انتقدت صحيفة "هافينغتون بوست"، موافقة الإدارة الأمريكية على إمداد مصر بطائرات "الأباتشي" التي تأتي كجزء أساسي في المعونة العسكرية الأمريكية للقاهرة، حيث أكدت الصحيفة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية على موعد مع محاضرة جديدة تعطيها لها مصر. وأشارت الصحيفة الأمريكية، عبر موقعها الإلكتروني بعنوان "تسليح مصر لعب بالنار"، إلى أن واشنطن ما زالت في انتظار الرئيس القادم لمصر، الذي يستحق أن يقف خلف القضبان بالمحكمة الدولية بلاهاي، لممارسته نوع من القمع لما تشهده بلاده في تاريخها الحديث، في إشارة للمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية القادمة على حد وصفها. وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تقع تحت ضغط لعبة شد الحبل، ما بين قيمها خفيفة الوزن إذا ما تم مقارنتها بالمصالح الأمريكية ثقيلة الوزن، التي تتمثل في التزامها تجاه إسرائيل بمعاهدة السلام "كامب ديفيد" التي تنص على ضرورة تسليح مصر من خلال معونة عسكرية تصل سنويا ل1.3 مليار دولار، مشيرة إلى أن السيسي لا يكتف بطلب عودة المعونة العسكرية لبلاده، لاستكمال ما وصفته الصحيفة ب"الأرض المحروقة"، ولكنه يسعى لتدخل عسكري بدولة مجاورة مثل ليبيا. وذكرت الصحيفة الأمريكية بعض تصريحات السيسي لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية، التي أكد من خلالها أن واشنطن لا ترغب ي مساعدة مصر في التخلص من البؤر الإرهابية المتمركزة في سيناء، كما أنها لم تبد نوايا حقيقية حيال عودة الاستقرار في كل من العراق وسوريا وليبيا، وخاصة الأخيرة التي وصفها بأنها باتت تحتضن ما يعرف باسم الجيش المصري الحر بمدينة درنة الليبية، الأمر الذي نفاه نائب وزير الدفاع الليبي خالد الشريف، قائلا: "لم نجد دليل على ذلك، فالجيش يعني أعداد كبيرة، لا يمكن إخفائها بسهولة". ونوهت إلى أن كافة التقارير التي يؤكدها المسئولون بليبيا تشير إلى أن هناك مجموعات مسلحة ،إلا أن أعدادها قليلة ويمكن إحصائها على أصابع اليد الواحدة على حد ذكرها. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن دوافع الجيش المصري للتدخل بليبيا يجب ألا تؤخذ هباء، مطالبة تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكي بضرورة التفاعل مع تلك الدوافع، فعلى حد وصفها أن تلك الرغبة تدق ناقوس الخطر بالولاياتالمتحدة، فتهديد الأمن القومي الأمريكي كان دائما هو مبرر هيجل لمنح مصر الأباتشي، للمحافظة على حليف ودولة صديقة مهمة ومحورية كمصر بمنطقة الشرق الأوسط. وألمحت الصحيفة إلى أن السيسي لديه الرغبة للتدخل بليبيا منذ وقت طويل، الأمر الذي أكده خليفة هفتر قائد الانقلاب الفاشل، الذي أكد عرض السيسي للتدخل لإنجاح محاولته، وحماية حقول البترول بمنطقة الهلال، غير أن الحكومة المصرية نفت تماما رغبتها في التدخل بأي شكل من الأشكال بالشأن الليبي، مضيفة أن السيسي يقود مصر للهلاك، كما أنه بات مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة، في إشارة إلى رغبته في التدخل بليبيا، على حد قولها.