حسدوه على فقره المحدود، ورغم وقوفه في "كشك" صغير وسنه الذي عانق الشيخوخة، إلا أن الزوج وزوجته ترصدا له ليقتلوه تمهيدا لسرقة ما ادخره من مال، تلك الثروة الهائلة التي لم تتعدى ال"400 جنيه"!. تنفيذ الجريمة اتفق وجيه محمد كمال السيد صالح 46 سنة عامل وزوجته عبير محسن السيد محمود 36سنة ربة منزل، بافتعال وجود خلافات زوجية بينهما، واستدراج المجني عليه حلمي الغريب الذكي 85 سنة صاحب كشك بقاله ببندر دكرنسبالدقهلية، إلى مسكنهما المجاور للكشك الخاص به بقصد التدخل للصلح فيما بينهما مع طغيان أجنحة الظلام على المنطقة، وما لبث أن بدأ العجوز في ترديد كلمات للصلح بينهما، إلا وطعنات متتالية تخترق جنبات جسده بسكاكين المطبخ، فلقي ربه على الفور تاركا ورائه مصدر رزق أهله. بمجرد لفظه أنفاسه الأخيرة، نقله الزوجين فاقدي الإنسانية إلى الكشك الخاص به وسرقوا المبلغ المالي الموجود بداخله، وتخلصا من السلاح المستخدم بإلقائه بأحد المصارف على مقربة من محل إقامتهما. ومع شروق الشمس رأى الأهالي جثة العجوز ملقاة على أرض الكشك، فأبلغوا هناء حلمي الغريب ابنة العجوز، المقيمة بذات العنوان، والتي بدورها حررت محضرا بالواقعة ولم تتهم أحدا. البحث عن القاتل تلقى اللواء حسن عبد الحي مدير أمن الدقهلية، إخطاراً من العميد السعيد عمارة ، مدير المباحث الجنائية من مركز شرطة دكرنس بالعثور على جثة ملقاة على الأرض داخل الكشك خاصته وبها جرح طعني وآخر قطعي بالبطن وجروح قطعية بفروة الرأس ونقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى دكرنس العام، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 43 أحوال مركز شرطة دكرنس . وخلال التحقيق لكشف ملابسات الواقعة، أقرت نجلة المجني عليه أنها علمت بالواقعة من الأهالي ولا تتهم أحدا في مقتل والدها، فقررت النيابة العامة انتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثة المتوفى لبيان ما بها من إصابات وكيفية حدوثها وتاريخ حدوثها والأداة المستخدمة وبيان سبب الوفاة. عقب انتهاء التشريح وإصدار التصريح بالدفن، طلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وأسفرت جهود البحث على تحديد مرتكبي الواقعة. وبتقنين الإجراءات، تمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهمان في أقل من 48 ساعة عن حدوث الجريمة، وبحوزتهما مبلغ مالي قدره 365 جنيه، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة بقصد السرقة.