أعرب الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان، اليوم الإثنين، عن "حزنه لفقدان الأرواح البريئة" في انفجار هز صباح اليوم محطة للحافلات بالعاصمة النيجيرية. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد قالت وسائل إعلام نيجيرية محلية صباح اليوم إن "نحو 200 شخص قتلوا اليوم الإثنين، إثر انفجار قنبلة في موقف (نيانيا) للحافلات"، الذي يصفه الكثيرون بأنه الأكبر في أبوجا. ونقل المتحدث باسم الرئاسة، روبن أباطي، "تعازي الرئيس القلبية لأسر الضحايا". وفي تغريدة على صفحته بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، كتب أباطي "الرئيس حزن لفقدان الأرواح في تفجير نيانيا". وأشار إلى أن الرئيس أمر بإجراءات "أمنية مشددة في أبوجا"، ووجه أجهزة الخدمات الطبية للمساعدة في علاج المصابين. وفي غضون ذلك، أشارت تقارير إلى أن الرئيس جوناثان ألغى رحلة كانت مقررة إلى جنوب غربي البلاد، وتوجه إلى موقع الانفجار. وفي حديث لوكالة الأناضول عبر الهاتف من أبوجا، قال أحد شهود العيان، ويدعى عمر الحسن: "أحصيت 15 جثة على الأقل"، مشيرا إلى أنه نجا بأعجوبة من الانفجار بندوب صغيرة على يده اليسرى. ومضى قائلا: "نعم، كانت هناك 15 جثة متفحمة ملقاة على الأرض، وأكثر المتضررين كانوا من بين الأشخاص الذين كانوا يذهبون إلى العمل في ساعة مبكرة من صباح اليوم". ولكن تقارير الصحف المحلية مثل "بريميام تايمز"، أشارت إلى مقتل أكثر من 200 شخص. وذكرت "بريميام تايمز" أن "بعض القتلى والمصابين يجري نقلهم إلى المستشفى بواسطة سيارات الإسعاف وعربات تابعة للشرطة". وأضافت "أحصى مراسلنا أكثر من 50 جثة لم يتم نقلها بعد". وتابعت الصحيفة "دمرت العديد من المركبات، من بينها نحو 12 حافلة حكومية ذات سعة كبيرة، وقيل إن بعض الحافلات كانت مكتظة بالركاب عندما وقع الانفجار". وقال "غبينغا أروليبا"، مذيع تلفزيوني شهير، إنه شاهد شخصيا "شاحنتين محملتين بالجثث تتحركان بعيدا عن موقع الانفجار"، عندما كان يمر صباح اليوم قرب جسر "نيانيا"، على بعد نحو 8 كيلومترات جنوبي أبوجا. وفي حديث لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال ناشط حقوقي بارز يعيش في أبوجا، إيما إيزيزو، "يقال إن عدد الضحايا كبير للغاية"، مشيرا إلى أنه "لا أحد لديه رقم دقيق الآن". وعقد مؤتمر وطني في أبوجا، وقف المشاركون خلاله دقيقة حدادا على أرواح الضحايا، ودعوا الحكومة إلى اتخاذ "خطوات حاسمة"، لمعالجة الأزمة الأمنية. وتبنى المشاركون في المؤتمر بالإجماع اقتراح طرحه النائب "دان نوانياوو" طالب فيه الحكومة بتنفيذ عدد من التوصيات الأمنية السابقة في أنحاء نيجيريا. وفي غضون ذلك حاول رجال الأمن السيطرة على الحشود التي تجمعت في مكان الانفجار، في حين قاد شرطي مجهول جهود تنظيف موقع الانفجار، وقال للصحفيين إنه من السابق لأوانه "التوصل إلى أي استنتاجات أو إعطاء بيانات محددة". ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق بشأن الواقعة من الشرطة أو المتحدث باسم الجيش النيجيري حتى 12:55 تغ. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور، لكن يرجح أن تنصب الشكوك على مسلحي جماعة "بوكو حرام" . وكانت الجماعة استهدفت أبوجا ثلاث مرات في الماضي، أولها هجوم نفذته عام 2011 على مبنى الأممالمتحدة، راح ضحيته فيها أكثر من 20 شخصا. و"بوكو حرام" تعنى بلغة قبائل الهوسا المنتشرة بشمال نيجيريا المسلم "التعليم الغربى حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا. وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها -بالرغم من طابعها المتشدد- ضد ما تصفه ب"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ في عام 2009 إلى العنف إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. وفي السنوات التالية، ألقي باللوم على الجماعة المسلحة في مقتل الآلاف، وشن هجمات على الكنائس والمراكز الأمنية التابعة للجيش والشرطة في المناطق الشمالية من نيجيريا.