وفيما يخص الجانب التراثى الخاص بمهنة التنجيد تحدث عميد المعهد العالى للفنون الشعبية حسن عطية لليوم السابع قائلا: "مهنة التنجيد لها أصول منذ أيام الفراعنة، وتأصلت فكرتها عند المصرى القديم بعد اكتشافه لقيمة الملابس المطرزة وقيمة الأثاث المنجد القائم على الزخرفة الفرعونية القديمة". وأضاف عطية أن عبقرية المصرى القديم تتضح فى تراثه المحفوظ بالمتحف المصرى والمتمثل فى أشكال الأرائك والأثاث المنجد والمزخرف، مؤكدا أن مهنة التنجيد هى مصرية أصيلة لأن المصريين هم أول من اهتموا بصناعة الأثاث المنجد وكراسى الحكم والأرائك المختلفة، مهتمين بالجمال فى صنع الأثاث، بما فى ذلك صنع وارتداء الملابس المزركشة والمنجدة. وفيما يخص تراجع المهنة الحالى قال عطية "للأسف هناك تراجع كبير بالفعل فى المهنة، خاصة مع غزو الصناعات الصينية، والتركية، والألمانية، والتركية، سواء فى الأثاث أو الملابس، فضلا عن تحويل التكوينات الخاصة بالأفراح والجوامع والخيام من التطريز إلى التصوير"، مشيرا إلى أن فن الخيّامية والذى يعتبر فن مصرى أصيل تحول هو الآخر من التنجيد إلى التصوير والطبع، وأن فن التنجيد بالعالم كله يعانى من أزمة حقيقية. وأضاف عطية أن المنجد فقد دوره الحالى بعدما تحولت المراتب إلى الإسفنج والسوست، كما فقدنا آلاته الخاصة الأشبه بآلة الهارب الفرعونية، إذ تعتمد آلة المنجد على فكرة الوتر المشدود من أعلى إلى أسفل، الذى يلعب عليه المنجد أمام مجموعة من القطن بهدف تفتيت القطن وتوزيعه بشكل صحيح، وكأنه يعزف على آلة الهارب ليخرج من تحت يده قطعة موسيقية رائعة.