دعا المشاركون في الندوة الدولية "دور الوسطية في البناء الحضاري في العالم الإسلامي " إلى جعل الثقافة الإسلامية مادة إجبارية لجميع طلاب المرحلة الجامعية الأولى ؛ سواء في الجامعات أو المعاهد الحكومية والخاصة، بهدف تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي وتعزيزه، كما دعوا إلى توعية الأئمة والوعاظ والخطباء ومدرسي التربية الإسلامية في دول العالم العربي الإسلامي بهذا الفكر الوسطي وبأهمية نشره، والعمل على عقد الندوات والمحاضرات وورش العمل لتحقيق ذلك . وبحسب بيان منظمة الإيسيسكو فقد عقدت الندوة في يومي 28و 29 أبريل 2014 في العاصمة الأردنيةعمان بالتعاون بين المنتدى العالمي للوسطية والإيسيسكو والألكسو ، وشارك فيها خبراء من الأردن وتونس والسعودية وباكستان وقطر والجزائر والعراق والإمارات والمغرب وبلجيكا، وبحضور نخبة من علماء ومفكري الأمة الإسلامية والعربية، ورجالات الفكر والسياسة، وأساتذة وطلاب الدراسات العليا في الجامعات العربية والإسلامية .ومثل الايسيسكو فيها الدكتور عز الدين معميش، الخبير في مديرية الثقافة والاتصال . وأكدوا ضرورة مراجعة المناهج الدراسية لدول العالم العربي والإسلامي، لتصبح متوافقة مع النهج والفكر الإسلامي الوسطي، والاجتهاد الفقهي المعتدل. وطالبوا بأن تكون دوائر ومؤسسات الفتوى الشرعية في العالم العربي والإسلامي هي صاحبة الحق والولاية في إصدار الفتاوى الشرعية . كما دعوا إلى التعايش السلمي ما بين أتباع الديانات السماوية داخل المجتمعات الإسلامية والعربية، على أساس أن الإسلام دين التسامح ، ولأتباع الديانات الأخرى الحرية الدينية، واحترام مقدساتهم وحماية أماكن عبادتهم . ودعوا أتباع المذاهب الإسلامية للتعاون والتوافق والتكامل، وعدم إثارة النعرات المذهبية الضيقة، وضرورة عدم تضخيم الخلافات الفرعية، وأن لا تكون الخلافات المذهبية باعثاً لهتك الأعراض، وسلب الأموال، وإزهاق الأرواح. وشجب المشاركون جميع أعمال العنف والإرهاب في أي مكان، وتحت أي مسمى كان؛ وخاصة التفجيرات العشوائية ، التي تستهدف الأبرياء من كل الطوائف والأديان والفرق. وأكدوا على أن الأمن والاستقرار من أهم الأسس الحقيقية للتنمية ، والتطوير العلمي والتقني، والنهوض الاجتماعي، وأن الإرهاب والعنف يؤدي إلى الدمار والفرقة والتشتت، ويستنزف مقدرات الأمة . ودعوا الحكومات والشعوب العربية والإسلامية إلى ضرورة الحوار، والاحتكام للعقل، وإعلاء مبادئ العيش المشترك والعفو، والقبول بنتائج الانتخابات النزيهة الشفافة والعادلة. كما دعوا الدول العربية والإسلامية وكافة المؤسسات العلمية لتشجيع الكتب والدراسات الإسلامية الوسطية، والعمل على طباعتها ونشرها؛ تعزيزاً للفكر الإسلامي الوسطي ودعم المؤسسات والجمعيات والهيئات ذات التوجه الإسلامي الوسطي المعتدل مادياً ومعنوياً. وأكدوا ضرورة معالجة الفكر المتطرف، والتوجهات المتشددة بالفكر الوسطي المعتدل ، ونشر العلم الشرعي الصحيح، وتأهيل طلبة العلم الشرعي. وتؤكد أن الحل العسكري والأمني لن يُفلح في استئصال الغلو . وأوصوا بالعمل على نشر الفكر الإسلامي الوسطي في وسائل الإعلام الغربية والأجنبية .