حذرت جامعة الدول العربية من خطورة استمرار الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك، والإصرار على منع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد والسماح للمستوطنين بدخوله. وحمل الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، حكومة إسرائيل الحالية المسئولية عن التدهور الذي ستصل إليه الأمور جراء هذه الإجراءات والممارسات التي يقوم بها المتطرفون الإسرائيليون. وقال في تصريحات للصحفيين اليوم إن مثل هذه الممارسات تدفع في القدس وخاصة المسجد الأقصى نحو الخطر الشديد ، متهما القيادة الإسرائيلية بعدم قراءة مثل هذه الرسائل وماذا يعني المسجد الأقصى لمليار ونصف المليار مسلم حول العالم وكذلك لمسيحيي العالم. وأكد أن مثل هذه الأفعال العنصرية والتعصبية من قبل المتطرفين الإسرائيليين تريد استئصال كل الديانات الأخرى بالقدس ، مشيرا إلى ما تتعرض له الكنائس من انتهاكات وحرق الإنجيل أمام شاشات التليفزيون. ووصف صبيح هذه المجموعات اليهودية المتطرفة بأنها غير مسئولة وتتمتع بدعم كامل وحماية من قبل القيادة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي يشجعها على الاستمرار في غيها ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية. وأكد أن مثل هذه المقدسات "خط أحمر" ولا يجب المساس بها، وقال إن المسجد الأقصى لن يغلق .. ولن يقسم .. ولن يهدم، تحت وهم أنهم يبحثون منذ أكثر من 150 عاما عن آثار أو هيكل مزعوم تحت المسجد الأقصى، مؤكدا أن علماء الآثار في إسرائيل وفي جامعات بن جوريون وتل أبيب يعرفون الحقيقة ويذكرون أنه لم يكن هنا أي آثار يهودية أو ما يسمى بالهيكل. وأشار السفير صبيح إلى قيام سلطات الاحتلال كذلك بمنع المسيحيين وممثلي الدول والأممالمتحدة من الوصول إلى كنيسة القيامة ومنع ممثلي الاتحاد الأوروبي من زيارة السجون الإسرائيلية وكذلك منع لجان الأممالمتحدة المعنية بالأوضاع في الأراضي المحتلة، ولهذا فان الجامعة العربية لا تستغرب قيام إسرائيل بمنع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى وخاصة من هم تحت سن الخمسين، ومحاولة إغلاقه، معتبرا أن هناك مسؤولية على كل مسلم بالعالم لمواجهة مثل هذا الشر المستطير جراء السياسات العنصرية في المسجد الأقصى، مؤكدا أن الجامعة العربية على اتصال دائم مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للتحذير من خطورة الممارسات الإسرائيلية باعتبار أن القضية الفلسطينية هي البند الأول على أجندة القادة العرب ، كما أنها على الأجندة اليومية للجامعة العربية. وردا على سؤال بشأن هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس محمود عباس، قال السفير محمد صبيح إن ما قاله نتنياهو يندرج في إطار السياسة الإسرائيلية الديماجوجية، مؤكدا أن الرئيس محمود عباس يتمتع بثقة كاملة من القمة العربية والدول الأعضاء وعدد هائل من دول العالم ومن شعبه، وهو مسئول أمام شعبه عن تحقيق وحدة وطنية ولا دخل لنتنياهو في ذلك وهو الذي يريد تمزيق الشعب والأرض الفلسطينية. وردا على سؤال حول رؤية المصالحة الجارية الآن في اللقاءات بين حركة فتح وحركة حماس في غزة، قال صبيح إن الجامعة العربية تطالب بضرورة التحقيق الفوري للمصالحة وبأسرع وقت لانجاز الوحدة الوطنية لأن القضية الفلسطينية في خطر من قبل مجموعة من العنصريين في إسرائيل ودائما ما تدق طبول الحرب وهو ما يتطلب تحقيق الوحدة الوطنية. وأوضح أن الأمين العام للجامعة العربية على اتصال دائم مع كافة الفصائل الفلسطينية لدفع جهود المصالحة، مؤكدا أن الحاكم في تحركات الجامعة هي قرارات القمة العربية بشأن المصالحة، معربا عن أمله أن يتحلى الجميع في هذه اللحظات بالحكمة والمسؤولية العليا ويكفي في ذلك من تهديد نتنياهو المتواصل ضد الشعب الفلسطيني وقيادته التي يريد اختفاءها من الوجود.