يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا غدا الأربعاء على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا "الرئيس الحالي لمجلس الجامعة " وحضور نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي وذلك لبحث التحرك العربي المطلوب في مواجهة الهجمة الاسرائيلية الشرسة على المسجد الاقصى والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني . ويبحث الاجتماع في خطورة استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك وماتقوم به شخصيات إسرائيلية رسمية في باحات المسجد بمشاركة غلات المستوطنين والمتطرفين الأمر الذي يشكل يشكل خطرا حقيقيا على المقدسات ويؤدي إلى تزايد العنف والكراهية وينذر إلى صراع ديني خطير. وقال الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشئون فلسطين والاراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح في تصريح للصحفيين اليوم الثلاثاء إن هذا الاجتماع يعقد بناء على طلب فلسطين وبدعم مصر، نظرا للوضع الخطير في مدينة القدس والمخاطر الشديدة التي يواجهها المسجد الأقصى حيث قام عدد من رجال الأمن والسياسة ورجال الدين اليهودي المتعصبين للغاية اليوم باقتحامات للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمرابطين والمتواجدين في داخل المسجد وساحاته ، الأمر الذي أدى الى اصابة العديد منهم واعتقال عدد آخر . ونبه السفير صبيح إلى أن خطورة هذا الأمر أنه يأتي بعد أن وضع بعض أعضاء الكنيسيت السيطرة والسيادة على المسجد الأقصى لاسرائيل ، بالاضافة الى محاولات سحب الولاية على المسجد الاقصى والمقدسات من وزارة الاوقاف الاردنية الى اسرائيل ، منوها في هذا الصدد بالموقف القوى للأردن ملكا وحكومة ،كما وقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبومازن" موقفا شجاعا لمساندة ابناء بيت المقدس في عدم تمكين هؤلاء من تنفيذ تلك السياسة الخطيرة على المسجد الاقصى . وقال السفير صبيح أن هذا العدوان يأتي ضمن سلسلة اعتداءات متكررة نرصدها يوميا على المسجد الاقصى والمقدسات ، بالاضافة الى الحديث عن التقسيم والانفاق تحت المسجد الاقصى ووضع الكاميرات والات التجسس واعتقال المصلين ، وكل ذلك ضمن سياسة واسعة للنيل من المسجد الاقصى. ولفت السفير صبيح الى أن هذا العدوان الحالي على المسجد الاقصى يأتي في ذكرى المذبحة التي ارتكبها ضابط الجيش الاسرائيلي باروخ جولدشتاين في عام 1994في الحرم الابراهيمي وقتل المصلين وهم ركع في صلاة الفجر ، معتبرا أن كل ذلك يأتي من خلال التعبئة والحشد العنصري الذي تقوم به دوائر في اسرائيل وتتبناه الوزارة اليمينية ، كما يأتي هذا العدوان المبيت على المسجد الاقصى يأتي بينما الحديث يدور عن عملية سلام . وقال صبيح"إذا كان هؤلاء يحاولون اشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة فهم يسيرون في طريق خطير حيث أن المسجد الاقصى والمقدسات والقدس هي محل اهتمام المسلمين والمسيحيين في العالم ، وعليهم أن ينتبهوا تماما بأن المسجد الاقصى يقرر مستقبله المسلمون والمسيحيون في العالم ولن يسمحوا بهذا التطرف والعنصرية أن تنال منه . وحمل السفير صبيح الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي المسئولية لردع اسرائيل ، وقال : اننا أمام قضية تمس سلم وأمن واستقرار المنطقة وبالتالي اذا حاول البعض اشعال المنطقة فان المسؤولية تقع على مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ". ونبه السفير صبيح الى اهمية اجتماع مجلس الجامعة غدا الأربعاء لدراسة العدوان الاسرائيلي من كافة جوانبه وتدارس التحرك اللازم والمناسب مشددا في هذا الصدد على أمرين مهمين أولهما ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطيية – الفلسطينية باعتبار انها باتت فرض عين على جميع الاطراف للعودة الى الوحدة الوطنية ، أما الأمر الآخر فهو ضرورة تفعيل قرارات القمم العربية لدعم المقدسيين ونناشد بتنفيذ هذه القرارات لمواجهة هذا العدوان الخطير والمستمر والذي حشدت له الاموال والامكانيات الطائلة . واوضح السفير صبيح ان قضية القدس تعد احد البنود الدائمة على جدول اعمال القمم العربية واجتماعات وزراء الخارجية العرب وهناك مذكرات شارحة حول كل ما يخص القدس سيتم بحثها ايضا بحثها أمام الاجتماعات الوزارية التمهيدية للاعداد للقمة العربية المرتقبة في الكويت في مارس المقبل ، مؤكدا أهمية تلك القمة وثقته في أنها ستعطي دعما عمليا قويا للقدس والمقدسات واهل المدينة المقدسة الصامدين والمرابطين أمام هذا الطغيان وهذه الفئات التي تريد اشعال التوتر في المنطقة .