أعلن خالد أبو العباس المعروف ب"مختار بلمختار" زعيم جماعة الموقعون بالدم المنشقة عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ولاءه لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وقال بلمختار، المطلوب أمنيا رقم (1) في الجزائر، في بيان نشرته مواقع جهادية، أمس، "في خضم هذه التطورات التي طرأت على الساحات الجهادية مؤخرا رأينا لِزاماً علينا أن نؤكد ثقتنا والتزامنا بمنهج وتوجيهات أميرنا الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله". وعلل ذلك بالقول "إيماناً منَّا بصواب هذا المنهج الذي بُنِيَ على تصوُّر وفقه صحيح وخطوات ثابتة موفقة مباركة بفضل الله تعالى". وأضاف نص البيان "وبعد أن خُضنا تجربة تجاوزت العشرين عاما في قتال الحكَّام المرتدين وطوائفهم، وريح الانحراف والغلو التي أتت على أركان بنيانٍ قام على تضحيات الآلاف من دماء وأشلاء شعبنا المسلم في الجزائر، تَبعتها فتنة التراجعات والمصالحات، نكبات بعضها على بعض، خَرَجنا منها مُثقلين بالجراح والمآسي، سلَّم الله منها جهادنا بفضله وحده". وحول تلك التجربة الجهادية قال بلمختار: "أَكسبتنا تجربةً راسخة ورصيدَ خبرةٍ ساعدنا في بناء قاعدة جهادية رائدة في صحراء الإسلام الكبرى كانت خلاصتها إقامة الحكم الإسلامي الذي نَعِم بالعيش في ظله شعبنا المسلم على أرض أزواد قرابة العام (شمال مالي)، والذي سعت فرنسا الصليبية وحلفائها في إسقاطه ومازالت"، بحسب البيان. وشهدت مالي انقلابًا عسكريًا في مارس 2012، قاده الجنرال آمادو صانوغو، أطاح بالرئيس السابق أمادو توماني توري، بعد تمرد اندلع في كيدال، التي يتركز بها الأزواديون، شمالي البلاد. وإثر انتشار الفوضى شمالي البلاد، وسيطرة مجموعات مسلحة على مدن كيدال وتمبكتو وغاو، شهدت مالي تدخلاً عسكريًا دوليًا بقيادة فرنسا، وبمشاركة قوات من دول المنطقة، في يناير 2013. ولم يصدر عن السلطات الجزائرية أي تعليق بشأن البيان حتى الساعة 15:28 تغ. ومختار بلمختار (واسمه الحقيقي خالد أبو العباس) هو جهادي جزائري ينشط شمال مالي وقائد كتيبة الموقعون بالدم التي تبنت الهجوم على المنشاة الغازية جنوب شرق الجزائر مطلع العام 2013. وكان بلمختار (الشهير بلقب الأعور) أميرا في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، قبل أن يقرر مغادرة التنظيم نهاية العام 2012، وإنشاء مجموعة خاصة به مكونة من انتحاريين في شمال مالي تسمى "الموقعون بالدم". وقال بملختار، حينها، وفقا لبيان نشرته وسائل إعلام، إن كتيبته الجديدة تضم جهاديين أجانب. وأوردت وسائل إعلام موريتانية مختصة في شؤون الجماعات المسلحة بالساحل أن بلمختار انشق عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بعد قرار التنظيم بإنزال رتبته كرئيس لكتيبة الملثمين. وتتهم عدة دول منها الجزائر مختار بلمختار بالضلوع في عملية احتجاز رهائن جزائيين وغربيين في مصنع الغاز في عين أمناس جنوبيالجزائر في شهر يناير 2013، حيث قاد مجموعة أطلق عليها "الموقعون بالدم" في هجوم على مصنع للغاز، احتجزت أكثر من 700 عاملا قتل منهم 37 أجنبيا وجزائريا، خلال عميلة لتحريرهم قادها الجيش الجزائري. ويعتبر بلمختار المطلوب أمنيا الأول بالجزائر، وصدرت ضده أحكاما غيابية بالسجن في عدة قضايا أدين فيها بتشكيل مجموعات إرهابية، واختطاف أجانب، واستيراد أسلحة غير مشروعة والاتجار بها، في عدة دول منها موريتانيا وتشاد والجزائر. وفي مارس 2008، أصدرت محكمة غرداية جنوبيالجزائر بحق بلمختار حكما غيابيا بالسجن مدى الحياة لإدانته في جريمة قتل 13 موظفا جمركيا.