التقى وكيل الأزهر الشريف فضيلة د.عباس شومان، ومحافظ أسوان اللواء مصطفي يسري، مع أهالي عائلات الدابودية وبني هلال، في إطار جهود المصالحة. وأكد كبار العائلات - خلال لقاء الجمعة 18 إبريل - ثقتهم الكاملة في اللجنة التي شكلها شيخ الأزهر وأنهم ملتزمون بما يتم اتخاذه . وشدد علماء الأزهر الشريف والأوقاف على ضرورة التسامح والالتزام بمنهج القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، انطلاقا من مبادئ الشريعة الإسلامية التي لا تعرف العنف ولا تعرف سفك دماء الأبرياء ولا تعرف إلا التسامح. وقال شومان في خطبة الجمعة من مسجد دار الضيافة بالسيل الشعبية "منطقة تجمع الدابودية وبعض بنى هلال"، إنه لا يخفى على أحد أن حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ومن هنا كانت المحافظة على حياة الإنسان وصحته وعدم الإضرار بها جزئيا أو كليا، وجعل ذلك من المقاصد الكلية العليا التي جاءت الشرائع لتحقيقها، ولم تكتف بجعلها حقا للإنسان، بل أوجبت عليه اتخاذ الوسائل التي تحافظ على حياته وصحته وتمنع عنه الأذى والضرر. وأوضح أن السبب الرئيسي فيما حدث بأسوان هو انتشار بعض الأفكار البعيدة عن تعاليم الإسلام، ما أوجب على الأزهر وعلمائه أن يتحملوا المسئولية لتوضيح الحقائق للجميع والتأكيد على أن حفظ النفس الإنسانية هو من مقاصد الشريعة الإسلامية . وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الشيخ محمد زكي رزق - في خطبة الجمعة من المسجد الجامع بأسوان- إن للإسلام مجال واسع في وأد الفتنة ونشر التسامح وتقديم التصالح في كل الأمور، وإلزام للمؤمنين أن يكون حال رد الفعل من وقعت بينهما فتنة أو نزاعات قبلية، "سمعا وطاعة" لمن يصلح بينهما كي لا يكون هناك خلاف منتشر بين المسلمين، لأن عاقبة هذا الاختلاف وخيمة على المجتمع، كما حذر منها القرآن الكريم. وأكد عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بقنا وأسوان السابق د.حسين عبدالمطلب، من مسجد خالد بن الوليد بخور عواضة، أن الدين الإسلامي دعا إلى التسامح والتصالح ووحدة الصف ونبذ الخلاف، فقد ضرب لنا المثل في التسامح والتصالح بين البشر وجمع الأمة على كلمة سواء ولا يحل لامرئ مسلم أن يسفك دم أخيه وقد أرسل القرآن رسائل واضحة تحض على التسامح والتصالح، كما في قول الله تعالى "فاصفح" . وأوضح عبد المطلب، أن من الدعائم التي أرساها الإسلام مبدأ الصفح والتسامح والإسراع في إزالة ما يعكر صفو المجتمع حتى ولو بين اثنين، وفي الوقت نفسه نهى عن الجفاء والخصام، حيث قال صلى الله عليه وسلم "كل المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه"، "ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث"، وأيضا "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". جاء هذا في إطار جهود المصالحة التي تقوم بها اللجنة المشكلة من شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب .