وفقا لما هو متصل بالطبيعة الانسانية فيما يتعلق بالقبول وعدم القبول بين الاشخاص والدول بعضها ببعض والذي يصفونه باللغة الاجنبية »الهارموني«.. يأتي الحديث عن الدول العربية التي وقفت الي جانب مصر ومنها دولة الإمارات العربية. هذه المشاعر تجاه الامارات تعود إلي المشاعر الحميمة التي ارساها مؤسسها الراحل الكبير الشيخ زايد آل نهيان والتي امتدت علي مدي عقود طويلة. كان هذا الرائد العظيم عاشقا لمصر ومؤمن بمكانتها وعروبتها ومقتنعا بدورها في خدمة العروبة والاسلام. هذه المشاعر الفياضة لمستها دوما من خلال متابعتي للقاءاته بالرؤساء المصريين - السادات ومبارك - وعلي ضوء المبادرات العديدة التي استهدفت صالح مصر. وتتويجاً لعظمة واخلاص هذا التوجه الفطري.. غرس الشيخ زايد هذا النبت القومي العربي في نفوس ابنائه الذين اخلصوا لوصيته وواظبوا علي تبني كل ماهو في صالح مصر وشعب مصر. هذا الخط الذي اتسم بالشفافية والاخلاص لمتطلبات القيم العربية الاصيلة انعكس علي توجهات الشعب الاماراتي حبا وارتباطا. ظهر ذلك جليا في الموقف الاماراتي من الاحداث المأساوية التي شهدتها مصر المحروسة في أعقاب ثورة 52 يناير وإبان حكم جماعة الإرهاب الإخواني. أ كد هذا الموقف اهتمام الامارات وحرصها علي أمن واستقرار مصر ودورها ومكانتها العربية.. كان ذلك دافعاً لغياب القبول والتواصل مع النظام الإخواني الذي ادركت الإمارات أنه لا يضمر خير لا لمصر ولا للامة العربية. ادي ذلك إلي لجوء هذه الجماعة إلي طبيعتها الشريرة بالتآمر علي دولة الامارات العربية. ولان الله دائماً بالمرصاد لكل ظلاّم انحاز للتحالف مع الشيطان.. تمكنت الاجهزة الامنية الاماراتية من كشف هذا المخطط الاجرامي وافشاله وتقديم المشاركين فيه الي المحاكمة القضائية. حول هذا الشأن فإن المسئولين في دولة الإمارات يستحقون كل التحية والتقدير لشجاعتهم واصرارهم علي عدم الاستجابة للابتزاز والضغوط من جانب الجماعة وعملائها خاصة بوقها المقيم في قطر الذي احترف المتاجرة بالدين كذبا وافتراء. لا جدال ان هذه المواقف الاماراتية القوية تجاه مصر سوف تظل محفورة في قلوبهم باعتبارها اضافة لمشاعر القبول المصري تجاه هذه الدولة وتجاه كل الدول العربية الشقيقة الاخري التي اختارت ألا تتخلي عن قيم ومباديء الأخوة . نقلا عن صحيفة " الاخبار" المصرية