أعلن موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، إنّ "إسرائيل" تسعى لإفشال اتفاق "المصالحة الوطنية" الذي تم توقيعه بين حركتي "فتح" و"حماس" في نهاية إبريل/نيسان الماضي. وقال القيادي البارز في حركة "حماس"، في تصريحات نقلتها وكالة الرأي الحكومية بغزة: "إنّ إسرائيل لا تريد المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطيني". وأضاف: "هي تريد للانقسام أن يبقى، من أجل أن تنفرد في غزة والضفة، وتنال من عزيمة الفلسيطنيين". ووقع وفد فصائلي من منظمة التحرير الفلسطينية، اتفاقاً مع حركة "حماس" في غزة، في 23 أبريل/ نيسان الماضي، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافقية في غضون خمسة أسابيع، يتبعها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن. وردا على هذه الخطوة أعلنت إسرائيل تعليق المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، إذ تعتبر حركة "حماس"، "حركة إرهابية"، لأنها لا تعترف بوجودها. ولا تعترف حركة "حماس"، ذات الفكر الإسلامي والتي تدير الحكم في غزة منذ عام 2007 ، بوجود إسرائيل، وتطالب بإزالتها وإقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية. وشدد أبو مرزوق، على ضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاق المصالحة، وإنهاء الانقسام ، وإحياء المشروع الوطني من خلال إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ضمن منظومة وطنية موحّدة قادرة على حماية الحقوق والثوابت. وعقب فوز حركة "حماس" بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في يناير/كانون الثاني 2006، تفاقمت خلافاتها مع حركة "فتح"، وبلغت تلك الخلافات ذروتها بعد الاشتباكات المسلحة بين الحركتين في غزة منتصف يونيو/حزيران 2007، والتي انتهت بسيطرة "حماس" على غزة، وهو ما اعتبرته فتح "انقلاباً على الشرعية". وأعقب ذلك الخلاف، تشكيل حكومتين فلسطينيتين، الأولى تشرف عليها "حماس" في غزة، والثانية في الضفة الغربية وتشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، رئيس حركة "فتح". واعتبر أبو مرزوق أن إنجاز المصالحة الوطنية وتحقيق شراكة سياسية بين كافة الفصائل الفلسطينية "خيار استراتيجي" يجب العمل على إنجاحه واستمراره وحمايته من كافة التحدّيات. وتتشاور حركتا "حماس" و"فتح" هذه الأيام حول أسماء الوزراء المتوقع مشاركتهم في حكومة "التوافق الوطني" والتي من المقرر الإعلان عنها خلال أيام بحسب قادة الحركتين.