بعد انتشار مراتب الإسفنج والفيبر فى عدد كبير من محلات تجهيز العروس، ومحلات الأثاث، ورخص أسعار هذه المراتب وعدم تحمل مشقة كيفية صنعها من قبل المشتريين، تأثرت مهنة التنجيد فى مصر، تلك المهنة القديمة التى شهدت ازدهار منذ زمن الفراعنة، وتلاقى بهجة وفرحا وأغانى تم تأليفها خصيصا يوم تنجيد العروس لتتراجع مثل غيرها من مهن اشتهرت بها مصر قديما. "اليوم السابع" نزلت سوق مراتب الإسفنج والتنجيد لتتعرف على أسباب انتشار الأولى وتراجع الثانية وتأثير هذه الأسباب على مهنة التنجيد ومشتغليها، وهل مازال المصريون يفضلون المراتب القطنية، ويحتفلون بيوم تنجيد العروس أم تحول هذا اليوم لمجرد عادة عفى عليها الزمن. قالت أسماء محمد، 25 عاما، متزوجة حديثا أنه أثناء تجهيزها فضلت وكعادة بنات عائلتها أن تقوم بتنجيد جميع أثاثها، إلا أن "حماتها" ضغطت عليها من أجل شراء مراتب إسفنج جاهزة سواء مبطنة بالفيبر أو القطن، محاولة إقناعها بأنها أفضل وصحية أكثر، و"بتعيش" أكثر، ولكنها اكتشفت أنها كانت تقصد أنها الأرخص لأن التنجيد يكون على العريس وليس العروس! وتكمل أسماء: "ولكننى أردت ألا أغضب أحدا فى يوم مثل هذا فقررت شراء نصف احتياجاتى جاهزة إرضاء لرغبة حماتى، والنصف الآخر قمت بتنجيده فى الشارع إرضاء لأمى وذلك وسط فرحة من جيرانى وأهلى واقارب زوجى، والأغانى المخصصة ليوم التنجيد". كريمة عبد الحميد 43 سنة:"أنا نجدت قطن من سنتين، لأنى كنت مقتنعة جدا بأنى مش ممكن أغير حاجة اتعودت عليها، ودى كانت المرة التانية من ساعة ما اتجوزت من 9 سنين والقطن هبط ونزل تحت، والسرير بقى ناشف، فمشكلة التنجيد أنك تلاقى منجد شغله نضيف، والتنجيد يحصل قدام عينيكى، وطبعا ده محصلش، علشان كده بفكر أجيب لولادى مراتب تاكى، وكمان سنتين أجيب ليا كمان، واستغنى عن المراتب القطن. رانيا السيد 29 سنة:"أنا اختى جايبه مراتب تاكي، وعلى كلامها مريحه جدا فى النوم وسعرها بيبدأ من 1200 جنيه، وأنا حاليا بجهز علشان ح أتجوز فى شهر 9، فلو على حسبة الفلوس طبعا التنجيد أرخص، بس أنا ح أعمل للسرير مرتبتين كبار، يبقى الحسبه واحدة تقريبا. أما مديحة صدقى 25 وهى عروس أيضاً، فتقول:" أنا كنت هاجيب مراتب يانسن، بس حالياً حيرانة، لأن الكلام كتير عن الأنواع، فيه ناس قالوا لى تاكى أحلى، وفى مراتب ألمانى، وأمريكي، بس أنا خايفة من الحر لأن المراتب دى سفنج، ومش عارفة أحسم أمرى. وتشاركها الرأى رنا السعيد 24 سنة، تقول:" أنا بابايا بقى له كام شهر يقنعنى أنجد قطن، وأنا مش راضية، طبعا بابا مقتنع بيها لأنه مجربها من يوم ما اتجوز، بس أنا شايفة أنها أولد فاشون طبعا، ده غير إنى ح أبقى تحت رحمة المنجد، وممكن يعمل شغل ميعجبنيش. ولسهير عبد الغفور 33 سنة تجربة مع مراتب الإسفنج، تقول عنها:" طبعا هى أفضل، فالمرتبة من هذا النوع " اسفنج+ قطن+ سوست" لا تعتمد على شطارة المنجد غير المضمونة، وبأقدر أشيلها لوحدى، غير المرتبة القطن اللى لازم ألفها تلاتة، وبعدين أدور على حد يشيلها، وفى حال التنظيف شوية رغوة صابون وبعدين اشفطهم بالمكنسة بدون الحاجة إلى تعريضها للشمس أو معاناة من الريحة اللى ممكن تحصل لو المرتبة قطن، ده غير إن شكل الملاية بيفضل حلو ومش بتتلخبط". موضوعات متعلقة :::: ◄المنجدون يختلفون، بعضهم يتغلب على الأزمة بالتقليد، والبعض الآخر يعانون البطالة ويترحمون على أيام زمان ◄الأطباء يختلفون بين ضرر وصحية مراتب الإسفنج ◄عميد المعهد العالى للفنون الشعبية: آلة المنجد تشبه الهارب لدى الفراعنة والتنجيد مهنة مصرية أصيلة