أوشكت مهنة المنجد على الاندثار في ظل وجود إقبال متزايد من الأسر على شراء المفروشات الجاهزة بينما كانت مهنة المنجداتي في الماضي منتشرة وكان صاحبها من بين أكثر الحرفيين سيطا وسمعة ، حيث كانت تعقد الاحتفالات في وجوده، وكان الناس يكرمون ضيافته فيما يظهر المستوى الاجتماعي ووضع للعائلة في مدى سخائها وكرم ضيافتها له إلا أن تلك المهنة أصبحت الآن مهددة بالاندثار بسبب غزو سوق المفروشات الجاهزة . وتنقسم صناعة التنجيد إلي قسمين رئيسيين الأول: التنجيد البلدي "الشعبي" والثاني : التنجيد الإفرنجي الذي يقوم بتنجيد كراسي السفرة والصالون . حياة مهددة ويري "رضا" أن المفروشات الجاهزة أصبحت تهدد مهنته وحياته أسرته كما أن المنجد أصبح مهمشاً بسبب المنتجات الجاهزة من الأغطية المصنعة والمراتب، فلم يعد يطرق بابه إلا أعداد قليلة جداً من الزبائن ، بسبب توجه كثير منهم إلى شراء المفروشات الجاهزة ، ويعاني "أبو طالب" من هذا الوضع فهو أب لأربعة أبناء وتعد مهنته هي مصدر دخلة الوحيد وانه أصبح لا يمل قوته بسبب اندثار هذه المهنة تدريجيا . عملية ندف القطن ويتحدث "رضا " عن مهنة التنجيد قائلاً : قطن التنجيد هو قطن الحلج وتنزع البذور منه ، والقطن المستخدم في النجيد هو من عوادم مصانع غزل الخيوط ، وقلما يتم استخدام الزهر في عملية التنجيد ، وهذا يعتبر من مظاهر البزخ ، وتلجأ له الطبقات الغنية وخاصة في الأرياف التي تعتز بمكانتها الاجتماعية وتنام على فراش من القطن الأصلي كما هو معروف في صعيد مصر . وعن الخطوات المُتبعة في التنجيد يقول "رضا": نقوم بتنفيض القطن بالعصا، ثم يتم ضربه بالقوس حتى يتم تفكيكه ثم نقوم بتخييط القماش وملئه بالقطن، وبعد ذلك نقوم بعمل الغرز المناسبة للحاف أو المرتبة، وهو ما لم يعد موجودا الآن في ظل المنتجات الجاهزة، فلم يعد هناك إبداع في الرسومات والخيوط كما كان من قبل. أدوات مستخدمة كما أن الأدوات المستخدمة في عملية "التنجيد" بسيطة جداً وتعتمد على القوس بالإضافة إلى "المدقة الخشب التي تستخدم في الدق على الغرز، الكشتبان ، الإبر ، المطرقة التي تستخدم في ضرب القطن لفك تيلة القطن". مكينة الكرداشة وأضاف"رضا "بعض "المنجداتيه" قاموا باستبدال القوس بمكينة "الكرداشة" وهي عبارة عن مكينة تقوم بندف القطن وتوفر الجهد والوقت المنجداتي ولكنه يرها غير حنونة على القطن، فهي تعمل على تقطيع الألياف وتقصفها، ما يفقد حشوة الفراش المرونة والمسامية المطلوبتين ويجعل القطن أكثر استجابة للانضغاط والتلبد بعد فترة وجيزة من عملية التنجيد، علاوة على أن القطن المعالج بالكردشة لا يصلح للتنجيد مرة أخرى. جلسة المنجد ويتابع "رضا "حديثه قائلاً : يعرف المنجد من جلسته أثناء عملية الدف ، حيث يقرفص متكئاً على مؤخرته ثانياً إحدى ساقية محدداً الساق الأخرى على امتدادها للتوازن ، ويري "أبو طالب" أن هذه الجلسة تضمن له مرونة في الحركة وتسهل جلب القطن إلى الوتر من كل الاتجاهات.