وصفت الإعلامية "عفاف جلال" كبير مذيعي ال "بي بي سي" العربية بأنها ستظل الدولة الأقوى مهما مرت بعثرات لنيل حقوقها الديمقراطية ، مؤكدة أنها تثق بكونها ستعبر النفق المظلم الذي تمر به حاليا . وتساءلت الإعلامية الأشهر - التي انطلقت بصوتها من شبكة "صوت العرب" المصرية - عن الزمن الجميل الذي كان المصريون يشعرون فيه بالأمان عندما كان الشاويش يسير في الشوارع ليلا ونهارا فينشر النظام والأمن بين المواطنين . وأضافت ، إحدى رائدات الإذاعة المصرية ، في تصريحات خاصة لشبكة "محيط" على هامش أمسية لملتقي السرد العربي، أننا أصبحنا نفتقد قيمنا ومثلنا التي تربينا عليها قديما و التي تعلمنا فيها كيف يعطف الغني على الفقير ، وكيف يحترم الصغير الأكبر منه، وكلمة "شكراً" التي أصبحت بلا معنى ولا وجود حاليا . وتروي "عفاف" بداية مشوار المهني و تحديداً عند ذهابها إلى بريطانيا بعد خروجها من إذاعة صوت العرب حيث أثبتت وجودها في ال "بي بي سي " وقابلت كتابا ورؤساء تحرير سابقين وكانت تسألهم ولا تنطق بكلمة لتستمع وتدون وتقرأ لكي تتعلم حتى وصلت إلى مكانة عالية. كما أشارت إلى ذهابها إلى المكتبة البريطانية للاطلاع على الكتب فهي ترى أن المكتبة البريطانية مكتبة رائعة جداً ويمكن للمرء أن يطلع و يعرف من خلالها كل شيء وخاصة الأحداث السياسية بعد مرور 50 عاما من حدوثها إذ توثق الحقائق وتخرج بلا تحريف أو تلفيق أو تزوير . وأكدت "جلال" أنها أثناء بحثها عن كتاب أعده دكتور في جامعة كامبردج وجدت سردا لحقائق خطيرة عن الحرب العالمية الأولي والتي مر عليها 100 عام وقد وصف الكتاب الإنجليز بالمدانين وذلك بعد مرور كل تلك المدة ، لافتة إلى أن الحقيقة ستظهر مهما مر وقت عليها وأن سبب عدم ظهورها كاملة في وقتها هو ظروف المعيشة هناك وأسلوب الحياة الذي لم يكن يسمح بذلك في ذلك الوقت ، ولكن الأمور اختلفت والنظرة إلى التاريخ تغيرت حاليا ، وقالت إنها تتعلم وتتلقى الأفكار من الأشخاص الذين يمتلكون أمانة فكرية و يقولون الحقيقة مهما كانت جنسيتهم . وأبدت مقدمة البرامج الشهيرة أسفها من غياب عادة القراءة عن المجتمع العربي وتجاوز أعداد الأميين في مصر حاجز ال 35 مليونا وهو ما اعتبرته أمرا مرعبا مطالبة الحكومة المصرية بتخصيص ميزانية كافية للتعليم . وترى الإعلامية أن الصحافة العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص أصبحت تفتقد للمعيارية والحقيقة كما أنها تحتوي على أفكار غير موضوعية و كلام "سخيف" وسيء على حد وصفها متسائلة عن دور الرقابة وأصحاب الفكر. كما تتحدث "جلال" - عدم وجود قواعد مهنية وقوانين تضبط العملية الإعلامية ككل فأصبح من السهل أن يقوم أي شخص بافتتاح قناة فضائية أو إصدار صحيفة ، كما أن بعض المذيعين الذين يتصدرون شاشات الفضائيات حاليا أصبحوا يتحدثون بأحاديث "المسطبة " فضلا عن كونهم غير مهنيين وألفاظهم خارجة لا تصح أن تخرج من إعلامي محترم، مشيرة إلى أن المحاور الحقيقي هو الذي يمكنه أن يخرج ما في جعبة الضيف في وقت لا يزيد على ثلث ساعة فقط. وقالت أنا حقا مصدومة من مستوي أداء الإعلام المصري ، والقنوات الفضائية المصرية ممولة من الخارج وليس من رجال الإعلام فقط ، هكذا تستطرد، مضيفة أن هدفها الوحيد هو الهدم لا البناء ، مطالبة من الحكومة المصرية بإعادة النظر في هذه القنوات والاكتفاء ببث 4 قنوات حكومية فقط تتبني المصداقية والشفافية وتقدم برامج هادفة تساعد على بناء الوطن والمواطن. قريبا .. لقاء مطول مع الإذاعية الكبيرة تكشف فيه أسرار لقاءاتها مع الرئيس حسني مبارك ، والشيء الذي ائتمنها عليه الأديب العالمي نجيب محفوظ و كيف كانت تتعامل مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ؟ ، و رأيها في الإعلامية لميس الحديدي ومني الشاذلي وأسرار كثيرة تذاع لأول مرة عن كواليس القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية.