قال مصدر عشائري عراقي إن المسلحين المسيطرين على سد الفلوجة على نهر الفرات فتحوا بعض بواباته، اليوم الأربعاء، وذلك بعد ارتفاع منسوب المياه خلفه وفي القنوات الإروائية (قنوات للري) المتفرعة عنه إلى "مستوى خطير". وأوضح المصدر أن المياه "اجتاحت أغلب القرى والمناطق في شمال وشمالي غرب مدينة الفلوجة، وصولاً إلى أطراف العاصمة نتيجة ارتفاع منسوب المياه في القنوات الإروائية المتفرعة عنه جراء غلق أغلب بوابات السد في اليومين الماضيين، مما أدى إلى أضرار كبيرة في المناطق المحيطة بمجرى تلك القنوات". وأشار إلى أن "غلق بوابات السد وارتفاع مستوى المياه خلفه وفي القنوات الإروائية المتفرعة عنه، أدى إلى تلف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الزراعية ونزوح الأهالي من بعض مناطق الفلوجة التي غمرتها المياه بشكل كلي أو جزئي". في سياق متصل، حذّر عون ذياب مستشار وزارة الموارد المائية العراقية من استمرار التدفق العشوائي لمياه سد الفلوجة الذي تسيطر عليه عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وقال إن "مناطق غرب العاصمة بغداد تواجه كارثة حقيقية". وقال ذياب في تصريح لوكالة "الأناضول" الثلاثاء :"إن المجموعات المسلحة (يقصد عناصر داعش) قامت بكسر القناة الموحدة (قناة الري الرئيسية التي تخرج من السد) مما تسببت في غمر أراضي واسعة في منطقة أبو غريب غربي العاصمة بالمياه". وفي وقت سابق، تسبب إطلاق مياه سد الفلوجة بصورة غير منتظمة إلى غرق العديد من المناطق الزراعية في قضاء أبو غريب غربي بغداد. وأعلن صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار غربي العراق، في تصريحات سابقة لوكالة "الأناضول"، غرق ثلاث مناطق في مدينة الفلوجة التابعة للمحافظة بعد أن اجتاحتها المياه، إثر ارتفاع منسوب مياه نهر الفرات. واعتبر ذياب أن إطلاق عناصر داعش لمياه السد لن يسبب فقط غرق مساحات كبيرة، بل سيسبب غرق مجمعات سكانية ومناطق زراعية. وقال إن "هذا الإجراء خطير جدا وسيسبب كارثة كبيرة إذا لم تتحرك الحكومة لمنع العبث بالسدود وافساح المجال للمختصين لمعالجته". واعتبر أن الإجراءات التي قامت بها قطاعات عسكرية وهندسية لإنشاء بعض السدود الترابية غير كافية لأنها تكون في بعض الأحيان واهنة، وليست ملائمة لمواجهة الكميات الهائلة من المياه التي تتدفق من السد والتي قد يتوسع تدفقها، وقد تصل إلى مدينة أبو غريب هذا موقف خطير". وقال ذياب إن "الموضوع خرج عن سيطرة وزارة الموارد المائية، والتحكم وانتشار المياه بشكل عشوائي غير منتظم سبب نوعاً من الإرباك".