التقى فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، ومحافظ أسوان اللواء مصطفي يسري اليوم، مع أهالي عائلات الدابودية وبني هلال، في إطار جهود المصالحة التي تقوم بها اللجنة المشكلة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وأكد كبار العائلات خلال اللقاء، ثقتهم الكاملة في اللجنة التى شكلها شيخ الأزهر وأنهم ملتزمون بما يتم اتخاذه. كما أكد علماء الأزهر الشريف والأوقاف ضرورة التسامح والالتزام بمنهج القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام انطلاقا من مبادئ الشريعة الإسلامية التى لا تعرف العنف ولا تعرف سفك دماء الأبرياء ولا تعرف إلا التسامح. جاء ذلك تنفيذا لتكليف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وفدا من علماء الأزهر بأداء خطبة الجمعة في عدد من المساجد في منطقة الخلاف في أسوان والمساجد الكبرى بالمدينة في إطار جهود المصالحة بين عائلتي الدابودية وبني هلال بأسوان. ففي خطبة الجمعة من مسجد دار الضيافة بالسيل الشعبية "منطقة تجمع الدابودية وبعض بنى هلال"، أكد فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أنه لا يخفى على أحد أن حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية ، ومن هنا كانت المحافظة على حياة الإنسان وصحته وعدم الإضرار بها جزئيا أو كليا، وجعل ذلك من المقاصد الكلية العليا التي جاءت الشرائع لتحقيقها، ولم تكتف بجعلها حقا للإنسان، بل أوجبت عليه اتخاذ الوسائل التي تحافظ على حياته وصحته وتمنع عنه الأذى والضرر. وشدد على أن السبب الرئيسي فيما حدث بأسوان، هو انتشار بعض الأفكار البعيدة عن تعاليم الإسلام ما أوجب على الأزهر وعلمائه أن يتحملوا المسئولية لتوضيح الحقائق للجميع والتأكيد على أن حفظ النفس الإنسانية هو من مقاصد الشريعة الإسلامية. وقال الشيخ محمد زكي رزق، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في خطبة الجمعة من المسجد الجامع بأسوان، إن للإسلام مجال واسع في وأد الفتنة ونشر التسامح وتقديم التصالح في كل الأمور، وإلزام للمؤمنين أن يكون حال رد الفعل من وقعت بينهما فتنة أو نزاعات قبلية، "سمعا وطاعة" لمن يصلح بينهما كي لا يكون هناك خلاف منتشر بين المسلمين، لأن عاقبة هذا الاختلاف وخيمة على المجتمع، كما حذر منها القرآن الكريم. وأكد الدكتور حسين عبد المطلب، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بقنا وأسوان السابق من مسجد خالد بن الوليد بخور عواضة منطقة تجمع بني هلال وبعض الدابودية، أن الدين الإسلامي دعا إلى التسامح والتصالح ووحدة الصف ونبذ الخلاف فقد ضرب لنا المثل فى التسامح والتصالح بين البشر وجمع الأمة على كلمة سواء ولا يحل لامرئ مسلم أن يسفك دم أخيه وقد أرسل القرآن رسائل واضحة تحض على التسامح والتصالح كما فى قول الله تعالى "فاصفح". وأوضح عبد المطلب أن من الدعائم التي أرساها الإسلام مبدأ الصفح والتسامح والإسراع في إزالة ما يعكر صفو المجتمع حتى ولو بين اثنين، وفى الوقت نفسه نهى عن الجفاء والخصام، حيث قال صلى الله عليه وسلم "كل المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه"، "ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث"، وأيضا "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".