبية أصوات من شاركوا بالتصويت في الانتخابات، من دون أن يحدد الدستور توزيع الدوائر الانتخابية، وذلك في محاولة لتفادي وجود كثير من المناطق خارج سيطرة النظام. وكشفت مصادر المعارضة السورية عن أن شوارع العاصمة السورية اجبرت ان تكون ممتلئة بصور بشار الاسد، وهو يرتدي بزات رسمية، وأخرى من دون ربطة عنق او بالزي العسكري، وهو يضع نظارة شمسية. وأشارت المعارضة في الصفحة المناهضة للانتخابات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والتي تحمل اسم "انتخابات الدم" إلى ظهور الأسد في الصور مبتسمًا فيما الشعب السوري يموت تحت قصف براميله المتفجرة. ودعت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي يحكم البلاد الى اختيار ما أسمته "قائد لا مجرد رئيس للجمهورية، قائد اثبت للشعب ولاءه الوطني، شجاعته في بقائه مع هذا الشعب يقاسمه مصيره ويقود نضاله ويدير الازمة التي عصفت بوطنه انه القائد الرمز بشار الاسد الذي يتواجد مع شعبه في كل احياء الوطن وشوارعه"، كما ادعت. ووصل الاسد إلى السلطة إثر وفاة والده حافظ الاسد العام 2000، واعيد انتخابه في استفتاء صوري في العام 2007 . وانتقدت الاممالمتحدة اجراء الانتخابات الرئاسية السورية، معتبرة انها ستكون ذات تداعيات سلبية على اي افق لحل سياسي. ودعت هيئة أركان الجيش السوري الحر، المرتبطة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الخميس الماضي الى مقاطعة الانتخابات التي اعتبرتها بمثابة "المسرحية الرخيصة" التي تجري تحت وطأة "إجرام" النظام. ومنذ مارس2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف مارس في سياق ثورات الربيع العربي، ما دفع سوريا إلى معارك دموية، حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له.