في اليوم الأول لتطبيق منظومة الخبز الجديدة في محافظة بورسعيد – و التي تعتبرها وزارة التموين بمثابة بثا تجريبيا استعدادا لتعميمها علي باقي محافظات الجمهورية - حاولت شبكة الإعلام العربية "محيط" إلقاء الضوء علي تداعيات القرار . معالم المنظومة يتضمن النظام الجديد لبيع الخبز للمواطنين، تخصيص حصص شهرية على البطاقات التموينية وذلك بمقدار 150 رغيفا لكل مواطن شهريا على أن تكون لديه بطاقة تموينية ويكون السعر الرسمي للرغيف هو 5 قروش ، كما أن من المفترض أن يحصل حصول صاحب البطاقة التموينية على سلع غذائية مجانية من البقال التموين في نهاية الشهر مقابل ما يتم توفيره من استهلاكه للعيش شهريا . أما بخصوص المواطنين الذين ليس لديهم بطاقة تموينية فقد تم التأكيد على وجود مفتش تموين بالمخبز يتولى بيع بطاقة الكارت الذهبي لهم . وتتضمن المنظومة الجديدة أيضا قيام وزارة التموين بشراء رغيف الخبز من المخبز الذي يعمل بالسولار بسعر 33,7 قرش و من المخبر الذي يعمل بالغاز بسعر 33,3 قرش يحصل عليه صاحب المخبز فورا لحظة مرور بطاقة بيع الخبز في الماكينة وذلك في حسابه البنكي ، ومن المقرر أن يحقق صاحب المخبر بموجب هذا النظام 260 جنيها ربحا صافيا في طن الدقيق و سوف يعاد النظر في هذه الأسعار كل 3 أشهر . الخمسة لا تكفي يقول سيد سالم مواطن بورسعيدي ان حصول المواطن على خمسة أرغفة و التي تم تحديدها من قبل وزارة التموين لا يكفي أيضا مضيفا أنه قد يتناول وحدة أكثر من خمسة أرغفة في الوجبة الواحدة لافتا إلي أن المغتربين في بورسعيد يعانون لان بطاقاتهم التموينية علي محال ميلادهم. الماكينات متوقفة في السياق نفسه قال محمود الطيب مواطن بورسعيدي إن ماكينات صرف الخبز الآلية في بعض المخابز تعطلت وتسببت في خلق طوابير كثيرة ما أدي إلي حدوث غضب شديد بين المواطنين موضحا أن بعض المخابز التي اعتادت علي سرقة الدقيق رفضت الدخول في المنظومة الجديدة . مهددة بالفشل من جهته أكد العربي أبو طالب رئيس اتحاد مفتشي التموين والتجارة الداخلية أن تطبيق هذه المنظومة في باقي محافظات الجمهورية مهدد بالفشل، مؤكدًا أن أسباب فشلها يرجع إلى اختلاف نمط الاستهلاك فيها عن باقي المحافظات لافتا إلى أنه لا يعد الخبز مكونا رئيسيا في الوجبات الغذائية لمواطني محافظة بورسعيد لأنهم يعتمدون على استهلاك كميات كبيرة من الأرز مع السمك ولذلك فإن نصيب الفرد على بطاقات صرف الخبز 3 أرغفة يوميا لا تجدي مثلا مع مواطن شرقاوي أو صعيدي لأنه قد يأكلها في وجبة واحدة انخفاض التكلفة وقال رئيس اتحاد مفتشي التموين إن المشكلة الحقيقية تكمن في انخفاض التكلفة المذكورة بالعقد المبرم بين الوزارة وأصحاب المخابز عن التكلفة الحقيقية ، مشيرا إلي أن التكلفة الحقيقية والتي اقرها الجهاز المركزي للمحاسبات 68 جنيها ، في حين أن التكلفة إلي أقرتها وزاره التموين 52 جنيها للجوال وأضاف إن المعاناة الذي يعاني منها صاحب المخبز في تأخر صرف الحوافز ، وارتفاع التكلفة الإنتاجية قد تؤدي إلي قيام البعض بتهريب الدقيق وطرحه بالسوق السوداء. نجاح بنسبة 95% إلى ذلك أكد صفوت عمار مدير مديرية التموين والتجارة الداخلية في بورسعيد أن نسبة نجاح منظومة الخبز الجديدة التي بدأت بالمحافظة بلغت نسبة نجاح 95% في أسبوعها الأول مشيرا إلي أن هناك 4 مخابز أغلقت أبوابها مع المنظومة الجديدة لرفض المواطنين التعامل معها بشراء الخبز المدعم بسعر 5 قروش للرغيف لأنها تعودت على تهريب الدقيق إلى السوق السوداء. مشيرا إلى أنه بعد تحرير السعر في هذه المنظومة وجد أصحابها صعوبة في الاستمرار بممارسة نشاط إنتاج الخبز طبقا للقواعد الجديدة التي حددتها وزارة التموين . وفي إطار متصل كان وزير التموين خالد حنفي قد اعترف في تصريحات صحفية مؤخرا بأن القرار يواجه تحديات كبيرة في مجال تعديل منظومة الخبز الجديدة و إعادة منافذ القابضة الغذائية لتقديم السلع للمواطن بأسعار أقل من السوق. و أكد حنفي أن نصيب الفرد من الخبز المحدد ب 5 أرغفة هو ثلاثة أضعاف نصيبه الذي يحصل عليه فعلا ، موضحا أن المواطن البورسعيدي لا يأخذ ال 5 أرغفة لأنها إكثر من استهلاكه الفعلي للخبز . ويبقي السؤال الملح متي يأتي يوم علي المواطن المصري وخاصة البسيط ويحصل علي كامل الدعم المستحق له ؟ وهل ستنجح الحكومة الحالية في قطع أيدي لصوص الدعم وناهبي قوت الفقراء ؟