دخولي ماسبيرو يؤكد انتصار مبادئ الثورة بغض النظر عن اللحية أو الحجاب لا يجب أن يكون معيار الحكم على المذيعة هل هي محجبة أم لا ؟ منع الحجاب في ماسبيرو في نظام "مبارك" من الظهور خطأ تاريخي لا أنتمِي للإخوان واتهمت بذلك لعملي بقناة مصر 25هناك قنوات ترتكز في أدائها على الإثارة دون المهنية أو مراعاة الظرف السياسي الراهن. الإعلام الرسمي لابد أن يعكس نبض الشارع بشكل شفاف وواضح ويتناول كل القضايا؟ لم أحتمل وصف جيش مصر بالخائن، و أتضح أن لي أن الجزيرة منذ 30 يونيو ليست منبر الحقيقة كما تصورت، وقرار تعييني تم على أساس مهني، وظهوري كمذيعة أخبار محجبة خطوة هامة في تاريخي المهني. بهذه الكلمات افتتحت فاطمة نبيل -أول مذيعة أخبار محجبة في تاريخ التلفزيون المصري- حديثها مع شبكة الإعلام العربية "محيط"، معتبرة ظهورها كمحجبة سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الإعلام المصري. وأكدت "نبيل" أن التلفزيون المصري سينتقد أي خطأ مهما كان حجمه أو صاحبه، وأن عصر الإعلام الرسمي الناطق باسم الحزب الحاكم والدولة قد انتهى وولى إلى غير رجعة، كل هذا وأكثر في سطور الحوار التالي: بداية..صفي لنا شعورك بعد تلقيكي خبر تعيينك بقطاع الأخبار المصري كأول مذيعة محجبة؟ تلقيته بكل سعادة وفخر، وأعتبرته خطوة هامة في تاريخي المهني، ولك أن تعلم أنه بعد ثورة 25 يناير سعيت إلى تنفيذ الحكم الذي حصلت عليه قبل الثورة بالظهور أمام الشاشة بالحجاب، لكن الحكومة المؤقتة وقتها لم تستجب،ولكن بعد تشكيل حكومة الدكتور هشام قنديل وفي عهد الدكتور محمد مرسي تمت الموافقة على الطلب الذي قدمته والسماح لي بالظهور بالحجاب، وعليه قدمت استقالتي من قناة مصر 25 الفضائية، وأتخذت اجراءات العمل كمذيعة أخبار لأول مرة في التلفزيون المصري. وكيف تم استقبالك وقتها من قبل زملائك؟ أنا لست غريبة عليهم، فهم زملائي منذ فترة طويلة في التلفزيون المصري مع بداية عملي كمحررة ترجمة في غرفة الأخبار منذ عام 1999م، وكنت قد نجحت في مسابقة لإختيار المذيعين في أعقاب ثورة 25 يناير مباشرة وتحديداً في سبتمبر 2011م، لكن منعت آنذاك من الظهور رغم نجاحي، وحقيقة أعتبر أن القرار حق سلب مني واسترددته. لست اخوانية البعض يرى أن قرار دخولك ماسبيرو في عهد الدكتور محمد مرسي كان جزء من أخونة الدولة.. ماردك؟ اختياري كمذيعة أخبار تم على أساس مهني، ومعايير خاصة بالكفاءة، ولا يجب أن يكون هناك تصنيف للمذيعات المحجبات وغير المحجبات، والحجاب لا يعني انتماء صاحبته إلى أي مذهب سياسي. لكن لماذا يصر البعض على أنكِ إخوانية؟ أراك ملحاً في التعرض لهذه النقطة، ولكني أؤكد أنني لا أنتمي إلى الجماعة أو إلى حزب الحرية والعدالة، لكن عملي بقناة مصر 25 التابعة لجماعة الإخوان المسلمين كانت هي الفرصة الوحيدة التي أتاحت لي الظهور بالحجاب آنذاك، وهو ما جعلني ارتبط في أذهان الكثيرين بانتسابي لها، لكني عملت بالكثير من الفضائيات العربية، إضافة إلى أنني ابنة ماسبيرو، وحقيقة انتقد تصنيف البعض للمذيعة المحجبة على أنها تابعة لفكر أو جماعة بعينها. لكن ما تعليقك على سياسة منع الحجاب في التلفزيون المصري في النظام السابق؟ بالتأكيد كانت سياسة مغلوطة، وخطأ تاريخي يمنع شريحة عريضة في المجتمع المصري أن تكون ممثلة في تلفزيون بلادهنّ. بعد سقوط الإخوان.. هل تعتقدين أن المذيعات المحجبات لن يعملنّ في التلفزيون المصري مرة ثانية؟ لا أعتقد ذلك، فوزيرة الإعلام الحالية أكدت أكثر من مرة أن الحجاب حرية شخصية، وأرى أن صدور قرار كهذا يخالف تطلعات وأهداف الثورة ويقيد الحريات ويصادرها وضد فكرة المدنية ومحاولة للتمييز، فالمعيار بالكفاءة وليس باللحية أو الحجاب. أزمة الجزيرة حدثينا عن أزمتك مع قناة الجزيرة واستقالتك منها؟ لا توجد أزمة، ولا أحب أن أكيل الاتهامات لأحد، حتى لو كان على باطل، فقناة الجزيرة مباشر مصر عملت بها لأنها كانت منبراً للحقيقة في نظري منذ ثورة 25 يناير، ولكني اكتشفت أنها بعد 30 يونيو تعمدت تخوين الجيش المصري، وتضخيم الأحداث وإظهار الجيش على أنه قاتل وسفاح، خاصة في أحداث رابعة العدوية والنهضة، وأنا مؤمنة تماماً أن جيشنا أطهر جيوش الأرض وأبعد ما يكون عن المؤامرات، فاتخذت قراري دون النظر هل سيعيدوني إلى التلفزيون المصري أم لا. لا يخفى على أحد أسلوب الإعلام الرسمي قبل الثورة ووقت اندلاعها، هل تغيّر أداء الإعلام الرسمي في المرحلة الراهنة؟ أتصور أننا في طريقنا لتحقيق طفرة جديدة لشكل الإعلام الرسمي المصري، بعدما تعودنا عليه إعلاماً للحزب الحاكم والدولة، وسيكون إعلاماً لكل المصريين في القريب العاجل إن شاء الله. التلفزيون والفضائيات لكن في تقديرك ما الذي ينقص التلفزيون لينافس الفضائيات العربية الشهيرة؟ الحماس.. لو توفر لدى العاملين سينافسون، وعلى مر السنوات كان التلفزيون مصنع تفريخ للإعلاميين المصريين، وهذه القنوات الشهيرة قامت على أكتاف أغلب المصريين بالأساس، لما لهم من بصمة في الإعلام العربي والأجنبي، بالإضافة إلى ضرورة سعي التلفزيون إلى عقد دورات تدريبية للمذيعين باستمرار. وما تعليقك على القنوات الفضائية التي تتبع الإعلام غير الرسمي؟ هناك قنوات ترتكز في أدائها على الإثارة في المقام الأول، والتهييج دون المهنية أو مراعاة الظرف السياسي الراهن والحساس الذي تمر به البلاد، على الرغم أن هناك ميثاق شرف إعلامي يجب أن يلتزم به الجميع، كما أن الشعب المصري بعد الثورة أصبح لديه وعي يستطيع به أن يميز العملة الجيدة من الرديئة. أخيراً.. ما الدور الواقع على كاهل الإعلام المصري في المرحلة الراهنة؟ الإعلام الرسمي لابد أن يعكس نبض الشارع بشكل شفاف وواضح، ويتناول كل القضايا ويترك الحكم في النهاية للمشاهد، ومع وجود بعض القنوات الخاصة التي تمتلك أجندة تحاول تطبيقها لإثارة المجتمع وتحقيق أهداف خاصة بملّاكها ومن يقفون ورائها.