نقل أسامة مرسي نجل الرئيس المعزول محمد مرسي، عن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع تعليقه على الحكم الصادر من محكمة جنايات المنيا، بإحالة أوراق 683 إخوانيا، بينهم بديع، إلى مفتي البلاد، والذى قال فيه "لو أعدموني ألف مرة والله لا أنكص عن الحق إننا لم نكن نهذي حين قلنا أن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ... اللهم فاقبل ... اللهم فاقبل". جاء ذلك خلال حضور نجل مرسى لإحدى جلسات قضية "التخابر" التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي بتهمة "التخابر" في القاهرة اليوم. وكتب "مرسى" فى تدوينة له عبر "فيس بوك" اليوم الاثنين: " حضرت اليوم لحظة تاريخية بامتياز لحظة أن أخبرنا الدكتور محمد بديع بأحكام الإعدام الصادرة بحقه وآخرين من خيرة رجالات وشباب مصر فقال الرجل من خلف قفص الظلم "لو أعدموني ألف مرة والله لا أنكص عن الحق إننا لم نكن نهذي حين قلنا أن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ... اللهم فاقبل ... اللهم فاقبل". وعلى صعيد متصل قال أحمد، زوج نجلة بديع، إن الأخير قال: "لو أعدموني ألف مرة والله لا أنكص عن الحق"، مضيفا: "إننا لم نكن نهذي حين قلنا أن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.. اللهم فاقبل.. اللهم فاقبل". وكانت محكمة جنايات المنيا، قضت في وقت سابق اليوم، بإحالة أوراق 683 من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بينهم بديع، إلى مفتي البلاد، لاستطلاع رأيه في إعدامهم، فيما قضت بالإعدام بحق 37 والسجن المؤبد ل491 آخرين، سبق أن أحلت أوراقهم للمفتي، في جزء ثان من القضية، لاتهامهم بأعمال عنف واقتحام مراكز شرطية في المنيا وسط مصر. وأضاف أحمد إن "حماه لم يكن ليجزع أو يحزن لمثل هذه الأحكام، وكان دائما يردد أن ما يكتبه لنا الله فيه الخير لنا". فيما قال بلال، نجل بديع، على صفحته بموقع "فيس بوك"، عقب قرار المحكمة، "إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع .. والنبي حزن لمقتل عمه الشهيد حمزة أسد الله ، وحزن لجفاء قومه له". وقالت ضحي، نجلة المرشد، على "فيس بوك"، "أشعر بنفس ما يشعر به شقيقي بلال من مشاعر الحزن والأسي وإنني شعرت بكلماته وأحمل مثله مليون مرة وربنا يصبرنا ويفرجها". يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه أمين لطفي، رئيس جامعة بني سويف، إن الجامعة قررت إنهاء عمل محمد بديع، الأستاذ بكلية الطب البيطري بالجامعة، عقب صدور هذا الحكم ضده بالإدانة. وأضاف لطفي، في تصريحات للصحفيين، أن القرار الرسمي سيتخذ غدا الثلاثاء خلال انعقاد مجلس الجامعة، الذي سيصدق على قرار الفصل. وفي نفس السياق قال محمد سيف، الأستاذ بكلية الطب البيطري بالجامعة نفسها، وأحد زملاء بديع، "هذه أحكام ظالمة جائرة بحق شخصية مجتمعية يعد من أفضل مائة عالم عربي ويدل علي حالة التخبط الشديد"، داعيا القضاء إلى مراجعة أحكامه. ومحمد بديع هو المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان، وتولى منصبه في 16 يناير2010، خلفا للمرشد السابق مهدي عاكف، وهو أستاذ علم الأمراض بكلية الطب البيطري بجامعة بني سويف، وبحسب الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية في العام 1999، كان واحدا من "أعظم مائة عالم عربي"، وتم القبض عليه في أغسطس الماضي، ويحاكم في عدة قضايا. يذكر أن بديع حوكم عسكريا في 4 قضايا سابقة، كانت الأولى في 1965، وحُكم عليه بخمسة عشر عامًا، قَضى منها 9 سنوات، بينما سجن لمدة 75 يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف عام 1998؛ حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة ببني سويف. أما القضية الثالثة التي حوكم فيها بديع فعرفت باسم "قضية النقابيين" سنة 1999؛ حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات، قضى منها ثلاث سنوات وثلاثة أرباع السنة، وخرج بعد قضاء ثلاثة أرباع المدة سنة 2003. من جانبه، قال حسن صالح عضو اللجنة القانونية للجماعة، لوكالة الأناضول، إن "بديع يحاكم الآن في 37 قضية موزعة علي أكثر من 5 محافظات مصرية". وأشار إلى أنه "أكثر أنصار مرسي اتهاما من حيث عدد القضايا، وأكثر مرشد يحاكم في عدد من القضايا منذ نشأة الجماعة عام 1928".