كشف المهندس عصام جودة المنسق العام للجمعية المصرية لعلوم الفلك، عن بعض الأخطاء الشائعة التي يتداولها العديد من الناس عن الفلك، وعدم صحتها من الناحية العلمية. الأرض والشمس أوضح جودة في حديث خاص ل"محيط" أن أول خطأ "الأرض في مكان ما حول الشمس فإذا ابتعدت عنها ميل تتجمد، وإذا اقتربت ميل منها تحترق"، ولكنها عبارة خالية تماماً من الصحة، مشيراً إلى أن الأرض كوكب يدور حول الشمس متأثراً بجاذبيتها له، والقمر تابعاً له. وأشار جودة إلى أن مدار الأرض حول الشمس ليس مداراً دائرياً بمعنى أنه لا توجد مسافة ثابتة بين الأرض والشمس، بل تدور الأرض حول الشمس في مدار "اهليلجي" على شكل بيضاوى يسمى مدار "قطع ناقص"، وهذا يعني أن هذا المدار له مركزين تقع الشمس في إحداهما، وبالتالي فعلياً الأرض لا تقف على مسافة واحدة من الشمس، على الرغم من أن المسافة تصل إلى 5 مليون كيلو متر. الفصول الأربعة أفاد جودة بأن الشائعة الثانية تتمثل في "دوران الأرض حول الشمس" وعلاقتها بالظروف الجوية المختلفة للفصول الأربعة، مشيراً إلى أن هناك دول بها شتاء وأخرى بها صيف في نفس الوقت، فالمسافة بين الأرض والشمس حوالي 150 مليون كيلومتر، وأقصى تغير في هذه المسافة حوالي 6 مليون كيلو متر، لذا فإن تغير درجات الحرارة بين الصيف والشتاء هو 3%، وها ما يؤكد عدم منطقية هذه الشائعة. وأرجع جودة السبب إلى معادلة بسيطة وهى "ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى دورانها حول الشمس"، فأثناء دوران الكرة الأرضية حول الشمس، يكون محور الأرض دائماُ موازياً لنفسه، وبالتالي يصبح ميل نصف الكرة الشمالي أقرب إلى الشمس عن نصف الكرة الجنوبي، والعكس في الوقت التالي، أما في الربيع والخريف يكون ميل الأرض موازياً للشمس، فيصبح نصفا الكرة الشمالي والجنوبي متماثلان من حيث المناخ. وفي نفس السياق، ذكر أن أشعة الشمس تتعامد على مدار الجدي في نصف الكرة الجنوبي، مما يجعل الأشعة تمد الأرض بكمية كبيرة من الطاقة، وبالتالي إذا وقفنا وقت الشمس أثناء الضوء نشعر بطاقة أكبر، لأن الشمس تتدفق إلى الغلاف الجوي، مضيفاً أن الليل في الشتاء يقل عدد ساعاته عن النهار، على الرغم من ثبات عدد ساعات اليوم 24 ساعة، لأنه عندما يميل محور دوران الأرض حول نفسها مبتعداً عن الشمس، تتعامد الشمس على نصف الكرة الجنوبي، فيصبح النهار أطول والليل أقصر والعكس. شروق وغروب الشمس يشاع أيضاً أن مكان شروق وغروب الشمس لا يتغير، ولكن عند مقارنة مكانها بشئ ثابت مثل المنزل، وبعد الملاحظة مرة في الاسبوع، نجد بالفعل أن الشمس لا تشرق ولا تغرب من مكان واحد يومياً، والسبب في ذلك هو ميل محور دوران الشمس حول نفسها، والذي يحدث بشكل تدريجي. وواصل جودة أنه أثناء الدوران على مدى 90 يوماً، يتغير مكان الشروق والغروب كل يوم بنسبة 1/3 درجة، والتي لا ترصد بالعين ويحتاج رصدها إلى فترة زمنية طويلة، حيث نجد أن الشمس مثلما تكون متعامدة على مدار السرطان وتبدأ الأرض في الدوران، فإن التعامد يقل 1/3 درجة كل يوم إلى أن نصل للتعامد على خط الاستواء بعد 90 يوماً، ثم تستمر في النزول على مدى ال 90 يوماً، وتتعامد على مدار الجدي ثم تصعد مرة أخرى إلى أن تصل إلى مدار السرطان، وبهذا تشرق الشمس كل يوم بزاوية مختلفة على مختلف الأماكن في الأرض، فكل مكان له زاويته الخاصة به. شمس منتصف الليل ويقول جودة إن وجود الشمس بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل سبب الشائعة الأخيرة هى أن "القطب الجنوبي يعيش 6 أشهر في الظلام، و6 أشهر في نهار"، مشيراً إلى أن ميل دوران الأرض حول نفسها، يجعل النصف الذي به اتجاه الشمس يكون مضيئاً، بينما النصف الأخر منه يكون مظلماً، مما يجعل هذا القطب في أوقات كثيرة من العام في الجزء المظلم والعكس. وعلل جودة سبب هذا الخطأ، بأن الشمس تنزل تحت الأفق القطبي، ولكن بزاوية بسيطة تسمح بوجود ضوء خفيف، ثم تنزل عن الأفق يومياً درجة بدرجة، فيظل الضوء يخف على مدى شهر ونصف، إلى أن تظلم وتظل لحوالي 3 شهور ليلاً ، ثم تنير بالتدريج، فما نراه من الغسق والشفق في ساعة ونصف تقريباً، يراه سكان القطب الجنوبي في شهر ونصف تقريباً. وأضاف أنه فى حالة وجودنا عند القطب الشمالي بالظبط أو الجنوبي على مدى شهر ونصف نرى الشمس موجودة، وتكون لمدة 6 شهور عالية وموجودة بالسماء، إلى أن تصل للاعتدالين ثم الأفق، ونظل نرى الشفق حوالي شهر ونصف، حتى نصبح في مرحلة "الإغلاق التام" الذي لا نرى فيه الشمس تماماً لمدة 3 شهور ثم نعود مرة خرى إلى نفس النقطة.