تعد أسماك"الفسيخ والرنجة" من الأكلات المحببة عند المصريين رغم التحذيرات الطبية المتكررة كل عام من تناولها، ويقبل عليها المصريون طوال العام خاصة في فصل الشتاء، وفي الصيف يقل بيعها قليلا نظراً لحرارة الجو وطبيعته المالحة، وينعدم تماماً طوال شهر رمضان وف عيد الأضحى. وخلال أعياد شم النسيم، الفسيخ والرنجة لهما وضع أخر، ويعتبر "شم النسيم" أهم المواسم لبيع الأسماك "المملحة" خلال العام كله، ويتضاعف البيع لأكثر من أربعة أضعاف الأيام العادية. وفي حي السيدة زينب توجد أشهر محلات الفسيخ في مصر كلها، وتجد العشرات يتجمعون أمام محل "شاهين" أشهر محلات الفسيخ الذي تأسس عام 1910. ويعتبر الحاج "شاهين" أول من أتقن وأبدع في تصنيع الأسماك المملحة والبطارخ البلدية، وحافظ على أصالة المهنة مع إتباع أحدث الأساليب في إنتاج وتصنيع وحفظ جميع المنتجات من أية أضرار، وتقدمها إلى المستهلك طبقاً لمعاير الجودة وتقارير وزارة الصحة. توارث المهنة يقول "عمرو محمد شاهين" إن محل "شاهين" بباب اللوق، هو أول محل في مصر لبيع الفسيخ والفرع الوحيد التابع له في مصر بحي"السيدة زينب". ويضيف "توارثت المهنة عن جدي الحاج "شاهين" الذي كان يملك محلا كبيرا في باب الخلق، كما أن أغلب العائلة تعمل في هذا المجال، فصناعة الفسيخ وبيعه من المهن التي تتوارثها الأجيال فنادراً ما تجد تاجراً جديدا في هذه المهنة". شهادة الجودة عن جودة منتجات المحل يقول "شاهين": "يمكن معرفة مدي جودة ونظافة منتجاتنا من خلال تقارير وزارة الصحة بالإضافة إلى حصولنا على شهادة الجودة كل عام". ويستطيع المواطن البسيط أن يفرق بين البضائع الجيدة، والفاسدة أثناء شرائه للأسماك "الممحلة" من أي تاجر من خلال شكل السمكة، ولونها وحتى رائحتها، كما أن دخول الباعة الجائلون في هذه المهنة أفسدها وتسبب في زيادة حالات التسمم. أسعار الموسم الحالي ومدى الإقبال يقول الحاج "شاهين" أن أسعار الموسم الحالي مطابقة لأسعار العام الماضي لم تتغير. وبلغت الأسعار بالنسبة للفسيخ ما بين 85 و90، والرنجة ما بين30 و35، والملوحة ما بين 75 و80، والسردين ما بين 35 و40. يؤكد أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية لم تؤثر على رواج الأسماك "الممحلة"، وأن هناك زيادة في الإقبال هذا العام على شراء هذه الأسماك وهو ما يصفه بالأمر الجيد والمطلوب دائماً.