حفل توقيع كتاب عز الدين بكير "واحد دماغ وصلحه" محيط - رهام محمود من وحي الفهلوة المصرية ، أصدر الكاتب المصري عز الدين بكير أحدث كتبه بعنوان "واحد دماغ.. وصلحه" عن دار "شمس" للنشر والتوزيع ، والذي استضافت حفل توقيعه مكتبة "حنين" مؤخرا . وقال الكاتب سامي كمال أن مؤلف الكتاب أحد جيل الوسط في الكتاب الساخرين المصريين مثل أحمد رجب ومحمود السعدني ونصر الدين شاشيبي. أمسك المؤلف بمكبر واقترب من الشخصيات التي نصادفها في الشارع كل يوم ، وحللها من الداخل ، وكل شخصية حاولت حل مشكلاتها المتزايدة ولم تستطع فلجأت للضحك ! . كما جسد نماذج متنوعة من المصريين ونتابع في الصفحات مثلا مناظرة تليفزيونية بين الشيخ والطبيب ، وتصرفات "خليل قروانة" سائق الميكروباص، والأسطى " عبده كربراتير" الميكانيكي ، "إبراهيم كرات" سائق التاكسي الشهير ب"استنجلينة"، الأسطى "عبد المعز" الترزي، واعتبر أنها نماذج لا تعتمد في نجاحها على التخطيط وإنما على الحظ أو الشطارة !!. وخلال الحفل قال الكاتب محمد الشماع تعليقا على الكتاب أن الفهلوة امتزجت بالشخصية المصرية منذ عصر أجدادهم الفراعنة ، وهي جزء مرتبط بشخصية الإنسان منذ بدء الخلق ، وشخصيات الكتاب لا تقوم كلها على الفهلوة فأحيانا الحظ يلعب دوره معها . وقالت إحدى المتداخلات وهي شاعرة مصرية أنها قرأت الكتاب وشعرت بأنه من أكثر الكتب التي قرأتها تميزا لتناوله شرائح كثيرة من المجتمع المصري ، وأعجبت بسخريته من كلمة "حاج" لأي مصري تعدى الأربعين رغم أنها تنطبق على من زار بيت الله حاجا فقط ، وعبرت عن إعجابها بشخصية الطبيب النفسي الذي يخرج ما بداخل المريض بمنتهى الحرفية . الغلاف وتحدث مؤلف الكتاب عز الدين بكير وقال أن الفهلوة تكاد تكون متأصلة عند المصري، وهي تسبب لصاحبها مشكلات غير أنها في بعض الأحيان تتحول ل"نصب" ورأى أن هذه الظاهرة تنتشر في المجتمعات بسرعة العدوى . أما عنوان الكتاب "واحد دماغ.. وصلحه " فقد ابتكره من عبارة صبية المقاهي الشهيرة ، وهي لا تعني أنه سيقدم شايا مميزا ، بقدر ما أنها شكل من الفهلوة لكسب رضا الزبون . ويعتبر بكير أن " فسوكة " لاعب الكرة الشهير هو مثل للفهلوة بل ويرى أن كرة القدم نفسها وما تستحوزه من اهتمام الجماهير المنقطع النظير في أية قضية أخرى هامة ، تعتبر فهلوة لشغل المواطنين عن آلامهم الحقيقية ، مؤكدا احترامه للرياضة عموما ولكن على أن يأخذ الاهتمام بها حجمه الطبيعي . وحينما سأله سامي كمال : لماذا لا تكتب عن الشخصيات السياسية الفهلوية المصرية بشكل مباشر؟ فأجاب عزالدين بأنه يعد حاليا كتابا عن هذا الموضوع؛ لأننا نعيش فهلوة سياسية منذ حوالي ستين عاما. تناول الكتاب أربعة عشر شخصية هم: "خليل قروانة" سواء الميكروباص، الأسطى "عبده كربراتير" الميكانيكي، "عطوة" الكبابجي، الأسطى "زينهم"، الحاج "سعد" المقاول، "عبده صاروخ" الفراش، الدكتور "سلامة عقدة" الطبيب النفسي، الأستاذ "بيومي"، المعارض الحكومي الكبير "مصطفى بقدونس"، الأستاذ حسنين المرزبان" المحامي، "إبراهيم كرات" سواق التاكسي.. الشهير ب"استنجلينة"، "فسوكة" لاعب الكرة بطل الأبطال، الأسطى "عبد المعز" الترزي، مسؤول كبير؟؟؟ شخصية "عبده صاروخ" الفراش، صاحب الميكروفون ذو الصوت العالي ويعتبر أن إخلاصه في عمله يقتضي ذلك ، اتفق معه أحد الزبائن على إعطائه ألف جنيه ويقيم ليلة عزاء لأحد المتوفين ، فادعى صاحب محل الفراشة أنه لا يهتم بالمال مطلقا ، ثم طلب مائتي جنيه إضافيتين ، وادعى أن رئيس الوزراء على علاقة شخصية به !! وفي قصة "الدكتور سلامة عقدة" الطبيب النفسي أوضح الكاتب أن البعض يرى الطب النفسي علما نافعا، بينما يراه آخرون شيئا غامضا لا جدوى منه، باعتبار أن النفس غيب ، والطبيب النفسي يتكسب الكثير من المرضى الأغنياء المترددين على عيادته ، في حين أنه أحيانا يقوم بسلوكيات عجيبة هو نفسه ولم يستطع علاج ابنته المصابة بمشكلات نفسية واضطرت للذهاب لأحد الدجالين في الشقة المجاورة للعيادة ، وينتهي الحال بأن تتزوج الابنة ابن الدجال والذي يذهب للعلاج عند أبيها !! جانب من الحفل أما شخصية "إبراهيم كرات" سواق التاكسي الشهير ب"استنجلينة" فقد تعلم كيف الزبون " المغفل " حين يأتي به من المطار إلى التحرير عن طريق شبرا، ونال شهرة كبيرة حينما هرب بزبونة أمريكية من المطار وبحثت عنه الشرطة، كما نشر الخبر في كل الصحف والمجلات، لكن حينما تم القبض عليه تعاونت معه الأمريكية المختطفة وقالت أنها استمتعت بمغامرة "فانتاستك" ! ،وهذا ما جعله يقول بأنه قام بذلك من اجل مصر ورشح نفسه لمجلس الشعب. "فسوكة" لاعب الكرة بطل الأبطال، كان دوما ما يرسب في الامتحان لشغفه بالكرة، مما جعل والده يقوم بطرده من المنزل حتى يعود إلى صوابه، كما كانت أمه التي تعيش في بيت آخر تلومه باستمرار ، وفاجأه اختفى "فسوكة" وظهرت صوره في الجرائد وأنه انضم للعب في فريق النادي الأهلي، وهذا ما أسعد والده وجعل "الزغاريد" تدب في الحارة، ، وخاصة بعد أن وضع العديد من الأهداف للنادي فنال احترام الجميع ومنهم رؤساء أبيه في العمل. يسافر للسعودية للعمل مع صلاح جاره ومدير أعماله وزوجته "سيدة" ، وحين يهموا بالعودة تغرق بهم العبارة التي يشارك "فسوكة" في ملكيتها دون أن يراهما منذ أن غادرهما، وقد هربت زوجته إلى خارج البلاد بماله، ووقع رهنا للتحقيق، وحين كان نائما في فيلته سمع صياحا، إذ أفاق وفوجئ بأن كل هذه القصة حلما، وهو مازال بجوار المستودع حين طرده أبوه في أول القصة وحبيبته القديمة "سيدة" توقظه. بينما جاءت شخصية "مسؤول كبير" لتحكي عن رجل مهيب يستطيع تحديد أسماء المعينين للمناصب الهامة ، واحتجت إحدى العاملات لأنه عين أخيه الصعلوك رئيسا لمجلس إدارة كبرى شركات حلج ونسيج القطن، وبعدها وبعد مشاورات عينه وزيرا للتربية والتعليم رغم كونه راسب في امتحانات الثانوية العامة، ولم يكن يعلم بذلك . سافر "محروس" الأخ خوفا من ان يكتشف المسئول عدم حصوله على شهادة عليا، وعاد بعد شهر حاصلا على رسالة الدكتوراه، والتي كان عنوانها "تطوير التعليم وسد احتياجات السوق"، وبعدها صدر قرار جمهوري بتعيينه ، ولكن تمت إقالته حينما أصدر قرارا بفتح المدارس فترة ثانية بعد السادسة مساءا "فترة الدروس الخصوصية"، يكلف بها المدرسون نظير أجر إضافي، والطلبة يكلفون بالحضور، وما كان يفعله المدرسون والطلبة خلال الدروس الخصوصية من مراجعة وشرح وحل وخلافه؛ يفعلونه بالتكليف، ويكون شرطا لنجاح الطالب. ويسندون له بعدها وزارة التضامن " التموين سابقا"، وتوالت المناصب ..