أكد حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن ألازمة الحالية بين المؤيدين والمعارضين للنظام والحكومة الحالية لم تولد اليوم, و لكنها تعود للحظة قيام ثورة يناير لإسقاط مبارك. وأضاف في تصريحات لموقع "المونيتور" الأمريكي أن الخيار الصحيح الذي كان من المفترض أن يؤخذ بعد إسقاط مبارك هو تشكيل مجلس من الشباب يعكس مطالب الثورة و يسعى لتحقيق أهدافها, ولكن مبارك اسند السلطة السياسية للمجلس العسكري الذي بدوره أقام نظام لا يختلف كثيرا عن نظام مبارك, بمساعدة جماعة الإخوان وأطراف أخرى. وتابع نافعة، المجلس العسكري فشل في قيادة الفترة الانتقالية بعد ثورة يناير، وذلك أعطى الفرصة للإخوان المسلمين لقيادة مصر, ولكن طمعهم في السيطرة و السلطة هو الذي أدى إلى غضب الشعب، وبالتالي سقوطهم ودخول مصر في فتره انتقاليه ثالثة تعيشها مصر ألان, وتتسم بعدم الاستقرار وعلى شفى حفرة, قد تنجح وقد تفشل, خصوصا في وسط حالة الاستقطاب التي تعيشها مصر. ولفت نافعة، إلى أن الأقلية المعارضة تقوم بمحاوله الإطاحة بخارطة الطريق, في حين لم تنجح السلطة الانتقالية في إدارة الأزمة مع هذه الأقلية, حيث أدت سياساتها إلى توسيع المعارضة, فبعض الشباب الذين كانوا ضد الإخوان هم الآن في السجن بسبب معارضتهم للدستور الجديد, وقانون التظاهر, والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ونوه نافعة، أن حقيقة وجود مرشحين فقط في الانتخابات الرئاسية لا يبدو أمرا مقنعا, ولا يعكس الطيف السياسي و الشعبي على ارض الواقع، والعديد من المرشحين ترددوا في خوض الانتخابات الرئاسية, التي يخوضها رجل متهم بأنه العقل المدبر وراء ما يوصف ب "الانقلاب". وأشار إلى أن ثورة 30 يونيو إذا كانت ثورة شعبية حقا, كانت ستقدم مرشحيها للانتخابات الرئاسية, ولكن هذا لم يحدث والصوت الأعلى الآن لشبكة المصالح المرتبطة بنظام مبارك, والخوف أن تنجح هذه الشبكة في خطف ثوره 30 يونيو تماما مثل جماعة الإخوان المسلمين عندما "خطفت" ثوره 25 يناير. وتابع نافعة، أن موقف المشير عبد الفتاح السيسي الغامض, يزيد المخاوف, فكيف سيحكم, وهل سيتعاون مع المتمردين أم النظام القديم؟. وتساءل هل ستكون المرحلة القادمة مرحلة إرساء القانون أو مرحلة الكراهية و الانتقام؟, وللأسف القوة الأعلى الآن هي القوى الراغبة في الانتقام, و ليست تلك الراغبة في جلب الجميع معا في دولة ديمقراطية, و ذلك يبشر بمرحله انتقالية رابعة. وشبه نافعة منطق الإخوان المسلمين بمنطق إسرائيل فهم يريدون التفاوض مع الفلسطينيين أثناء انتهاكهم وذبحهم ثم يتهموهم برفض التفاوض. وأكد نافعة انه انقد الإخوان المسلمين أكثر من مرة و أنهم في رأيه المسئول الأول عن ما يحدث في مصر, و انه لا يعتقد أن هذه الجماعة ظلمت أو اضطهدت, حيث كان لديهم فرصة حقيقية لبناء نظام ديمقراطي يشارك فيه الجميع. كما أضاف أن الأخوان المسلمين و الإسلام السياسي يجب أن يكونا جزء من المشهد السياسي, ولا ينبغي أن يهيمنا على النظام. وبسؤاله عن الاقتراح الذي يتبناه للخروج من هذه ألازمة, قال نافعة أن المسار الذي اقترحه ليس حلا, و لكنه مجرد آلية للوصول إلى حل, وهو تشكيل لجنة من الحكماء برئاسة محمد حسنين هيكل, وطارق بشرى, ومحمد سليم العوا, و شخصيات أخرى مقربة من دوائر صنع القرار, بالإضافة إلى المثقفين و المجتمع المدني مثل جلال أمين, وزياد بهاء الدين ومصطفى حجازي. ويرى نافعة أن هذه المجموعة يمكنها مناقشة القواعد التي يمكن مناقشتها في المرحلة التالية, فعندما توجد أرضية مشتركة من الممكن بدء المفاوضات مع الإخوان المسلمين و حلفائهم, في حضور ممثلي الحكومة و الشخصيات العامة, ومن الضروري تقديم تنازلات متبادلة للخروج من هذه الأزمة.