حذّر رئيس صربيا من أن بسابقة كوسوفو بإعلان استقلالها من جانب واحد عن صربيا، قد بدأ عصر عدم التنفيذ الثابت للقانون الدولي، وفتحت بؤر أزمات جديدة، في إشارة إلى إعلان شبه جزيرة القرم الاستقلال عن أوكرانيا. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" وحسب وكالة الأنباء الصربية الجديدة "تانيوج" قال توميسلاف نيكوليتش، في جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة للوضع في كوسوفو الثلاثاء، إن صربيا تتوقع أن يتم في حالتها أيضا تطبيق نفس القانون والعدالة مثلما هو الحال بالنسبة للآخرين. وتابع نيكوليتش إنه "حدثت في حالتنا مفارقة وسابقة، وبعدها وقعت حادثة القرم عندما اعتمدت السلطات والشعب في شبه الجزيرة على إعلان الاستقلال على سابقة كوسوفو التي خلقتها البلدان الغربية نفسها." وإثر الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضد الرئيس الاوكراني السابق يانوكوفيتشس قادت إلى عزله من قبل البرلمان، في فبراير/ شباط الماضي، وتعيين رئيس مؤقت، وحدد يوم 25 مايو/ أيار الجاري موعدًا لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في خطوة دعمها الغرب، بينما اعتبرتها روسيا "انقلاباً". بعدها سيطر مسلحون، يتردد أنهم موالون لروسيا، على شبه جزيرة القرم، التي ترتبط تاريخيا وثقافيا وسياسيا بروسيا، وأجروا استفتاء لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا الاتحادية، كانت نتيجته موافقة أكثر من 95% للانضمام، وأعقبه إعلان موسكو قبول انضمام الإقليم. أما كوسوفو فقد أعلنت الاستقلال في عام 2008 بعد أن كانت تحت الإدارة الدولية للأمم المتحدة على إثر الحرب عام 1998 والتي تدخل فيها الناتو عام 1999 ضد صربيا التي انتهت بالحماية الدولية. وحظيت كوسوفو باعتراف دول كثيرة ومنها الدول الأوروبية، لكن صربيا ماتزال ترفض الاعتراف بها رغم قبولها الحوار معها وفقا لشروط الاتحاد الأوروبي في قمته التي عقدت في 28 يوليو / تموز عام 2013 بإطلاق مفاوضات الانضمام مع صربيا في يناير / كانون الثاني من العام القادم 2015. ففي حين اعترفت أغلب دول العالم لا سيما الأوربية باستقلال كوسوفو التي شهدت حرب تطهير عرقي ضد المسلمين، لم تعترف الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية باستقلال القرم، نظرا لما اعتبروه، التدخل الروسي في الأزمة الأوكرانية. وخلال خطابه أمام جلسة مجلس الأمن اليوم، دعا الرئيس الصربي إلى مساعدة بلاده في إعادة الإعمار بعد كارثة الفيضانات التي اجتاحت صربيا قبل أكثر من أسبوع . وذكّر بأن الفيضانات المدمرة التي اجتاحت صربيا قد تسببت في إزهاق عشرات الأرواح وغمرت المدن ودمرت مساحات الأراضي المزروعة والاقتصاد وتسببت في خسائر لا تقدر. وأشار إلى أن صربيا لا تستطيع وحدها إعادة إعمار ما تدمر وأنها بحاجة للمساعدة. وسلم الرئيس أعضاء مجلس الأمن الدولي شريط مصور يبين جزءا من الكارثة التي ألمت بصربيا.