غدا.. انطلاق الأسبوع التدريبي ال34 للتنمية المحلية بسقارة    «جيه بي مورجان» يتوقع زيادة 16.2 مليار دولار في احتياطيات مصر الأجنبية    التموين: 75٪ من المخابز السياحية والأفرنجية في المنيا خفضت أسعارها    تداول 13 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة و842 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإيرانى جهود مصر للتوصل لوقف إطلاق نار فى غزة    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    عبد الحفيظ يتغنى بالمدير الفني للزمالك.. حقق العديد من الإنجازات برفقة كتيبة القلعة البيضاء    بمشاركة 164 لاعب من 10 دول نهائي بطولة التنس الدولية بنادي جزيرة الورد في المنصورة    رفع درجة الطوارئ بالأقصر بمناسبة احتفالات عيد القيامة وشم النسيم    ضبط قائد دراجة نارية لقيامة بحركات استعراضية وتعريض حياته والمواطنين للخطر    نغمات الربيع وألوان الفرح: استعدادات مبهجة وتهاني مميّزة لاحتفال شم النسيم 2024    حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار خلال الأسبوع الماضى    ما حكم تلوين البيض في عيد شم النسيم؟.. "الإفتاء" تُجيب    شم النسيم، طريقة عمل بطارخ الرنجة المتبلة    توفيق عكاشة: شهادة الدكتوراه الخاصة بي ليست مزورة وهذه أسباب فصلي من مجلس النواب    خبير تربوي: التعليم التكنولوجي نقلة متميزة وأصبحت مطلب مجتمعي    حسين هريدي: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السيسي يعزي في وفاة نجل البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    روسيا تسقط مسيرتين أوكرانيتين في بيلجورود    محافظ الوادي الجديد يقدم التهنئة للأقباط بكنيسة السيدة العذراء بالخارجة    محافظ الإسماعيلية خلال زيارته للكنائس مهنئًا بعيد القيامة: المصريون نسيج واحد    كرة السلة، أوجستي بوش يفاجئ الأهلي بطلب الرحيل    شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد بمنشآت التأمين الصحي الشامل    فيتش تتوقع تراجع إيرادات السياحة 6% وقناة السويس 19% ب2024.. ما السبب؟    «جمجمة مُهشمة وحقيبة مليئة بالدماء».. أسرة طفل المنوفية تروي تفاصيل دهسه أسفل سيارة الحضانة (صور وفيديو)    «جنايات المنيا» تنظر 32 قضية مخدرات وحيازة سلاح    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    متحدث التعليم يكشف تفاصيل عدم فصل التيار الكهربائي عن جميع المدارس خلال فترة الامتحانات    3 أحكام مهمة للمحكمة الدستورية العليا اليوم .. شاهد التفاصيل    الخميس.. انطلاق أول رحلة لحجاج بنجلاديش إلى السعودية    «مياه القناة»: زيادة الضخ من المحطات في أوقات الذروة خلال الصيف    التموين: توريد 1.5 مليون طن قمح محلي حتى الآن بنسبة 40% من المستهدف    التنمية المحلية: تسريع العمل وتذليل المعوقات لتنفيذ مشروعات حياة كريمة بأسوان    حسام صالح وأحمد الطاهري يشيعان جثمان الإذاعي أحمد أبو السعود    دعاء يحفظك من الحسد.. ردده باستمرار واحرص عليه بين الأذان والإقامة    الباقيات الصالحات مغفرة للذنوب تبقى بعد موتك وتنير قبرك    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    القافلة الطبية المجانية لمدة يومين بمركز طامية في الفيوم    إحالة 37 من المتغيبين بمستشفيات الرمد والحميات في المنوفية للتحقيق    رئيس هيئة الدواء: دعم صناعة الدواء في أفريقيا لتصل إلى المقاييس العالمية    وزير الرياضة يُشيد بنتائج اتحاد الهجن بكأس العرب    ضياء السيد: أزمة محمد صلاح وحسام حسن ستنتهي.. وأؤيد استمراره مع ليفربول (خاص)    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    رئيس الوزراء يتفقد عددًا من المشروعات بمدينة شرم الشيخ.. اليوم    موسم عمرو وردة.. 5 أندية.. 5 دول.. 21 مباراة.. 5 أهداف    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    إسماعيل يوسف: كهربا أفضل من موديست.. وكولر يحاول استفزازه    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نهايات مأساوية لحكام مصر
بين مقتول.. ومخلوع.. ومعزول

* عباس حلمى الأول والسادات أشهر من قتلوا.. وعباس حلمى الثانى والخديوى إسماعيل ومرسى تم عزلهم من الحكم.. والملك فاروق ومبارك تنحوا بعد الثورة ضدهم
تولى حكم مصر منذ ما يقرب من مائتى عام، وبالتحديد من عهد محمد على باشا إلى وقتنا هذا ستة عشر حاكمًا ما بين سلطان ووالٍ وخديوى ورئيس للجمهورية، وقد اختلفت طرق حكمهم وتخليهم عن الحكم من حاكم لآخر، فقد تنوعت نهايات حكام مصر من حاكم لآخر، فمنهم من عزل ومن تنحى ومنهم من اغتيل ومنهم من فقد حكمه خلال ثورة شعبية عارمة.
وكان من أشهر الحكام الذين تم عزلهم هو الخديوى إسماعيل، وذلك بعد الخلاف الذى نشب بينه وبين السلطان العثمانى آنذاك تم على أثره تنحيته وعزله من الحكم وإسناد حكم مصر إلى نجله الخديوى توفيق، كما تم تنحية الخديوى عباس حلمى الثانى بسبب مواقفه العدائية ضد الاحتلال البريطانى لمصر وميوله الوطنية تجاه مصر، ويعتبر الرئيس محمد نجيب وهو أول رئيس لجمهورية مصر العربية يتم الإطاحة به بعد انتهاء حكم الأسرة العلوية لخلافات نشبت بينه وبين مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952، وكان الرئيس محمد مرسى آخر رئيس يتم عزله من حكم مصر بعد عام واحد فقط من حكمه، وذلك بعد اعتماده على سياسات خاطئة لم تحقق مطالب الشعب المصرى، فخرج الملايين فى 30 يونيه الماضى للإطاحة به وإسقاطه، وبالفعل تم عزله بواسطة خارطة الطريق التى أعلن عنها الجيش المصرى.
ومن أشهر الذين تم خلعهم من حكم مصر بواسطة ثورة شعبية كبيرة هم الملك فاروق الأول الذى تمت الإطاحة به من حكم مصر إبان ثورة 23 يوليو 1952 وكتب شهادة الوفاة لأسرة محمد على، أو كما يطلق عليها الأسرة العلوية، ويعتبر الرئيس المخلوع حسنى مبارك هو أول رئيس لمصر يتم الإطاحة به من خلال ثورة شعبية شهد لها الجميع، ألا وهى ثورة 25 يناير 2011 بعدما شهد عهده الذى استمر ثلاثة عقود الفساد والواسطة والمحسوبية فى معظم مؤسسات مصر.
وكان من أشهر حكام مصر الذين انتهى حكمهم لمصر بالقتل هو عباس الأول حلمى الأول باشا، والذى استمر حكمه 5 سنوات، ولا ينسى التاريخ أيضًا النهاية المأساوية للرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام، والذى انتهى حكمه باغتياله فى حادثة المنصة فى أكتوبر 1981 فى مشهد تاريخى محزن لم يتوقعه أحد.
"المصريون" ترصد نهايات حكام مصر فى العصر الحديث منذ عهد محمد على إلى الرئيس المعزول محمد مرسى:
* * من محمد على إلى محمد مرسى.. مصر مقبرة الحكام * *

انتهت حياة معظم حكام مصر منذ أسرة محمد على حتى الآن نهاية مأساوية بعد حكمهم لمصر، وكأن لعنة الفراعنة ظلت تلاحقهم طوال حكمهم، فقد شغلت أسرة محمد على حكم مصر لفترة 150 عامًا، وبالتحديد من عام 1805 حتى عام 1952، ثم تولى حكم مصر بعد ذلك 5 رؤساء فى الفترة من عام 1952 حتى 2013، وهم الرؤساء محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك ومحمد مرسي.
محمد على باشا أول من تولى حكم مصر فى العصر الحديث وتنحى عن الحكم بسبب مرضه
يعتبر محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، هو الحاكم الوحيد الذى اختاره الشعب بنفسه، دون تزكية أو ترشيح من جانبه لهذا المنصب، فقد ولد محمد على بمدينة قولة إحدى موانئ دولة مقدونيا فى 1769، وفى سن الشباب انخرط فى سلك الجندية تزوج من امرأة ذات ثروة واسعة، وهى التى أنجبت له أولاده إبراهيم وطوسون وإسماعيل، وتفرغ لتجارة الدخان فربح منها، وعاد محمد على إلى الحياة العسكرية عندما أغار نابليون على مصر وشرع الباب العالى فى تعبئة جيوشه لمحاربة الفرنسيين، ووصل إلى مصر فى مارس 1801 كمعاون لرئيس كتيبة قولة وأظهر كفاءة فتدرج فى الترقية إلى أن خرج الفرنسيون، فأصبح من الرجال المقربين للوالى الجديد خسرو باشا.
وفى 17 مايو 1805 وصل إلى كرسى والى مصر بفضل القوى الشعبية المصرية، وفى يوليو من نفس السنة وصل فرمان الباب العالى بتوليته حكم مصر وقضى على المماليك فى مذبحة القلعة الشهيرة 1811، وأرسل جيشه إلى الحجاز فاستولى عليها ثم استولى على النوبة وعلى جزيرة كريت ثم على فلسطين والشام، وقد أدت هذه الانتصارات وهذا التفوق العسكرى إلى وقوف الدولة العثمانية وبعض الدول الأوروبية ذات المصالح ضده، فاجتمعوا فى لندن فى يوليو 1840 ووقعوا المعاهدة التى منح بمقتضاها محمد على حكم مصر بحدودها القديمة وراثية فى أسرة محمد على للأكبر سنًا من الأولاد والأحفاد، على أن تكون مصر جزءًا من الدولة العثمانية وأن تدفع الجزية سنويًا للسلطان وألا يزيد جيشها عن ثمانية عشر ألفًا وألا تبنى سفنًا حربية بعدها تقدم به العمر، وبدأت تصيبه نوبات (خرف)، فتنحى عن الحكم عن عمر يناهز 79 عاماً وتوفى فى 2 أغسطس 1849م ودفن بمسجد القلعة.
إبراهيم باشا تولى الحكم 7 أشهر وتوفى بعد ذلك
بعد تنحى محمد على باشا عن الحكم تولى إبراهيم باشا ابن محمد على حكم مصر بفرمان من الباب العالى فى مارس 1848 نظرًا لمرض والده، وقد قاد إبراهيم باشا الجيش المصرى الذى قمع ثوار اليونان الخارجين على تركيا وقاد الجيش المصرى لفتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس 1832-1833، وانتصر فى المعركة الفاصلة بين المصريين والأتراك فى نزيب 1839، ولكن الدول الأوروبية أكرهته على الجلاء عن جميع المناطق التى فتحها، إلا أن فترة توليه الحكم لم تستمر 7 أشهر، ليتوفى عن عمر يناهز الستين عاماً، وذلك فى 10 نوفمبر 1848.
عباس الأول اغتيل فى قصره واستمر فى حكمه 5 سنوات
بعد وفاة إبراهيم باشا تولى عباس حلمى الأول باشا ابن أحمد طوسون باشا ابن محمد على باشا واليًا على مصر من 10 نوفمبر 1848 إلى 13 يوليو 1854، وذلك خلفًا لعمه إبراهيم باشا، وقد ولد عباس الأول سنة 1813، تولى حكم مصر 1848، وهو حفيد محمد على، وقد اضمحل الجيش والبحرية فى مصر وأغلقت الكثير من المدارس والمعاهد، وعاش عباس الأول عيشة بذخ وانصرف عن التفرغ لشئون الدولة، وظل فى الحكم قرابة الخمس سنوات، واغتيل فى قصره ببنها فى يوليو 1854 عن عمر يناهز الأربعين عامًا.
سعيد باشا مات بالصرع واستمر فى حكمه 9 سنوات
إثر اغتيال عباس حلمى الأول باشا، تولى محمد سعيد باشا الحكم فى 24 يوليو 1854، وقام بتأسيس البنك المصرى بأموال أجنبية، ووافق على حفر قناة السويس، وقام بإغلاق المدارس العليا قائلاً جملته الشهيرة: "أمة جاهلة أسهل قيادة من أمة متعلمة"، واستمر فى حكم مصر 9 سنوات، وقد مات بالصرع وعمره 41 عاماً فقط.
الخديوى إسماعيل استمر فى الحكم 16 سنة وتم عزله من قبل السلطان العثمانى

ولد إسماعيل باشا عام 1830 بعد وفاة أخيه سعيد باشا، حيث كان أكبر الذكور سنًا، فآلت إليه ولاية مصر، أراد فى بداية حكمه أن يسير على نهج جده محمد على باشا فى تحديث مصر والاستقلال بها عن الإدارة العثمانية، ولكن بطريقة التودد ودفع الرشاوى لذوى القوة فى الآستانة عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، فحصل بذلك على لقب خديوى مصر سنة 1867، كما حصر وراثة عرش مصر فى أنجاله الذكور، كافح تجارة الرقيق فى السودان وزاد من التوسع فى أملاك مصر فى إفريقيا، افتتح قناة السويس للملاحة العالمية عام 1869، زادت ديون مصر فى عهده زيادة كبيرة أدت إلى تدخل إنجلترا وفرنسا فى شئون مصر الداخلية بحجة حماية ديونها 1869، أدت سياسته المالية إلى أن عزله من قبل السلطان العثمانى عبد الحميد الثانى بضغط من إنجلترا وفرنسا فى يونيه 1879، وتم تنصيب ابنه توفيق باشا خديوى لمصر، وقد توفى الخديوى إسماعيل بالآستانة عاصمة الدولة العثمانية آنذاك عام 1895 ودفن بالقاهرة ن عمر يناهز 65 عامًا.
الخديوى توفيق حكم مصر 13 سنة ووقعت فى عهده الثورة العربية
تولى الخديوى توفيق الحكم على إثر خلع أبيه إسماعيل من الحكم عام 1879، وهو الابن الأكبر للخديوى إسماعيل، وقد ولد عام 1852 وقام بإقصاء جميع رجال أبيه بعد جلوسه على العرش، وكان من المؤيدين للاحتلال البريطانى لمصر، واندلعت فى عهده فى فبراير 1881 أول وقائع الثورة العربية، ثم واقعة ميدان عابدين فى سبتمبر 1881 وبعد قضائه 13 عاماً فى حكم مصر، وافته المنية بحلوان وكان يبلغ آنذاك 40 عاماً.
الخديوى عباس حلمى الثانى عزله الإنجليز بسبب وطنيته
تولى الخديوى عباس حلمى الثانى حكم مصر عام 1892، وعرف بوطنيته وسعيه للتخلص من الإنجليز ومحاولته رفع شأن مصر اجتماعياً وثقافياً وفكرياً، وفى عهده أنشئت أهم الجرائد والصحف ونشر رجال الفكر مثل محمد عبده وجمال الدين الأفغانى وقاسم أمين أهم أفكارهم، بسبب الحرية التى أتاحها عباس الثانى للمثقفين والأدباء، وفى عهده أنشئت جامعة القاهرة بأموال المتبرعين من العائلة المالكة إيماناً بأهمية العلم والتعليم، وبسبب وطنيته وحبه لمصر، عزل فى 19 سبتمبر 1914 بقرار من قوات الاحتلال البريطانى بعد أن لاحظ الإنجليز ميوله نحو الاستقلال بالبلاد وتقربه وشعبيته وسط المصريين، ثم توفى عند بلوغه ال70 عاماً بعد حكمه لمصر 22 عامًا.
السلطان حسين كامل استمر فى الحكم 3 سنوات وتوفى عن عمر يقارب 64 عامًا
قامت سلطات الاحتلال بعد عزل الخديوى عباس حلمى الثانى بتنصيب حسين كامل باشا ابن الخديوى إسماعيل سلطاناً على مصر عام 1914، وهو الابن الثانى للخديوى إسماعيل، أقامه الإنجليز سلطانًا على مصر وبهذا الإعلان من جانب الإنجليز صارت مصر سلطنة وخرجت من سلطان تركيا، ولكنها وقعت فى ذات الوقت تحت الحماية الإنجليزية، وقد حكم السلطان حسين كامل مصر لمدة 3 أعوام وشهد العالم خلالها أول 3 أعوام من الحرب العالمية الثانية ومشاركة تركيا لقوات المحور ضد الحلفاء والإنجليز، ومحاولة استعانة الإنجليز بالجنود المصريين فى الحرب، وتوفى السلطان حسين فى أكتوبر 1917، وكان له ابنه الوحيد وهو الأمير كمال الدين حسين، وقد تنازل هذا الابن عن حقوقه فى تولى السلطة.
الملك فؤاد الأول استمر فى حكمه 19 سنة وأول من قام بتغيير اللقب وأصبح من سلطان إلى ملك
بعد وفاة السلطان حسين كامل تولى فؤاد الأول عرش مصر عام 1917، وقام بتغيير اللقب، وأصبح من سلطان إلى ملك، وقد ولد الملك فؤاد الأول عام 1868 وهو ابن الخديوى إسماعيل والشقيق الأصغر للسلطان حسين كامل، وقررت إنجلترا أن يكون خليفته على عرش مصر، وفى عهده تغيرت ملامح الدولة المصرية وشهدت مصر أيامًا من الديمقراطية وتبادل السلطة، بين حزب الوفد والأحزاب الأخرى، كما شهدت سنوات حكمه الأولى ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول واضطر الإنجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر بمقتضى تصريح 28 فبراير 1922 الذى اعترفت فيه إنجلترا بمصر دولة مستقلة ذات سيادة مع تحفظات، وفى مارس 1922 أصدر السلطان فؤاد أمرًا يعلن نفسه فيه ملكًا على مصر، ثم أصدر الدستور فى إبريل من نفس السنة نفسها ثم افتتح البرلمان الجديد فى إبريل 1924، وتألفت فى عهده أول وزارة شعبية برئاسة سعد زغلول توفى 1936، وقد توفى الملك فؤاد الأول فى قصر القبة فى 28 إبريل 1936، عن عمر 70 عاماً ودفن فى مسجد الرفاعى، وذلك بعد توليه مقاليد الأمور فى مصر لمدة 19 عامًا.
الملك فاروق تولى حكم مصر 16 سنة وتم عزله بعد قيام ثورة يوليو 1952
تولى الملك فاروق الأول عرش مصر فى السادسة عشر من عمره، وظل على كرسى العرش لمدة 16 عاماً، إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد، والذى كان عمره حينها ستة أشهر، وقد ولد فاروق الأول عام 1921، وعندما توفى والده الملك فؤاد فى إبريل 1936 خلفه على العرش، ولكنه لم يكن قد بلغ السن التى تؤهله للحكم، فتشكل مجلس وصاية من كل من الأمير محمد على وعزيز عزت باشا وشريف صبرى باشا، إلى أن تسلم سلطاته الدستورية كاملة فى 29 يوليو 1937.
كان سنوات حكم الملك فاروق مليئة بالأحداث السياسية الكبيرة، ففيها قامت دولة إسرائيل، ونتيجة لذلك شنت مصر بمساندة عربية حرب 1948، إلا أنها خسرت الحرب، وسيطر اليهود على فلسطين، كما شهدت أعوام عرشه الحرب العالمية الثانية، فساند فاروق ألمانيا بمعلومات استخباراتية نكاية فى الإنجليز الذين لم يتعايشوا مع فاروق جيداً، وداخلياً عاشت مصر سنوات من تداول السلطة ونشر الثقافة والمعرفة، وظل فاروق ملكًا على البلاد التى ظلت محتفظة باستقلالها غير الكامل عن بريطانيا وسادت الفوضى وانتشر الفساد فى عهد الملك فاروق إلى أن قامت ثورة 23 يوليو 1952 التى أطاحت بفاروق وأجبرته على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد الثانى، وتم توقيع هذه الوثيقة فى قصر رأس التين فى 26 يوليو 1952، وغادر الملك فاروق البلاد إلى إيطاليا، حيث توفى هناك عام 1965 ودفن فى مصر فى مسجد الرفاعى بالقاهرة.
ثورة يوليو 1952 تحول مصر من ملكية إلى جمهورية
فى 23 يوليو 1952، قامت مجموعة من الضباط الأحرار بالثورة بغرض القضاء على الفساد الذى انتشر فى أجهزة الحكم فى ظل عهد الملك فاروق الأول ووضعت الثورة أول هدف من أهدافها هو تنازل الملك فاروق عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد الثانى، وفى 26 يوليو 1952 فى قصر التين بالإسكندرية، وقع الملك فاروق وثيقة التنازل عن العرش لابنه، وتم تشكيل مجلس للوصاية على العرش، ولكن دور مجلس الوصاية كان دورًا رمزيًا، ولم يكن له أى اختصاصات وكان الدور الفعلى لمجلس الوزراء، والذى كان يرأسه منذ قيام الثورة على باشا ماهر، ثم تولى رئاسته من 9 سبتمبر 1952 اللواء محمد نجيب، بالإضافة إلى منصبه كقائد عام للجيش الذى تولاه منذ قيام الثورة، وأضاف محمد نجيب فيما بعد إلى هذين المنصبين منصب رئيس مجلس قيادة الثورة عند تكوينه فى وقت لاحق.
محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر أجبر على التنحى
فى 18 يونيه 1953، تم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية فى مصر، وتم تعيين اللواء محمد نجيب رئيسًا لجمهورية مصر، وقد تولى محمد نجيب الحكم كأول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد قيام الثورة، وقد ولد محمد نجيب فى السودان وخدم بالجيش المصرى حتى رتبة لواء، ثم رأس ثورة الجيش فى يوليو 1952، ولم يستمر فى الحكم إلا لمدة عام تقريباً حتى عزله مجلس قيادة الثورة عام 1954، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية بقصر الأميرة نعمة بضاحية المرج، وتوفى فى 1984عن عمر يناهز 83 عاماً دون أن يجد من يحتفى به وبتاريخه، إذ كان صاحب شرارة إطلاق الثورة.
جمال عبد الناصر تولى حكم مصر 16 سنة وأول زعيم رفض الشعب تنحيه عن السلطة
ولد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى الإسكندرية فى أسرة تنتمى إلى بلدة بنى مر بمحافظة أسيوط، نشأ وتعلم بالإسكندرية والقاهرة، تخرج من الكلية الحربية 1938 وعين ضابطًا بسلام المشاة فى أسيوط، عمل بالعلمين والسودان، ثم عين مدرسًا بالكلية الحربية، التحق بكلية أركان حرب ثم عين مدرسًا بها، اشترك فى حرب فلسطين 1948 وحوصر مع فرقته بالفالوجا، قام بتنظيم حركة الضباط الأحرار، أصبح رئيسًا للوزراء فى 1954، ووقع مع بريطانيا اتفاقية لجلاء القوات البريطانية عن قاعدة القتال فى 27 يوليو 1954، وفى 23 يونيه 1954 نصب جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية، وقد لعب دورًا هامًا فى مؤتمر باندونج 1955 فى 26 يوليو 1956، أمم عبد الناصر قناة السويس، مما أدى إلى العدوان الثلاثى على مصر، وافتتح عبد الناصر أول مجلس للأمة 22 يوليو 1957.
وتولى عبد الناصر رئاسة الجمهورية العربية المتحدة التى قامت من فبراير 1958 إلى سبتمبر 1961 بالاتحاد بين مصر وسوريا، وأصدر قرارات اشتراكية واسعة النطاق فى يوليو 1961، منها تحديد ملكية الأرض الزراعية بمائة فدان للأسرة وتأميم المؤسسات الكبرى ومنح العمال والفلاحين مزايا ثورية، وعقب هزيمة مصر من إسرائيل عام 1967 أعلن عبد الناصر تنحيه عن السلطة، ولكن الشعب رفض هذا التنحى وعاد عبد الناصر للسلطة مرة أخرى بناءً على رغبة الشعب، وقد توفى فى 28 سبتمبر 1970.
أنور السادات تولى الحكم 11 سنة واغتيل فى حادث المنصة 1981
ولد الرئيس الراحل أنور السادات فى قرية ميت أبو الكوم بمركز تلا بمحافظة المنوفية، وتخرج من الكلية الحربية 1938، وعين بسلاح الإشارة، اعتقل أكثر من مرة بسبب نشاطه السياسى، وأخرج من الجيش، وأعيد إليه مرة أخرى سنة 1950، وعند قيام ثورة 23 يوليو 1952 كان عليه الاستيلاء على الإذاعة والشبكات التليفونية وإذاعة أول بيان يبلغ فيه الشعب نبأ قيام الثورة، عين وزير دولة عام 1954 ثم سكرتيرًا للاتحاد الاشتراكى عام 1959، انتخب رئيسًا لمجلس الأمة من 1960 إلى 1968،عين نائبًا لرئيس الجمهورية وعضوًا بمجلس الرئاسة 1964، انتخب رئيسًا للجمهورية بعد وفاة الرئيس عبد الناصر فى أكتوبر 1970، قاد وخطط لحرب أكتوبر 1973، وقاد انتصار جيش مصر على إسرائيل، واغتيل فى 6 أكتوبر 1981 فى حادثه المنصة المشهور.
حسنى مبارك استمر فى الحكم لمدة 30 عامًا وتنحى عن السلطة فى ثورة يناير 2011
شغل صوفى حسن أبو طالب منصب قائم بأعمال رئيس الجمهورية‏ لمدة ثمانية أيام عقب اغتيال السادات حتى تسلم منه محمد حسنى مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية منذ 14 أكتوبر 1981 حتى 11 فبراير 2011، وقد ولد مبارك عام 1928 بقرية كفر مصلحة مركز شبين الكوم المنوفية، وتخرج من الكلية الحربية وشغل عدة مناصب بها، منها مدير الكلية الجوية ثم قائدًا للقوات الجوية فى 1973، عينه السادات نائبًا لرئيس الجمهورية، ثم أصبح رئيسًا لمصر فى 1981 بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
وقد تقلّد مبارك الحكم فى مصر وقيادة القوات المسلحة ورئاسة الحزب الوطنى الديمقراطي، وفى عهده سجلت مصر تقدماً فى عدد من المجالات، لكنها تراجعت على مستوى النمو الاقتصادي، وسجلت معدلات فقر وجهل ومرض لم تشهدها طوال أيام العصر الحديث ونتيجة الظلم الذى حدث فى عهده قامت ضده ثورة يناير 2011 وتنحى عن الحكم فى 11/2/2011.
محمد مرسى استمر فى حكمه عامًا واحدًا وتم عزله فى 30 يونيه 2013
انتمى الدكتور محمد مرسى للإخوان المسلمين فكرًا عام 1977 وتنظيمًا أواخر عام 1979، وعمل عضوًا بالقسم السياسى بالجماعة منذ نشأته عام 1992، ترشح لانتخابات مجلس الشعب عام 2000 ونجح فيها، وانتخب عضوًا بمجلس الشعب عن جماعة الإخوان، وشغل موقع المتحدث الرسمى باسم الكتلة البرلمانية للإخوان، وفى انتخابات مجلس الشعب عام 2005 حصل على أعلى الأصوات، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه، كان من أنشط أعضاء مجلس الشعب وصاحب أشهر استجواب فى مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد، وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية المصرية فى اليوم التالى تشيد باستجوابه، وقد اختير محمد مرسى عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولى للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.
شارك مرسى فى تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير عام 2004، كما شارك فى تأسيس التحالف الديمقراطى من أجل مصر، والذى ضم 40 حزبًا وتيارًا سياسيًا 2011، انتخبه مجلس شورى الإخوان فى 30 إبريل 2011 رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الذى أنشأته الجماعة، بجانب انتخاب عصام العريان نائبًا له ومحمد سعد الكتاتنى أمينًا عامًّا للحزب فى 30 يونيه 2012، تولى محمد مرسى منصب رئيس جمهورية مصر العربية بصفة رسمية حين قام بأداء اليمين الجمهورى أمام المحكمة الدستورية العليا بالقاهرة فى حضور الرؤساء والقضاة، وبعد عام من حكمه وفى 30 يونيه 2013 خرجت مظاهرات عديدة فى مختلف مناطق مصر تطالب بعزل الرئيس محمد مرسى وبعدها بيومين استجابت القوات المسلحة لمطالب الشعب المصرى وقامت بعزله من سدة الحكم.
أقرأ أيضا:
* علماء اجتماع: عبد الناصر يمتلك جاذبية الرؤساء والسادات رجل الحرب والسلام ومرسى رئيس الأهل والعشيرة
* سياسيون: كاريزما عبد الناصر أعادته للحكم بعد تنحيه وفساد مبارك خلعه وفشل مرسى عزله من الحكم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.