أثار بيان الدكتور باسم خفاجي، رئيس حزب "التغيير والتنمية"، حول موقفه من الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة جدلا واسعًا وردود أفعال ساخنة بين النشطاء السياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كما لم تخلُ الفضائيات بدورها من التعليق على البيان. فبينما اعتبر البعض أن القرار لا يحدو كونه "فرقة إعلامية"، وصفه آخرون بأنه "عشم إبليس في الجنة"، فيما أكد فريق آخر أن "خفاجي" محسوب على جماعة الإخوان المسلمين وأن إعلانه الترشح في الانتخابات الرئاسية جاء بالتنسيق مع الجماعة. مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، علق على القرار قائلا: "بالله عليكم حد فاهم حاجة من بيان باسم خفاجي.. أنا بقى فهمت". وأضاف شاهين عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "واحد ربما يكون إخواني غاوي شهرة بيقدم خدمة للتنظيم وعاوز يقول إن اللي حصل انقلاب ويهز ثقة الناس في الانتخابات القادمة". وسخر شاهين: "أرشحه ليكون رئيسا لأفغانستان أو باكستان.. لو القانون يسمح". فيما وصف مختار نوح، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والقيادي الإخواني السابق، القرار خلال اتصال هاتفى ببرنامج العاشرة مساءً الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي على قناة دريم 2، بأنه "عشم إبليس في الجنة". وبسؤاله عما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تدعم خفاجي في الانتخابات الرئاسية، قال "نوح": إن الجماعة لا تستطيع أن تدعم أي مرشح رئاسى الآن لفقدها القدرة الإستراتيجية على الترويج لحشد المواطنين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. ورأى "نوح" أن دفع جماعة الإخوان بمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة يصب فى مصلحة المشير عبد الفتاح السيسى كون التصويت له ثابت بينما التصويت لمؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي تصويت عقابي وهو الأمر الذي سيعمل على تفتيت أصوات "صباحي" وليس السيسي. من جانبه، قال أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن خفاجي، محسوب على جماعة الإخوان حتى وإن حاول إثبات عكس ذلك، وهو يظهر على قناة الجزيرة بشكل مستمر. وأضاف "بان"، في مداخلة هاتفية مع برنامج "من الآخر"، على فضائية "روتانا مصرية"، أن جماعة الإخوان تحاول وصف الانتخابات القادمة بغير النزيهة والترويج لما أسموه بالانقلاب، وهو ما أكد عليه خفاجي أكثر من مرة في خطاب ترشحه للرئاسة. في المقابل، قال محمد فؤاد، مسئول المكتب الإعلامي لحركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية "، إن خفاجي لن يكون مرشح الإخوان ولن يحصل على دعمهم، بسبب رفضهم الاعتراف بخارطة الطريق. وأوضح "فؤاد" في تصريحات صحفية، أن الإخوان إذا دعموا أي مرشح في الانتخابات الرئاسية فإن ذلك سيكون بمثابة اعترافهم بشرعية كل ما حدث بعد 30 يونيو. فيما وصف الإعلامي زين العابدين توفيق قرار خفاجي ب"اللغز"، قائلا: إذا كان ينوي الترشح للرئاسة فلماذا لم يتقدم بأوراق ترشحه، ولماذا استند أثناء كلمته على منصة مكتوب عليها "باسم خفاجي رئيسا لمصر"، في الوقت الذي أكد فيه استحالة ترشحه في الانتخابات المقبلة لكونها "ليست نزيهة" حسبما قال خفاجي. وقال زين العابدين في مقدمة له على قناة الجزيرة، إن بيان خفاجي "مثير للجدل"، متسائلا أين هي دوافعه وإلى أي مدى سيصل بحملته الانتخابية "مفتوحة المدة". أما الدكتور أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة، فعلق على القرار بقوله: "أثمن قرار باسم خفاجى رئيس حزب التغيير بعدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية الجارية". وقال نور في تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "توتير": "أعجب للهجوم على قراره من أنصار المشاركة وأنصار المقاطعة!"، في إشارة تؤكد أن خفاجي لم يعلن ترشحه من الأساس للانتخابات المقبلة. وكان الدكتور باسم خفاجي، أعلن أمس الأربعاء، في بيان مسجل له، ترشحه لأقرب انتخابات "نزيهة"، حسب وصفه، وفي الوقت نفسه أعلن رفضه المشاركة في الانتخابات المقبلة التي يراها من وجهة نظره "غير شرعية".