باريس: تشن الشرطة الفرنسية حملة لا هوادة فيها ضد تجار المخدرات لتنظيف باريس من صغار المتداولين، الذين يبيعون بضاعتهم بالمفرق. وجاء في تقرير سري تسربت معلومات منه إلى وسائل الإعلام، أن العاصمة الفرنسية تحولت إلى مركز لكل أشكال المتاجرة بالممنوعات، يقصدها التجار من مختلف مدن البلاد للتزود بما يحتاجونه من مواد مخدرة تباع في قرابة 30 موقعاً من الأحياء الساخنة في المدينة . وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" تخصص كل واحد من تلك الأحياء بالمتاجرة بنوع أو أكثر من المواد الممنوعة، فالحشيش والحبوب المخدرة، مثلا، يباعان في المناطق الشعبية والمزدحمة، مثل باربيس ولا جوت دور وشاتو روج وستالينجراد. بينما يتحرك تجار الهيروين في مناطق أكثر رقياً. وتمكنت أجهزة شرطة مكافحة المواد المشبوهة من إلقاء القبض على أكثر من 250 تاجراً خلال الأشهر القلائل الماضية في باريس. كما جرى ضبط 480 كيلوغراماً من الحشيش و120 كيلوغراماً من الكوكايين و14 كيلوغراماً من الهيروين. ووقع رجال المكافحة، في الرابع من هذا الشهر، على صيد ثمين عندما ضبطوا ما يزن أكثر من طن من حشيشة الكيف في مرآب معزول يقع في الدائرة الثامنة عشرة من العاصمة، قبل ساعات من إغراق السوق بها. وحسب إحصائية للجهات المختصة فإن شاباً باريسياً من كل ستة أقر بأنه يدخن أكثر من عشر سجائر من الحشيش في الشهر، أي ما يحتاج إلى ميزانية تصل إلى 80 يورو. ولا يشكل هذا المبلغ عبئاً كبيراً على المتعاطين. وهناك زبائن من الشبان الذين يقصدون العاصمة من المدن الأُخرى، في رحلة لا تدوم سوى نهار واحد، لشراء حاجتهم الشهرية من المخدرات. أما الكوكايين فقد تعددت مصادره وتراجعت أسعاره خلال السنوات الأخيرة، بحيث صار في متناول طائفة أوسع من صغار المتعاطين. وتشعر السلطات بالقلق من أساليب استقدام المخدرات إلى العاصمة. وهناك شبان يقعون في فخ كبار التجار الذين يرسلونهم في رحلات مدفوعة بالكامل إلى جزر الأنتيل الفرنسية لكي يعودوا مع شحنات مخبأة جيداً في أمتعتهم. ويمكن الحصول على الكيلوجرام الواحد من الكوكايين هناك مقابل 5 آلاف يورو، أما ثمنه في باريس فيصل إلى 60 ألف يورو.