حرب عالمية جديدة بدأت تلوح فى الافق بين روسياوواشنطن ومعها الغرب بعد ان اختارت شبه جزيرة القرم فى استفتاء شعبى خلال اليومين الماضيين الاستقلال عن أوكرانيا وطلبت ضمها إلى روسيا وقد أعلن برلمان شبه الجزيرة استقلالها مؤكدا تأميم جميع أملاك الدولة الأوكرانية فيها، فى حين هدد الاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدة بفرض عقوبات على موسكو. ويرى مراقبون أن امريكا تتجه لتصفية حسابات مع روسيا خاصة بعد فشل واشنطن وحلفائها فى حل قضايا الشرق الاوسط وهو ما بات يهدد عرش اوباما خاصة فى ظل التقارب بين دول الشرق الأوسط مع روسيا بشكل قوى . ويأتى ذلك بعد استفتاء جرى فى شبه الجزيرة الواقعة جنوبأوكرانيا والذى أيد المشاركون فيه بأغلبية ساحقة الانضمام إلى روسيا. وذكر بيان ان البرلمان "تقدم بطلب لروسيا الاتحادية للاعتراف بجمهورية القرم ككيان جديد يحمل وضع الجمهورية". وفى اعقاب الفوز الساحق لأنصار الانضمام إلى روسيا بنسبة أكثر من 96%، صوت النواب ال85 بالإجماع على إعلان جاء فيه "أن جمهورية القرم تدعو الأممالمتحدة وجميع دول العالم إلى الاعتراف بها دولة مستقلة". وأضاف الإعلان أن شبه جزيرة القرم "تطلب من اتحاد روسيا قبولها كأحد أعضائه". وتوضح الوثيقة أيضا أن القوانين الأوكرانية لم تعد تطبق على القرم، وأن سلطات كييف لم تعد تمارس فى شبه الجزيرة أى سلطة، موضحة أنه "لم تعد هناك أنشطة لمؤسسات أوكرانية على أراضى القرم، وسلطاتها وأموالها ستنقل إلى هيئات دولة جمهورية القرم، وأن كل المؤسسات والشركات والمنظمات الأوكرانية أو التى فيها أسهم لأوكرانيا ستنقل إلى القرم". ويبحث وفد برلمانى من القرم فى زيارة الى موسكو الإجراءات المطلوبة لكى تصبح شبه جزيرة القرم جزءا من روسيا الاتحادية. وفى السياق ذاته، أوضح رئيس حكومة شبه جزيرة القرم سيرغى أسكيونوف أن شبه الجزيرة ستنتقل فى 30 مارس الجارى للعمل بتوقيت موسكو. وكان أسكيونوف قد صرح فى وقت سابق بأن انتقال كل مؤسسات القرم نحو روسيا سيستغرق شهرا على الأقل. فى غضون ذلك أعلن برلمان القرم أنه سيتم تأميم جميع أملاك الدولة الأوكرانية فى القرم، ويمكن هذا القرار أيضا القواعد العسكرية التى يطوقها مدنيون موالون للروس وجنود أرسلتهم موسكو منذ نهاية فبراير الماضي. وكانت سلطات سيمفروبول (عاصمة شبه الجزيرة) قد أعلنت عدة مرات أن الجنود الذين يريدون إبقاء ولائهم لكييف سيرغمون على مغادرة شبه الجزيرة، فى حين أكدت أن المنحدرين من القرم -الذين يقبلون بأداء اليمين للسلطات الجديدة- يمكن أن يبقوا ثم يندمجوا فى الجيش الروسي.. فى المقابل، أعلن وزير الدفاع الأوكرانى إيغور تينيوخ أن القوات الأوكرانية ستبقى فى القرم.. وقد أرسلت روسيا لشبه جزيرة القرم مساعدة تقدر ب15 مليار روبل أى ما يعادل 409 ملايين دولار، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس حكومة شبه جزيرة القرم سيرغى أسكيونوف. على صعيد مواز، صادق البرلمان الأوكرانى على تعبئة جزئية للقوات العسكرية لمواجهة "تدخل روسيا فى الشئون الداخلية الاوكرانية".. ووافق 275 نائبا على هذه التعبئة التى طلبها الرئيس الانتقالى ألكسندر تورشينوف نظرا "لتفاقم الوضع السياسى فى البلاد وتدخل روسيا فى الشئون الداخلية الأوكرانية". ولم يشارك 33 نائبا فى التصويت بينما لم يصوت أى نائب ضد القرار. وفى سياق ردود الفعل على الاستفتاء أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما لنظيره الروسى بوتين فى اتصال هاتفى أن واشنطن وحلفاءها لن يعترفوا "أبدا" بهذا الاستفتاء. وقال البيت الأبيض فى بيان إنه وأثناء اتصاله ببوتين "شدد أوباما على أن استفتاء القرم -الذى ينتهك الدستور الأوكرانى وجرى تحت إكراه بالتهديد من التدخل العسكرى الروسي- لن يتم الاعتراف به أبدا من جانب الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي". وأضاف أوباما أن بلاده بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين مستعدة لفرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب أعمالها.