قال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، اليوم الاثنين، إنّ مأزق حركتي "فتح" و"حماس" السياسي في الوقت الراهن شكل دافعا قويا لإتمام اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني. وأضاف أبو مرزوق في لقاء جمعه بكتاب ومحللين سياسيين ورجال أعمال نظمته مؤسسة حسب وكالة "الأناضول"- "بال ثينك" للدراسات الإستراتيجية بغزة، اليوم الاثنين أن توقيع اتفاق تطبيق "المصالحة" جاء بدافعية من حركتي "فتح" و"حماس". وكان أبو مرزوق، وصل الاثنين الماضي، إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي، قادماً من مصر، للمشاركة في اجتماعات المصالحة الفلسطينية. وأضاف أن "مأزق الحركتين في قطاع غزة والضفة الغربية، شكلّ بنية قوية لإتمام الاتفاق، فحركة فتح تعيش مأزق فشل المفاوضات مع إسرائيل، وحركة حماس تعيش مأزقا سياسيا في التعامل مع مصر". وتعاني حركة حماس التي تتولى إدارة الحكم في قطاع غزة، من عزلة فرضتها متغيرات الوضع العربي والإقليمي، حيث فقدت مؤخرا حليفا قويا بعد عزل الجيش المصري بمشاركة قوى وشخصيات سياسية ودينية للرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013. وتتهم السلطات المصرية، حركة "حماس"، بالتدخل في الشأن الداخلي المصري والمشاركة في تنفيذ "عمليات إرهابية وتفجيرات" في مصر، وهو ما تنفيه الحركة بشكل مستمر. وأصدرت محكمة "الأمور المستعجلة"، بالقاهرة، في 4 مارس الماضي، حكما قابلا للطعن، بوقف نشاط حركة "حماس"، داخل مصر، وحظر أنشطتها بالكامل، والتحفظ علي مقراتها داخل بمصر. ووصلت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي من المقرر أن تنتهي 29 أبريل الجاري بعد نحو 9 أشهر على انطلاقها، إلى أصعب مراحلها في الفترة الأخيرة، خاصة في أعقاب رفض إسرائيل الإفراج عن دفعة من الأسرى القدامى، والرد الفلسطيني بتوقيع طلبات الانضمام ل15 معاهدة واتفاقية دولية. ونفى أبو مرزوق معارضة حركته حماس لتولي رامي الحمد لله رئيس حكومة رام الله، أو أي شخصية فلسطينية أخرى لرئاسة حكومة التوافق الوطني المقرر تشكليها في الأيام القليلة القادمة. وقال أبو مرزوق إن الحكومة المقبلة ليست حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ وإنما حكومة شراكة وطنية، وليس لها أي برنامج سياسي . وبتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقّع وفد فصائلي من منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقاً مع حركة "حماس" في قطاع غزة، الأربعاء الماضي (23 إبريل الجاري)، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافقية في غضون 5 أسابيع. ولفت القيادي البارز في حركة حماس إلى أن مسألة الاعتراف بإسرائيل ليست من مهام الحكومة المقبلة، ولن تكون "السياسة" من مهام حكومة التوافق الوطني. وتابع أبو مرزوق:"لا علاقة لحكومة التوافق بالسياسة، واعترافها ب"إسرائيل" قد يدفع الكثير من الكفاءات الوطنية للإحجام عن المشاركة فيها، فضلًا عن أن الحكومة المقبلة تحمل ملفات حرجة ومتسعة". ولا تعترف حركة حماس، ذات الفكر الإسلامي، بأحقية وجود إسرائيل، وتدعو إلى إزالتها بالكامل، وإقامة دولة على كامل أرض فلسطين التاريخية. لكن حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اعترفت عام 1993 (في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو للسلام) بأحقية وجود إسرائيل، وتطالب بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشرق مدينة القدس. ونفى أبو مرزوق أن تكون هناك أي بنود سرية في اتفاق المصالحة الذي وقعته حركته وحركة فتح في غزة، مشيرًا إلى أن الحركتين وقعتا في غزة على ما اتفقتا عليه في السابق. وتوصلت حركتا "فتح" و"حماس" إلى اتفاقين، الأول في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011، والثاني في العاصمة القطرية الدوحة عام 2012، كأساس لتفعيل المصالحة بينهما، من خلال تشكيل حكومة موحدة مستقلة، برئاسة الرئيس الفلسطيني، زعيم "فتح"، محمود عباس، تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية. إلا أن "حماس" تشترط أن تقترن تلك الانتخابات بعملية إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، بما يسمح بانضمام باقي الفصائل، بما فيها "حماس"، للمنظمة التي تسيطر عليها "فتح"، وحتى اليوم لم يتم تنفيذ نتائج الاتفاقين. وشدد أبو مرزوق على عزم حركته في المضي نحو تحقيق المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام الفلسطيني. وقال إن حركته ستمضي في ملف المصالحة المجتمعية، وتعويض المصابين والممتلكات التي تضررت بفعل الاقتتال الداخلي بين الحركتين. وتفاقمت الخلافات بين حركتي فتح وحماس عقب فوز الأخيرة، بغالبية مقاعد المجلس التشريعي يناير 2006، وبلغت تلك الخلافات ذروتها بعد الاشتباكات المسلحة بين الحركتين في غزة منتصف يونيو من العام 2007، والتي انتهت بسيطرة "حماس" على قطاع غزة، وهو ما اعتبرته فتح "انقلاباً على الشرعية". وأعقب ذلك الخلاف، تشكيل حكومتين فلسطينيتين، الأولى تشرف عليها حماس في غزة، والثانية في الضفة الغربية وتشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، رئيس حركة فتح. وفي سياق آخر، أكد أبو مرزوق أنه لا يمكن لأي فلسطيني الاستغناء عن مصر بغض النظر عن من يحكمها، وأنه لن يكون لأي سياسي دور في المنطقة دون أن تكون القضية الفلسطينية عنوانه الأساسي.