في حلقة خصصها الكاتب والسيناريست مدحت العدل عبر برنامجه "أنت حر" المذاع على فضائية "سي بي سي تو" مساء اليوم الجمعة، تناول فيها تحليل لشعبية كل من مرشحي الرئاسة حمدين صباحي والمشير عبد الفتاح السيسي على مواقع التواصل الإجتماعي مثل "الفيس بوك" و"تويتر" لاسيما في الفترة الأخير مع بدء الحملات الانتخابية لكل منهما، وتحليل لآخر لقاءاتهما. وأستضاف العدل في حلقته لتحليل شعبية مرشحي الرئاسة العضو المنتدب لشركة "ترينداك" للإحصائيات محمد عبد المطلب الذي يعمل على احصائيات وتحليلات الإنترنت، مؤكدا في بداية حديثه أن دور الشركة التي تأسست في 2011، يعود لسبب الإهتمام الخاص بشكبات التواصل الاجتماعي، حيث تحول إلى تدوين وتسجيل كامل للعلاقات ما بين الإنسان والآخر، مشددا على أنه قوة رهيبة لفهم العامل الإنساني وعلاقته مع الآخرين. وأضاف أنه في 2012 قاموا بمتابعة مناظرة بين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والسيد عمرو موسى إبان منافستهم في الانتخابات الرئاسية السابقة، ولاحظوا أن عدد الأشخاص الذين يتكلمون عن المرشح حمدين صباحي زادوا بشكل أكبر، وتحول الأمر لمعرفة ماذا يقول الناس، ولغتهم المستخدمة. وأكد أن دخولهم لهذا الامر يعود لمعرفة كيفية تطور العالم، ومعرفة الفهم الكامل وبناء الوسائل التي تجعل أي مهتم بان يفهم السوق أو المجتمع كيف يتحرك، وكان التحدي الأعظم بالنسبة للسيشوال ميديا في الشرق الأوسط هو اللغة العربية، موضحا أنه قاموا بتطوير تكنولوجيا لقراءة هذه اللغات بأنواعها سواء شامية أو عامية أو ما إلى ذلك، لعمل بيانات حول أي أمر يهم الناس. وحول توقع نجاح من في الانتخابات، قال عبد المطلب، إن هناك بعض الشرائح غير ممثلة بشكل كافي لوضع توقعات، بسبب عدد من الأسباب منها عدم قدرته على الدخل بالانترنت، أو عدم توفر جهاز كمبيوتر لديه، أو عدم قدرته على الكتابة، موضحا أنه على مستوى العالم كانت النسب التي تخرج حول فوز مرشح بعينه كانت قريبة من النتيجة الحقيقية، كما أن هناك فرق بين عدد مستخدمي "فيس بوك" وعدد مستخدمي "تويتر" حيث يستخدم "الفيس بوك" 13 أو 14 مليون، و"تويتر" مليون فقط. وتابع : "هناك فرق في نوعية المستخدمين، حيث أن تويتر يستخدمه أنواع الأشخاص المتفاعلين بشدة، وسنجد أن كثير من الناس من المتفاعلين أو المشاركين أكثر تأثيرا على من حولهم بتويتر، حيث أن هناك مؤيدين لمرشح ما في مصر لا يأتوا بذكر المرشح الاخر، أما عن مؤيدي المرشح الثاني فهم يستخدمون كلمات والهاشتاج الخاص بالمنافس". وأشار عبد المطلب إلى أن هناك توجه عام أكثر ناحية السيسي، وهذا التوجه بدأ يختلف بعد حواراته التلفزيونية، وفي أخر ثلاثة أيام نجد أن مجموعة من مؤيدي السيسي يعترض منهم 10 % على أشياء تخص حملته الانتخابية، وعلى الناحية الآخرى نرى أن الانطباع العام عن صباحي لدى مؤيديه، المحايدين 74 في المئة، ومن لديهم أنطباع إيجابي مساوين لمن لديهم إنطباع سيئ، الأمر الذي يوضح أن حملته لا تستطيع تغيير الأنطباع عن مرشحه، لأن هذا الأمر يعني أن كل مؤيديه محايدين تجاه أفعاله أو أقواله أو تصريحاته. وحول إجمالي عدد التغريدات حول المرشحان، منذ يوم 9 مايو حتى 15 مايو، كانت التغريدات التي تقال عن حمدين تتغير أعدادها، وكمية التغريدات أكثر من حملة السيسي، الأمر الذي يعكس عدم وجود تأثير قوي من حملته ويجعلهم يقوموا بعمل تغريدات لتحريك المواطنين. وعن "هاشتاجات" المرشحان، كان للسيسي الهاشتاج الأكثر شيوعا وبها كلمة "مصر" ولا يوجد به حديث عن السيسي، بينما كانت هشتاجات صباحي "هنكمل حلمنا" به ذكر للسيسي وحملته، الأمر الذي يعكس أن الكثير من مؤيدي حملة حمدين يضعون نفسهم في موقف "مش هنتخب السيسي علشان.. وهروح لحمدين"، ومؤيدي السيسي يتحدثون عن المشير فقط دون ذكر صباحي وحملته. ومن جانبه، قال الدكتور خالد الغمري الخبير في علوم اللغة وتحليلات الإنترنت ومؤسس المرصد الإحصائي للمحتوى العربي على الانترنت، إن فكرة المرصد بدأت في 2011، عندما تم التفكير في وضع المحتوى العربي على الأنترنت خصوصا وأن هناك احصائيات تشير إلى أن المحتوى العربي 3 في المئة فقط من المحتوى العالمي. وحول المقارنة بين حملتي المرشحين السيسي وصباحي، قال الغمري، إن البيانات تظهر كل من قام بالبحث عن أسم أي مرشح، وعمل احصائات على مستوى المحافظات والمدن، وهي جزء من المؤشر، لأن زيادة البحث على "جوجل" هو مؤشر لشئ، موضحا أن هناك تأثير خاص بلقاء حمدين والسيسي في حواراتهم التلفزيونية، وهو على "المقاطعة"، حيث قرر الكثير بعد حوارات المرشحان عدم المقاطعة والمشاركة في التصويت، بالإضافة أيضا أن هناك محافظات معينة بعد الحوار قررت ترشيح مرشح بعينه. وأضاف أنه تم رصد المحتوى العربي في 2 ونصف مليون موقع ومدونة وأكونت على السوشيال ميديا، و21 مليون ملف على الانترنت، وتم عمل موقع لنا، ورصدنا محتوى منذ 1997 حتى 2012 وكان من 3 إلى 3 ونصف بالمئة، وكان الاهتمام الأصلي هو نوع المنتج، ورصدنا ارتفاع المحتوى الخاص بالدفاع عن حقوق الإنسان، وبعض المؤشرات الخاصة برصد حالة من الإهتمام بالتغيير. وأكد الغمري أن هناك 4 دراسات قاموا بها تخص مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات، ولاحظنا في يوم 25 يناير ظهور جهاز إعلامي جديد يوازي للتلفزيون وهو الفيس بوك، ولاحظنا أيضا أن منحنى النمو والنضوج للإعلام البديل كان يفوق الإعلام التقليدي في فترة ال18 يوم عقب ثورة يناير مباشرة. وأضاف أنه قام بالحصول على 3706 حوار دار داخل البيت المصري حول ترشيح أحد المرشحان، وكان توزيع اتجهات الرأي داخل العائلة هو أن الأباء لديهم اتجاه كبير منهم ناحية السيسي، والمقابل لهم يتجهون أكثر لصباحي، وعن الأمهات يميلون للسيسي أكثر من الأباء، والبنات قريبين جدا بين الاختيار للمرشحان. واستطرد قائلا :"هناك ثلاثة كتل كبيرة وهم المؤيد للسيسي والمؤيد لصباحي والمقاطع تماما، واللعبة ستكون في اقناع المقاطعين بالتصويت، لأن المقاطعين جزء كبير، كما أن السيسي وصل لمرحلة التشبع من المؤيدين، وصباحي في حالة تصاعد، ولو أن المقاطع راجع نفسه سيحدد الرئيس، وسيقوم بتغيير التوازن".