من المقرر أن تبدأ يوم غد الاثنين في مدينة نيويورك محاكمة أبو حمزة المصري، الداعية الأصولي الإسلامي المتهم بدعم الجماعات الإرهابية، وسط مخاوف من هجوم ارهابي وقلق بشأن إمكانية عدم السماح لشاهد رئيسي بالإدلاء بشهادته. والاتهام الموجه للمصري 55 عاما هو التآمر في عملية خطف سياح في اليمن عام 1998، من بينهم أميركيون، و في تلك العملية لقى ثلاثة بريطانيين وأسترالي حتفهم. كما أن المصري الذي طلب من المحكمة مناداته باسم مصطفى كامل مصطفى، متهم بالتآمر لإقامة معسكر لتدريب الإرهابيين في ولاية أوريجون الامريكية و تنظيم الدعم لطالبان و شركائهم الإرهابيين في أفغانستان أثناء وجوده بمسجد في بريطانيا. ودفع رجل الدين المصري المولد، البريطاني الجنسية، ببراءته من تهم الارهاب في قاعة محكمة في مدينة نيويورك في تشرين أول/أكتوبر 2012، بعد أن سلمته بريطانيا إلى الولاياتالمتحدة بوقت قصير. ووضعت شرطة نيويورك في حالة تأهب قصوى مع اقتراب موعد المحاكمة تحسبا لوقوع أي هجمات إرهابية محتملة كرد فعل على المحاكمة. وتقول ريبيكا وينر، مديرة وحدة التحليل الاستخباراتي في أدارة شرطة نيويورك، إن الشرطة "أعدت نفسها لإمكانية أن تؤدي محاكمته المقبلة إلى المزيد" من الارهاب. ويحتمل أن يكون حذر شرطة نيويورك نابع من هجمات إرهابية أخرى تمت بعد سماع خطب المصري في الماضي ضد الغرب . فعلى سبيل المثال، بعد مقتل جندي بريطاني في أيار/ مايو 2013 ، طلب مايكل اديبولاجو من المحكمة مناداته باسم مجاهد أبو حمزة، ووهو لقب اختاره تكريما لابو حمزة المصرى. وأشاد المصري، الذي فقد أجزاء من ذراعيه وأحد عينيه أثناء القتال ضد الجيش السوفيتي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، بزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وهجمات أيلول/سبتمبر 2001 . وفي العام الماضي ، انتقد محامو الداعية المعوق المسؤولين في محبسه المشدد الحراسة في مانهاتن لفرضهم تدابير خاصة على المصري، بما في ذلك عدم السماح له باستخدام خطافه الصناعي بدلا من يده المقطوعة . وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن مثل هذه التدابير، التي تقيد أيضا اتصاله بالعالم الخارجي، تستخدم عندما يكون هناك "احتمال كبير" أن يسفر الاتصال بالسجين عن "وفاة أو إصابة جسدية خطيرة". وفي الوقت نفسه، قبل أقل من أسبوعين من المحاكمة، طلبت القاضية كاثرين فورست مثول شاهد رئيسي شخصيا في المحاكمة. و الشاهد البريطاني الجنسية، ساجد بادات ، موضوع تحت لائحة اتهام بالولاياتالمتحدة لضلوعه في مؤامرة عام 2001 لتفجير طائرات باستخدام قنابل مخفية في أحذية، وهي جريمة أدين فيها في بريطانيا. وألقي القبض على بادات في بريطانيا عام 2003 ، وقضى ست سنوات فقط في السجن بعدما وافق على التعاون مع شرطة سكوتلاند يارد. وإذا سمح له بالظهور عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من بريطانيا، فإنه من المتوقع أن يشهد بادات بأن المصري كان قد أمره بالسفر إلى أفغانستان في عام 2001 والمشاركة في التدريبات الجهادية هناك .