نظم المجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان "السياحة لدعم الفقراء"، لبحث مشاكل تهميش القطاع السياحي لسكان المناطق السياحية من نقص خدمات وعدم توفير فرص عمل لهم، وعدم مشاركتهم في الحركة السياحية مما لا يعود بالنفع عليهم علي خارطة مصر السياحية. أدار الندوة كلاً من الدكتورة دلال عبد الهادي أستاذ الاقتصاد ورئيس قسم الدراسات السياحية بكلية السياحة والفنادق والدكتور محمد ماهر قابيل المدير العام بالإذاعة المصرية. المواطن البسيط مستبعد من الخدمات السياحية وقالت الدكتورة دلال عبد الهادي، إن الدولة اعتبرت السياحة في معزل عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأن عوائدها مقتصرة علي فئات محدودة بالرغم من أنها قادرة علي رفع المستوي المعيشي لجميع المواطنين في مختلف الفئات. وأوضحت أن المواطنين المصريين من حقهم الاستمتاع والاستفادة بالنشاط السياحي المصري فما يتم بالقطاع السياحي هو استبعاد للمواطن المصري البسيط عن طريق عدم المشاركة في الخدمات السياحية وبالتالي فلا يعود عليه بمردود اقتصادي من القطاع السياحي. وأضافت أن دول أوروبا الغربية معدل الاستثمار السياحي بها سريع وتشهد ازدهار اقتصادي متميز لأنها تطبق إستراتيجية " السياحة الداعمة للفقراء" فتوجهت معظم الدول للسياحية والاستثمار بها، وأسباب ذلك النجاح والازدهار هو مشاركة المواطنين في تلك الدول بالحركة السياحية سواء المشاركة في خدمات صحية أو مواصلات أو خدمات تعليمية أو التجارة أو الصناعة وبالتالي فالمواطن يستمتع بكل ما هو موجود فهو جزء فعال في الحركة السياحية، ثم يأتي السائح ليستخدم تلك الخدمات وبذلك يضمن الربح المباشر للمواطنين المحليين. وأضافت أن النشاط السياحي بالدول الغربية يعد بشكل أوسع ويفيد الجميع فالدولة تفيد جميع المواطنين في تلك القطاع. وفي مصر نستبعد ونعزل المواطنين من الاقتراب من الأماكن السياحية، مثل سكان البدو الذي يتم منعهم نهائياً في الاقتراب من القرى السياحية، بالإضافة إلى منع أولادهم من العمل في تلك الأماكن السياحية ولذلك لا يوجد مردود اقتصادي أو فائدة من السياحة الداخلية لتلك المناطق، فلابد من تأهيل أهالي هذه المناطق للعمل في القطاع السياحي وخلق فرص عمل جديدة لهم. إنشاء مدن متكاملة قالت "عبد الهادي" لابد من خلق فرص للإستثمار، وتوفير خدمات وإعادة تأهيل البيوت وتوفير المواصلات وخدمات سياحية لتكون المدينة متكاملة، وغير مقتصرة علي المناطق والقرى السياحية، فمن خلال مجموعة من الدراسات المتخصصة في المجال السياحي، وجدنا انه لا يوجد مردود اقتصادي في تلك المناطق. فهذه المناطق مهمشة واغلبها لا يشمله الخدمات بالإضافة إلى أن من يعملون في القطاع السياحي يكون من خارج المدينة، فلابد من وجود مشاريع صغيرة تضمن الربح المباشر للسكان المحليين. إهانة ومذلة للمتقدمين للعمل أوضحت أن طلبات العمل في القطاع السياحي يوجد بها سؤال في الطلب "ما عمل والدك ؟ "، فان كان يعمل صياد أو عامل أو بواب أو حرفي يستبعد من العمل السياحي أو زراعي ما يعني التهميش الواضح لتلك الفئة. ومن المظاهر السلبية أيضا التي تخلفها تهميش السكان المحليين في المناطق المختلفة هجرتهم لمناطق القاهرة الكبرى والحضر، وبذلك يتم تحويل الضواحي والمدن الكبرى إلى عشوائيات، فشوارع المدن أصبحت مدن ريفية متكاملة لأنهم لم يجدوه دخل مادي في القرية فتوجهوه إلى الحضر. دعم الفقراء عن طريق السياحة في دول كثيرة لفتت إلى أن السياحة الداعمة للفقراء توجد في مختلف الدول مثل ليبيا وتونس، وبعض الدول العربية كسياحة تدر الدخل علي القطاع الريفي والسكان المحليين في تلك المناطق مثل أعمال المشغولات اليدوية، أو النول التقليدي أو الرسم والخزف أو منتجات الأفران أو تصميم الملابس المحلية فبذلك المنظومة تكتمل ويتفاعل معها كل عناصر المجتمع. وأفادت بأن نتائج هذا التهميش هو ما يحدث في سيناء من عمليات إرهابية، وعنف مسلح فهذا نتيجة للتهميش والإهمال فأهالي تلك المناطق محرم عليهم دخول بعض المناطق بها، أو الاستفادة من خيراتها أو العمل بها، فقد طالبوا تكراراً بحقهم في الحد الأدنى من الخدمات أو العمل. منطقة الهرم مثال على إهمال السياحة للفقراء نوهت "عبدالهادي" إلى أن أهالي منطقة الهرم يعيشون مع مخلفات الزبالة والخيول، وهذه المناطق لا تهتم بها وزارة السياحة علي الإطلاق بالرغم من أنها أهم الوجهات السياحية بمصر، فالاهتمام بها شيء ليس تعجيزي. وذكرت بأن معظم المناطق السياحية في جميع أنحاء العالم لا يوجد بها أمان مثل المكسيك وجنوب أفريقيا وباريس وغيرها، وبالرغم من ذلك تسيير حركة السياحة بشكل طبيعي فا نحن الذي نقوم بتشويه الصورة الداخلية لمصر عن طريق الإعلام وما يطرحه المسئولين، فأي منطقة سياحية في العالم بها نسبة إجرام عالية، وبالرغم من ذلك السياحة لا تكف ومردوها الاقتصادي عالي جداً، ومسألة الأمن والآمان غير مرتبطة بشكل جزري بحركة السياحة. وطالبت في نهاية الندوة بتواجد سياحة خضراء بمصر وشروطها، إن تكون موفرة للكهرباء وتعتمد علي تقليل استهلاك الماء وخلق فرص عمل للسكان المحليين في تلك المناطق ودروس محو أمية للفقراء والاهتمام بالباعة الجائلين وإعادة تثقيفهم للتعامل مع السائحين.