أكدت مصادر عشائرية وأخرى رسمية في الانبار أن أمير عشائر الدليم الشيخ علي الحاتم أبرم اتفاقاً مع الحكومة يتضمن انسحاب الجيش إلى ثكناته، مقابل تضييق مسلحي العشائر على تنظيم "داعش لإجباره على مغادرة الفلوجة". إلى ذلك، أعلنت فصائل مسلحة في محافظتي كركوك وديالى عزمها على قتال تنظيم "داعش" بعد اعتقاله عدداً من عناصرها. واستمر امس لليوم الثاني انسحاب المسلحين من أبناء العشائر من مناطق محيط الفلوجة وجنوب الرمادي التي كانت تحت سيطرتهم، وتقدم قوات نظامية من أهالي المحافظة كلفت مهمة دخول الفلوجة. وقال مصدر عشائري مطلع على المفاوضات الحاتم والحكومة الاتحادية في اتصال مع "الحياة" اللندنية انه "تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين سيتم إعلانه رسمياً خلال ساعات". وأضاف المصدر إن "الاتفاق يتضمن تفاصيل كثيرة، أبرزها انسحاب الجيش من مراكز المدن في الانبار إلى قواعده". وأوضح أن "الحاتم وباقي المفاوضين عن ثوار الانبار أكدوا أن انسحاب الجيش خطوة أولى للتعبير عن حسن نية تدعم وقف المعارك وتطييب خواطر عشائر الانبار وأبنائهم الذين قتلوا، لكن الحكومة قدمت شرحاً لصعوبة تحقيق ذلك عملياً، نظراً إلى سيطرة داعش على الانبار، لكنها أعطت ضمانات ببقاء الجيش في قواعده". وأشار المصدر إلى أن "الاتفاق يتضمن أيضاً تعويض سكان الانبار المتضررين من المعارك التي دارت طوال الشهور الماضية، من خلال لجان عشائرية تضمن وصول التعويضات". في مقابل ذلك تتكفل "الفصائل المسلحة الجهادية والعشائرية العراقية التضييق على داعش ومحاربته إذا اقتضى الأمر، والعمل على طرده خارج الفلوجة، مقابل تعهد عدم ملاحقة أي عنصر من الفصائل قضائياً في المستقبل». وأكد مصدر في مجلس المحافظة الاتفاق. ميدانياً، تشهد ارض المعارك الدائرة في أطراف بغداد والفلوجة وجنوب الرمادي ومحافظتي ديالى وكركوك تقدماً لصالح القوات الأمنية، مع انسحاب مسلحين من مناطق كانت تحت سيطرتهم. في شرق الفلوجة قال مصدر امني ل "الحياة" إن "استخبارات الشرطة الاتحادية، بناء على معلومات استخبارية ضبطت مخبأ للمواد المتفجرة والأسلحة يعود لتنظيم داعش في منطقة الزيدان التي دخلتها قوات الأمن من دون مقاومة من المسلحين".