"لن أنسحب من دوري الوطني أبدا، و لن أتولَّ أي منصب تنفيذي؛ فإمّا موقع بالانتخاب، أو معارضة بناءة و قوية".. بهذه الكلمات حدد المرشح الناصري حمدين صباحي خلال حوار تليفزيوني في مارس، ملامح مستقبله السياسي بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة يومي 26 و27 مايو، ويراها البعض "محسومة مقدما" لصالح وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي. صباحي، المعروف بتاريخه الكبير في معارضة أنظمة سياسية متعاقبة في مصر، أعلن في فبراير/شباط الماضي، ترشحه للانتخابات الرئاسية، قبل أن يتقدم بشكل فعلي يوم 19 أبريل ليكون المنافس الثاني والوحيد الذي نجح في تقديم أوراق الترشيح بشكل رسمي، بعد السيسي. تاريخه وخوضه السباق الرئاسي، دفع خبراء تحدثوا إلى الأناضول، لتحديد 4 سيناريوهات لمستقبله السياسي في ضوء الظرف الراهن الذى تمر به مصر. حسن أبو طالب، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (شبه رسمي)، رأى أن "صباحي يعول علي تأييد كتلة من الناخبين، تجعله رقما هاما في العملية السياسية"، مضيفا أن "صباحي إن خسر الانتخابات، سيتجه إلى تزعم معارضة جبارة، وهذه المعارضة هامة في إيجاد توازن في الحياة السياسية". أما سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، فحدد احتمالين لمستقبل صباحي، في ضوء ما وصفه ب"صعوبة فوزه بالرئاسة"، مبررا ذلك ب"شعبية السيسي الكبيرة". وأوضح صادق أن "المرشح الناصري (يقصد صباحي) إما أن يختاره السيسي لشغل منصب سياسي سواء كنائب له أو مستشار، أو أن يشكل تكتلا لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة". وفي حال عرض السيسي على صباحي منصبا سياسيا، فإن رفض الأخير لقبول أي منصب دون انتخاب "يمكن أن يتغير إذا رأي أن الديمقراطية تتطلب ذلك"، بحسب صادق. واستبعد أستاذ علم الاجتماعي السياسي أن تؤدي خسارة صباحي إلي "ظهوره كقائد لموجة ثورية ضد النظام القادم برئاسة السيسي"، مشيرا إلي أن "المجتمع يسعي إلي الاستقرار وصباحي متفهم لذلك". فيا قال مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن "فوز صباحي بالرئاسة احتمال وارد، وإن كان ضعيفا، في ظل رأي عام متقلب". ورجح السيد أن يعمل صباحي من خلال ترشحه للرئاسة وبناء كتلة تصويتية داعمة له، على نشر أفكاره (الناصرية)، وتكوين تيار مناصر لهذه الأفكار وترسيخ وجودها في المستقبل. وكان للكاتب الصحفي الناصري عبد الله السناوي رأي أخر، إذ قال في مقال بصحيفة الشروق المصرية الخاصة، في فبراير، إن "صباحي يدرك ما يتمتع به منافسه القوى المشير السيسى من نسب شعبية تؤهله لحسم الانتخابات من جولتها الأولى على ما تشير استطلاعات الرأى العام". وأضاف أن صباحي يخوض الانتخابات لتعزيز القواعد الديمقراطية وأولها حق الاختيار الحر فى صناديق الاقتراع. صباحي (60 عاما) يمتلك تاريخا في المعارضة السياسية، بداية من 1977، حينما عارض الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات ، في مؤتمر طلابي ، منتقدا سياسياته الاقتصادية وقضية التطبيع مع اسرائيل . كما اشتهر السياسي الناصري بمعارضة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولم يترشح ضده في الانتخابات الرئاسية عام 2005، وشارك في ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت به. ومع أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد الثورة في يونيو/ حزيران 2012، حصل صباحي على المركز الثالث في الجولة الأولى بعد الرئيس السابق محمد مرسي، وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك، أحمد شفيق. وفي عهد الرئيس السابق محمد مرسي، عارض صباحي بشدة حكم جماعة الإخوان المسلمين التى ينبثق عنها مرسي، وأسس تيارا سياسيا ناصريا تحت اسم "التيار الشعبي"، وشارك في جبهة الإنقاذ الوطني التي مثلت كتلة المعارضة الأكبر ضد مرسي. وبعد الإطاحة بمرسي في 3 يوليو، أظهر صباحي تأييدا واضحا لإطاحة الجيش بالرئيس السابق. يذكر أن الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية يومي 26 و27 مايو، ومن المقرر أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية نتيجة الجولة الأولى يوم 5 يونيو/حزيران المقبل، فإذا حصل أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة (50% + 1) من أصوات الناخبين أُعلن رئيسا للبلاد، وإذا تساوى المرشحان في عدد الأصوات ستجرى جولة الإعادة بينهما يومي 16 و17 يونيو المقبل، وتعلن نتيجتها في موعد غايته 26 من الشهر ذاته، وفق المصدر ذاته . والناصرية أو التيار الناصري حركة قومية عربية، نشأت في ظل حكم جمال عبد الناصر ( رئيس مصر من عام 1952-1970) واستمرت بعد وفاته واشتقت اسمها من اسمه وتبنت الأفكار التي كان ينادي بها وهي: الحرية والاشتراكية والوحدة وهي نفس أفكار الأحزاب القومية اليسارية العربية الأخري.