السادات عين مبارك نائبا له تراضيا للجيش سياسات الخصخصة والتنكيل بالمعارضة كانتا البداية لسقوط حكم مبارك مبارك اعتقل ابن عمه 15 عاما.. ومنعه من الحديث للإعلام بعد الإفراج عنه "أفندم أنا موجود".. ليس مجرد رد من متهم في وراء القبضان بعد النداء عليه وإثبات حضوره في محضر إحدى الجلسات، بل هو شعار وربما ملخص لحياة المخلوع محمد حسني مبارك، بعد أن تزلزل عرشه في ثورة 25 يناير والذي يطل برأسه منذ خلعه كل فترة ليثبت للجميع أنه موجود بالفعل ولم ينته. لم يكن تولي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رئاسة الجمهورية مفاجئا، فقد بدأ حياته تدريجيا كطيار محارب وتدرج في السلم الوظيفي حتى منصب نائب رئيس الجمهورية،وبعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات تولى الرئاسة بانتخاب أعضاء مجلس الشعب وقتها واستمر على إثرها في الحكم كأطول فترة حكم في تاريخ مصر الحديث. من الجيش للسياسة التحق مبارك البالغ من العمر86 عاما، بالكلية الحربية وحصل على البكالوريوس من سلاح الطيران في 1950، ثم تعين عام 1964 قائدا لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة ثم مديرا للكلية الحربية في 1967 ثم رئيسا لأركان حرب القوات الجوية إلى أن أصبح قائدا للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972. بدأت الحياة السياسية لمبارك بعد حرب أكتوبر خاصة في 1975، بعدما قرر السادات تعيينه كنائب لرئيس الجمهورية ثم نائب لرئيس الحزب الوطني الديمقراطي الذي تولى فيما بعد رئاسته وعاث في البلاد فسادا حتى قيام ثورة 25 يناير وبعدها صدور قرار بحل الحزب، ومؤخرا مُنع أعضاؤه من الحياة السياسية. تعيين مبارك كنائب لرئيس الجمهورية جاء وفقا لوثيقة مسربة على موقع ويكيلكس، وجهها السفير الأمريكي للخارجية بواشنطن بها تعليق وزير الخارجية المصري آنذاك تقول "اعتبر الوزير أن السادات بهذا القرار تخلص من نائبه وزميله السابق في مجلس قيادة الثورة حسين الشافعي"، بسبب رغبة السادات في بناء صورة للحكومة الجديدة بدون أعضاء مجلس قيادة الثورة. خطابات تقليدية كأي رجل عسكري لم يكن حسني مبارك يفقه شيئا في الجوانب السياسية في بداية تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية، قيل وقتها أن قرار السادات كان ترضية للجيش حيث لم يكن له مهام محددة لكن استمرت حياته السياسية. لغة خطابه لم تكن كسابقيه فالراحل جمال عبد الناصر تميز بالكاريزما والخطابة القوية في ميادين عامة، لكن مبارك كان السمة الغالبة في أحاديثه بأنها داخلية وبطريقة أشبه بحديث الموظفين وفقا لآراء العديد من أساتذة الإعلام. وإذا ما قورن بالسادات وعبد الناصر فكان لكل منهما طابع خاص في تواصله مع الشعب، فما بين عبد الناصر الرجل الخطيب الذي يستخدم الكلمات البسيطة ومرادفات الشعب و السادات الرئيس المؤمن أو كبير العائلة كما أطلق عليه، كانت حوارات مبارك وخطاباته بلا روح أو سمة تميزها فكانت تقليدية بدرجة كبيرة. اعتقال ابن عمه القمع والعنف خلال حكم مبارك كان بلا حدود،فقد نال أحد أفراد عائلته وهو الشيخعبدالرحيمعبدالغفارالقياديفيتنظيمالجهاد، اتهم في قضيتين الأولى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات المعروفةبقضيةتنظيمالجهادالقديمعام 1981،والثانيةفي 1993 ضمنمايعرفباسمطلائعالفتح. مشروع طاغية كان قد قضي في اعتقاله 15 عاما حتى خرج عام 2008، وقال في حوارات سابقة له بعد ثورة 25 يناير أنه مُنع من الحديث لوسائل الإعلام بأوامر نظام مبارك، وقال أيضا أن الرئيس الأسبقكانوراءاستمرارحبسهوتعرضهللتعذيبداخلالمعتقل. كانت والدة الشيخ عبد الغفار ابنة عم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وعلى الرغم من ذلك قال إنه لم يحرص على الاتصال بمبارك وأنه "لم يجد منهإلاالشروالإهانةداخلالسجون"، فهو كان يراه "مشروع طاغية". نهاية 30 عاما أحكم مبارك قبضته على الحكم طوال 30 عاما بقبضة قانون الطوارئ والذي استمر تطبيقه منذ 1981 حتى عزله في فبراير 2011. بدأت مقدمات نهايته في 2005 بعد التعديلات الدستورية بظهور حركة كفاية تبعها 6 إبريل، واتبعت حكومته سياسات الخصخصة والتنكيل بالمعارضة، وهو ما زادت الإضرابات والاحتجاجات الفئوية. تنحي مبارك أو بالأدق خلعه من كرسي الرئاسة الذي استمر به لثلاثين عاما لم يكن بإرادته، فقد أجبرته حشود المتظاهرين وتدخل الجيش على ترك المنصب بعد أن فشلت كل محاولاتهالمتمثلة في خطبه لامتصاص غضب الملايين في ثورة 25 يناير، سواء بإقالة الحكومة أو تفويض اللواء الراحل عمر سليمان للقيام بأعمال رئيس الجمهورية كلها كانت قرارات فاشلة حتى جاء بيان النهاية في 11 فبراير لعام 2011 بعد 18 يوما قضاها المتظاهرين في ميدان التحرير وشتى ميادين مصر. ابتسامة ومرض بابتسامة وسرير متحرك وملابس بيضاء يظهر كل فترة خلال جلسات محاكمته، نائما على سرير المرض مرة، ومرددا لأبيات شعر مرة، متحدثا، صامتا، ملوحا بيده وبابتسامة لأنصاره كلها أطوار علقت مؤخرا في أذهان المصريين، فلم يعد ذلك الطيار صاحب الضربة الجوية الأولى ورافع علم طابا ومحررها. منذ خلعه تتوارد أخبار عن حالته الصحية بين إشاعات بموته من حين لآخر، وحالات غيبوبة وانتكاسات، جعلته يلزم المركز الطبي العالمي ثم نقله بعدها إلى مستشفى سجن طرة، وأخيرا مستشفى المعادي العسكري بعد إخلاء سبيله من كل القضايا بعد 30 يونيو.