رغم انتخابه لولاية رابعة بالأغلبية الساحقة حسب الأرقام التي أعلنها وزير داخليتة الطيب بلعيز أمس الجمعة، لا زال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يواجه انتقادات عاصفة من قبل المعارضة التي تطعن في شرعية انتخابه ومدى قدرته على تسيير شؤون البلاد لخمس سنوات أخرى. وطالب محسن بلعباس رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية العلماني الذي قاطع انتخابات الرئاسة -حسب الوكالة الألمانية (د ب أ)- بتفعيل المادة 88 من الدستور وإعلان شغور منصب رئيس الجمهورية. وأوضح بلعباس أن طريقة تصويته في انتخابات الرئاسة بحسب المادة 45 من القانون العضوي للانتخابات تؤكد أن بوتفليقة معاق وبالتالي فهو مريض وعاجز عن أداء مهامه. وصوت بوتفليقة لإعادة انتخابه أمس الخميس على كرسي متحرك ودخل عازل الانتخاب رفقة شخص لمساعدته، وهو ما يجعله تحت طائلة المادة 45 من قانون الانتخابات برأي محسن بلعباس. وتساءلت صحيفة "الوطن" عن صحة تصويت الرئيس بوتفليقة وكيف قبل المجلس الدستوري ملف ترشحه. ورجح محسن بلعباس الذي كان يتحدث في برنامج لتلفزيون "كا بي سي" الخاص، عجز بوتفليقة عن قراءة اليمين الدستورية وانه سيكتفي بالموافقة على نص القسم بعد أن يقراه احد الأشخاص. وأشار بلعباس إلى أن بوتفليقة والنظام الذي رشحه خسرا انتخابات الرئاسة بالنظر للنسبة الكبيرة للمقاطعين للانتخابات، غير أنه نوه أن حاشية بوتفليقة هي من ربحت الانتخابات لأنها هي من ستحكم البلد. ودعا بلعباس إلى ندوة وطنية تهدف إلى إقرار مرحلة انتقالية توافقية من شانها أن تضع الجزائر على المسار الديمقراطي الصحيح. وهاجمت الأحزاب الإسلامية وهي حركتا مجتمع السلم والنهضة وجبهة العدالة والتنمية، انتخابات الرئاسة واعتبرتها لا حدث. كما باركت مقاطعة الشعب الجزائري لها معلنة عزمها مواصلة النضال السياسي الديمقراطي. وجدد المرشح الخاسر علي بن فليس، اليوم السبت، عزمه تشكيل حزب سياسي يستهدف الإطاحة بالنظام من خلال الوسائل السلمية والشرعية. وأعلنت عدة شخصيات على غرار الحقوقيين مقران ايت العربي وعلي براهيمي عن مبادرات للتغيير السلمي في الجزائر، في الوقت الذي أكد فيه مدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال، أن الرئيس يتواجد في صحة وقادر على السير بالبلاد إلى بر الأمان.