عقد المقهي الثقافي بمعرض القاهرة للكتاب سلسلة ندواته وسط حضور جماهيري محدود. وانتظمت الندوات حول محوري التراث الثقافي المصري بين القطيعة والاستمرار وأجيال في الإبداع . فضلا عن مناقشة مجموعة من الأعمال الإبداعية. وفي محور التراث الثقافي, تناول مجموعة من المتخصصين السيرة الشعبية فأكد الدكتور أحمد بهي الدين أن السيرة نوع أدبي احتفظ بسمات الثقافة العربية القديمة بما في ذلك سمة التداول الشفهي. وأثار اشكالية المنهج في معالجة السيرة الشعبية منتقدا الاعتماد علي المناهج الغربية, وإن أعتبر الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي أن للمناهج الغربية قيمة أساسية في دراسة النص الشعبي. ومن جانبها, عرضت الدكتورة دعاء صالح لقيم الحق والخير والجمال المتضمنة في ادوار المرأة بالسير الشعبية وأشارت علي نحو خاص الي نماذج عبلة بنت مالك في سيرة عنترة وخضرة الشريفة في السيرة الهلالية والأميرة ذات الهمة في السيرة التي تحمل اسمها. وأكد الدكتور محمد عبدالحافظ مركزية القيم في فضاء السيرة الشعبية ودعا الي اعادة اكتشاف هذه القيم وتوظيفها في حياتنا المعاصرة. وأثار عبد الرحمن الشافعي امكانات تقديم أعمال مسرحية مستلهمة من السير الشعبية بعدما أشار الي توافر عناصر الدراما والظواهر المسرحية في هذه السير وبخاصة السيرة الهلالية. وفي ندوة بهجة البسطاء.. موالد الأولياء والقديسين, تساءل الدكتور محمد حافظ دياب عن سر ازدهار الموالد في مصر الآن بعدما أشار الي متوسط تسعة موالد في اليوم الواحد. واعتبر الدكتور أحمد زياد ان الموالد فضاء لحرية الانسان البسيط وأن قيمة الحرية أساسية في سير الأولياء, كما ان الموالد تتيح اختلاط فئات المجتمع بعضها بالبعض. وطرح اشكالية الجدل بشأن الموالد علي ضوء الحداثة والاسلام الرسمي والسلفي. وقال الدكتور فاروق مصطفي ان هناك ثلاثة عناصر تبعث علي بهجة البسطاء في الموالد وحددها في ممارسة الشعائر الدينية مثل الموكب والذكر والممارسات الاجتماعية مثل تجمع الناس في خيام وتقديم الطعام للجميع دون مقابل والممارسات الشعبية كما في الموسيقي والأغاني والرواة والأهازيج. ومن جانبه, رأي الدكتور عمار علي حسن أن الموالد هي المساحة التي يتحول فيها التدين الي فولكلور. كما اشار الي استمرارية الثقافة المصرية والي امتزاج المسلم والمسيحي في الموالد حيث يذهب المسلمون الي موالد المسيحيين كما يذهب المسيحيون الي موالد المسلمين تأكيدا للانصهار الوطني. واعتبر ان ظاهرة الموالد تسير في خط متصاعد برغم مظاهر الحداثة وكذا السلفية وأكد ان الموالد هي احد التجليات الاجتماعية الراسخة. وتساءل عالم الاجتماع الدكتور محمد الجوهري في ندوة الموت وعقيدة الخلود عند المصريين عن كيف تنتهي ثقافة تقوم علي حب الحياة كالثقافة المصرية الي الاستهانة بها لدي البعض. ولفت الدكتور سميح شعلان عميد المعهد العالي للفنون الشعبية الي أن العادات المرتبطة بالموت هي أبطأ العادات في التغير. وأكد ان للمصريين ممارسات خاصة مستمرة منذ أجدادهم القدماء. وقال ان الجماعة الشعبية لعبت دورا مهما في فهم علاقة الانسان بالموت وفي عالم ما بعد الحياة الدنيا. وأكد الدكتور أحمد مرسي ثوابت الثقافة المصرية وقال ان المصري يفرح الي اقصي حدود الفرح ويحزن الي اقصي حدود الحزن لكنه يوجد توازنا بين الأمرين.