صدر حديثاً عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة كتاب "واحد دماغ .. وصلحه" للكاتب الساخر " عز الدين بكير"، ويأتي المؤلف في كتابه بشخصيات رسمها من واقعنا المعاش مثل الحاج سعد المقاول، الأسطى عبده كربراتير الميكانيكي، عطوة الكبابجي، عبده صاروخ الفراش ، الدكتور سلامة عقدة الطبيب النفسي ، الشيخ مرجان الدجال ، إبراهيم كرات سواق التاكسي المعروف ب(إستنجلينة)، الأستاذ حسنين المر المحامي الشهير، مصطفى بقدونس المعارض الحكومي الكبير ، الأسطى زينهم ، فسوكة لاعب الكرة وبطل الأبطال ، الأسطى عبد المعز الترزي، والمسؤول الكبير الذي يملك تعيين الوزراء وكبار أهل السلطة والذي ينجح في تعيين أحد أقاربه وزيراً للتربية والتعليم، وهو الراسب في الثانوية العامة سبع سنوات ولم يكمل تعليمه. ويأتي هذا الكتاب كنموذج راقي للأدب الساخر في لغة تكاد تقترب من اللغة السينمائية، برع من خلالها الكاتب الصحفي "عز الدين بكير" في رسم صور واقعية ساخرة للعديد من المهن والشخصيات المصرية التي اتخذت من "الفهلوة" منهجًا رئيسًا للحياة، ومتخذًا من الكوميديا السوداء سبيلاً يعبر من خلاله إلى نقد حال المجتمع المصري، بعيدًا عما اعتدناه هذه الأيام من كتابات سطحية تدعي السخرية. ونحن هنا بإزاء كتابة مغايرة، صيغت بأسلوب راق، فجمعت في مجملها بين روعة التعبير ورصانة الفكرة، ولأن الكتابة الساخرة تحتاج إلى مصارحة الذات أولاً قبل مصارحة المجتمع، فقد عمد "عز الدين بكير" أحيانًا إلى تكسير جميع الحواجز اللغوية والأدبية لتكون الرسالة أقوى من طلقات الرصاص، أملاً في التغيير والتبصير بطريقة ساخرة خفيفة. جدير بالذكر أن محمد عزالدين عبد اللطيف بكير هو كاتب وصحفي مصري، من مواليد الإسكندرية، وخريج كلية هندسة البترول والتعدين جامعة قناة السويس، تفرغ منذ 2007 للتأليف ونشر له العديد من القصص القصيرة بمجلة نصف الدنيا المصرية ومجلة المنارة الإماراتية، وله تحت الطبع كل من "أصداء الحيرة"، و "باي باي أيها الملل".