امتدت صباح اليوم السبت، الاشتباكات المستمرة منذ أيام بين القوات العراقية والمجموعات المسلحة في محافظة الأنبار إلى أطراف العاصمة العراقية بغداد، حيث حاول مسلحون من القاعدة اقتحام سجن أبوغريب. وتضاربت الأنباء، صباح اليوم حول سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الفلوجة، وهذا ما نفاه محمد البجاري الناطق باسم ساحة الاعتصام في الفلوجة لشبكة "سكاي نيوز" عربية، مؤكداً أن مسلحي العشائر العراقية هم من يسيطر على الفلوجة. وفي الأنبار، استمرت المواجهات في مدينتي الرمادي والفلوجة بعد أن عجزت القوات الأمنية مدعومة بمسلحي العشائر عن استعادة كامل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وأكدت قناة "العربية" الإخبارية أيضاً، أن ثوار عشائر الأنبار أعادوا السيطرة على الفلوجة وسط انهيار أمنى كامل. وتتواصل الاشتباكات في مدينتي الفلوجة والرمادي بين مسلحي "داعش" من جهة وعشائر الأنبار من جهة أخرى، لليوم الثالث على التوالي. وأفادت مصادر مطلعة بأن الاشتباكات وصلت إلى أطراف بغد وقالت مصادر أمنية لشبكة "سكاي نيوز عربية": "إن الاشتباكات بين تنظيم القاعدة والقوات الأمنية ومسلحي العشائر انتقلت إلى محيط سجن أبو غريب، حيث قتل 3 جنود بهجوم على نقطة تفتيش الصقور". وأضافت أن القوات الأمنية نجحت في صد الهجوم الذي شنه المسلحون فجر السبت، على سجن أبو غريب وأوقعت قتلى في صفوفهم، مشيرة إلى أن المهاجمين كانوا يسعون إلى تحرير المعتقلين. وحافظ المقاتلون المرتبطون بتنظيم القاعدة على عدة مواقع سبق وأن سيطروا عليها في المدينتين، على الرغم من مقتل عشرات المسلحين في اشتباكات الجمعة، بينهم قائد التنظيم أبو عبد الرحمن البغدادي. إلا أن قصف الجيش لتلك المناطق أسفر ايضا عن مقتل مدنيين، ما أثار غضب بعض قيادات العشائر التي تخوض تحالفا مرحليا مع الجيش ينتهي بمجرد دحر مقاتلي القاعدة عن المحافظة. وفي هذا السياق، وجه زعيم قبائل الدليم في الأنبار غربي العراق الشيخ علي الحاتم، نداء إلى العشائر العراقية لسحب أبنائها من الجيش، كما طالب الجيش بالانسحاب من المدن إلى حدود البلاد. ويشار إلى أن التنظيم التابع للقاعدة استغل الخميس الماضي إخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفض اعتصام مناهض للحكومة الاثنين، لفرض سيطرته على بعض مناطق هاتين المدينتين. وكانت مصادر أمنية مسئولة أكدت الخميس، أن نصف الفلوجة في أيدي جماعة "داعش" والنصف الآخر في أيدي "مسلحي العشائر المناهضين لتنظيم القاعدة"، والذين قاتلوا الجيش على مدى الأيام الماضية احتجاجا على فض الاعتصام. وأخلى الجيش الاثنين الماضي، ساحة الاعتصام وأغلق الطريق السريع قرب الرمادي المؤدي إلى سوريا والأردن، ما دفع مسلحو العشائر الرافضة لفك الاعتصام لشن هجمات انتقامية ضد قوات الجيش، قبل أن تتحالف معه ضد مسلحي القاعدة. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، دعا الجيش الثلاثاء إلى الانسحاب من المدن، في محاولة لنزع فتيل التوتر الأمني في الأنبار بعيد فض الاعتصام المناهض له، لكنه عاد وتراجع عن قراره الأربعاء معلنا إرسال قوات إضافية إلى المحافظة بعد دخول عناصر القاعدة على خط المواجهة.