صنفت منظمة "فريدوم هاوس" الدولية، اليمن ضمن الدول "غير الحرة" في مجال الصحافة، حيث حلت في المرتبة ال 167 من بين 197 دولة. وأشارت وكالة "الأناضول" الإخبارية إلى أن ذلك جاء في تقرير المنظمة السنوي لعام 2014 "غير حكومية مقرها الولاياتالمتحدة"، الذي أصدرته الخميس الماضي، ويقوم بترتيب دول العالم ترتيا تنازليا من حيث حرية الصحافة من الأفضل إلى الأسوأ، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحييه العالم اليوم السبت. وتعمل عدد من المؤسسات الحقوقية والمدنية في اليمن على رصد الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن، أبرزها مؤسسة "حرية" الخاصة. ورصدت "حرية" في تقريرها السنوي الصادر في فبراير/ شباط الماضي، 282 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون خلال العام 2013، في مقابل 432 حالة خلال 2012. وقالت المؤسسة في التقرير الذي اطلعت عليه وكالة "الأناضول"، عند مقارنة العام 2013 بالعام الذي سبقه، نجد أن الانتهاكات تراجعت من حيث العدد". واستدركت: "لكن العام 2013 شهد تحولا خطيرا في نوع وخطورة الانتهاكات، حيث شهد حالة قتل واحدة ، و13 شروع في القتل، و13 حالة اختطاف، منها حالتي اختطاف لصحفيين أجانب" على يد جماعات مسلحة". وقال خالد الحمادي رئيس "حرية " ل"الأناضول": "إن حالات الانتهاكات لعام 2013 أعطت مؤشرا واضحا على أن الحريات الإعلامية في اليمن، ما زالت في وضع خطر". ومنحت مؤسسة "حرية" جائزة حرية الصحافة في نسختها الأخيرة لصحفيين اثنين مدافعين عن الحريات الإعلامية، وصحفي أصيب بثلاث رصاصات في ساقه اليسرى، أصيب على إثرها بإعاقة دائمة بعد بتر ساقه. وبحسب أشرف الريفي سكرتير لجنة الحقوق والحريات ب"نقابة الصحفيين اليمنيين" فإنه خلال العام 2013 ، تم رصد 250 حالة انتهاك، طالت العاملين في الحقل الإعلامي عامة والصحفي على وجه الخصوص. وقال الريفي ل "الأناضول": "لو قارنا وضع حرية الصحافة للعام 2013 بالعام الذي قبله، لوجدنا أن نوعية الانتهاكات اختلفت، حيث تعرض الكثير من الصحفيين اليمنيين والأجانب للاختطاف من قبل جماعات مسلحة، فضلا عن استهداف مؤسسات إعلامية بهجمات عنيفة هددت العاملين فيها". وتابع أن المشكلة الأبرز هي أن "المعتدين على حرية الصحافة لم تطالهم يد العدالة، ولا تزال عملية الإفلات من العقاب هي السمة المؤسفة على المشهد الصحفي". وينتسب أكثر من 1500 صحفي وصحفية إلى نقابة الصحفيين اليمنيين، في حين يعمل كثيرون في مجال الصحافة ولم يحصلوا بعد على عضوية الانتساب، وممن لا زالوا في طور التدريب، بحسب النقابة. وفي السنوات الثلاث الأخيرة، اتجه كثير من مراكز النفوذ القبلي والمشائخ إلى الاستثمار في المجال الإعلامي , وامتلاك الصحف والفضائيات، وبدلا من أن تفتح هذا الوسائل نوافذ جديدة لمنتسبي الصحافة، تحولت إلى مصدر جديد للانتهاكات، من خلال ممارسة الفصل التعسفي للعاملين فيها، وعدم التقيد بمواثيق شرف لمهنة الصحافة والاعلام، وفقا لحقوقيين. ويطالب الصحفيون اليمنيون بتوفير ضمانات حقيقية من جميع الأطراف لممارسة حرية الصحافة، بعيداً عن العنف و"إقحام الإعلام في تصفية الحساب وممارسة الضغط والابتزاز والتشهير، والعمل على أن يكون الإعلام حراً ومستقلاً".