قالت صحيفة "الجارديان"، إن الجميع يعلم أن المشير عبد الفتاح السيسي هو الرئيس القادم للبلاد، ولكن يبقى السؤال كم من المصريين قد انتخب هذا الرجل بناء على الحملة الإعلامية القوية التي رجحت انتخابه وشجعت المصريين على القيام بهذا الأمر بالإضافة إلى التمويل والمساندة الخارجية التي استفادت بها حملته، وهنا يقف النقاد السياسيون ليؤكدوا أن أغلبية الناخبين الذين صوتوا للسيسي لم يصوتوا بناء على اقتناع كامل به. وطرحت الصحيفة البريطانية، عبر موقعها الإلكتروني، سؤالا آخر اعتبرته مهما وهو هل يستحق الرجل العسكري السابق - على حد ما وصفته الصحيفة - الشرعية التي أعطتها له صناديق الاقتراع وهل هو قادر على إخراج البلاد من الأزمات التي تواجهها حاليا. ورأت الصحيفة أن صعود السيسي للفوز في الانتخابات الرئاسية يعيد على مصر سابق عهدها أي ما قبل ثورة يناير، كما أشار البعض إلى خوفهم من تحطم آمال الثورة بعد أن يقود البلاد رجل عسكري آخر - حسبما قالت الصحيفة. وقالت الصحيفة إن الآمال بعودة الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي وتعدد التيارات السياسية المشاركة في الحكم التي طالما نادت بها ثورة يناير قد تحطمت حاليا بعد أن أكدت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية فوز السيسي. وأضافت الصحيفة أنه من الواضح من أحاديث المشير السيسي أنه ينتوي استخدام القبضة القوية لإعادة المساك بزمام البلاد التي انزلقت إلى العديد من الانقسامات والتفككات السياسية، كما قالت إنه ربما لهذا الأمر لم ينجح المشير في إقناع عدد كبير من الناخبين للذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت بالرغم من الحملة الإعلامية القوية التي ساندته. وأوضحت أن النسب التي قالت بأن فوز السيسي يقدر بحوالي 93.3 % من الناخبين بالرغم من أن نسبة الإقبال على عمليات الإنتخاب بلغت 46% تؤكد أن نصف المصريين لا يرغبون في أن يصبح السيسي رئيسا للبلاد أو على الأقل لا يؤيدونه بالقدر الذي يدفعهم للمشاركة في العملية الانتخابية.