تمّ الإعلان عن الأعمال الفائزة بالدورة الثانية للجائزة العربية للتراث لعام 2014، والتي تمنحها منظمة الألكسو مرّة كل سنتين. خلال حفل عقد مؤخرا بمسرح متحف الكويت الوطني، برعاية الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب بدولة الكويت، ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ،و بحضور الدكتور عبد الله حمد محارب، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " ألكسو " . و فاز بالمركز الأول للجائزة العربية للتراث لهذا العام الدكتور مصطفى جاد "من مصر" عن عمله "مكنز الفولكلور"، فيما فاز بالمركز الثاني الدكتور السعيد صابر المصري "من مصر" عن عمله "إنتاج التراث الشعبي... كيف يتشبث الفقراء بالحياة في ظل الندرة". وكان المركز الثالث مناصفة بين العملين "العادات والتقاليد في دورة حياة الإنسان الفلسطيني قبل نكبة 1948′′ لكل من الدكتورة رُبا جمال الزهار، والدكتور زكرياء السنوار "من فلسطين"، و"الصهبة والموشحات الأندلسية في مكةالمكرمة" للدكتور عبد الله محمد أبكر . علما بأنه قد شارك في الجائزة ستة وخمسون عملا جرت دراستها من قبل لجنة تحكيم متكونة من تسعة أساتذة مشهود لهم بخبراتهم الواسعة وكفاءتهم العلمية في مختلف تخصصات الثقافة والتراث ويمثلون عددا من الدول العربية. وأكد الدكتور عبد الله حمد محارب، المدير العام للألكسو، في كلمة ألقاها في الحفل، أهمية صون التراث الثقافي في تثبيت الهويات وحماية الخصوصيات الحضارية "دون التحجر والانغلاق"، مشيرا إلى أهمية المحافظة على الثقافة العربية والتراث العربي. وقال المدير العام إن المحافظة على الموروث الثقافي العربي المتميز بثرائه وبتنوع مكوناته أمر واجب على الجميع أكثر من أي وقت مضى، في ظل نظام العولمة "التي تغزونا وتجتاح عقول نشئتنا"، مضيفا: "علينا حصر جميع عناصره ووضع الآليات الناجحة لتوظيفه في منظومة التنمية المستدامة في بلداننا العربية، حتى نضمن ديمومته وتداوله بين الأجيال المتعاقبة". وذكر أن دخول العرب في منظومة الحداثة والعولمة لن يتم بنجاح إلا عبر الثقافة العربية التي تضرب جذورها بعمق في التاريخ، وذلك لاستئناف مساهمات العرب في بناء الحضارة الإنسانية كما كان الحال على مر التاريخ. وأوضح أن إنشاء الجائزة العربية للتراث عام 2012، يندرج في سياق النهوض بالثقافة العربية عبر تكريم ومكافأة الإنجازات البارزة والأعمال الرائدة في مجال المحافظة على التراث وصونه وتكييفه مع الحداثة والتعريف به ونشره. ويذكر أن الجائزة العربية للتراث، ترصدها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) كل عامين تشجيعا وتأكيدا للمكانة العامة التي توليها للتراث، باعتباره رمز الذات ومكونا أساسيا من مكونات الهوية وشاهدا على مدى ثرائها وتنوعها.